الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الكابتن محمود الخطيب رئيسا للنادي الأهلي


منذ أسبوعين حذرت من النفق الذى دخلت فيه إدارة النادى الأهلى عند التصويت على اللائحة الاسترشادية وأشدت بموقف الكابتن محمود الخطيب العاقل المسئول الذى انطلق من أن مكانة الأهلى فى مصر تفرض عليه أن يكون نموذجا يحتذى فى التماسك والوحدة على الأصول والقواعد كمؤسسة وطنية مصرية، وأن تاريخ هذه القلعة الرياضية وانجازاتها لا تبرر لمجلس إدارتها أبدا فرد العضلات واستعراض القوة حتى لا تكون النتيجة كما سمعنا ورأينا لأنه لا يصح إلا الصحيح!

وقد تابعت باهتمام الزيارات التى بدأها محمود الخطيب لرموز الأهلى وللمؤسسات الإعلامية لاستطلاع الآراء حول كيفية النهوض بالرياضة المصرية وفى القلب منها كرة القدم، وعندما اقترح عليه البعض ترشيح نفسه لرئاسة الأهلى وجدتنى بدون تردد أؤيد هذا الترشيح وأباركه، لكن لماذا أؤيد وبشدة ترشح الكابتن محمود الخطيب لرئاسة النادي الأهلي؟

الإجابة بسيطة جدا ولا تختلف كثيرا عن إجابات عشاق الأهلى وجماهيرة وأعضاء جمعيته العمومية، فمحمود الخطيب على المستوي الشخصي إنسان مثالي ومخلص ومنظم، أما علي المستوى الرياضي فهو صانع السعادة الكروية الحقيقى، وصانع السعادة يختلف عن تاجر السعادة، فالأول جواهرجى يصنعها أما الثانى يجدها جاهزة ويوظفها لمصالحه الشخصية وانتماءاته السياسية.

الخطيب أشهر مشاهير الكرة المصرية وأحد الذين أسهموا بدور كبير فى صناعة البهجة المصرية والأهلاوية، ارتبطت إنجازات الأهلى وبطولاته القارية ببزوغ نجم محمود الخطيب كتلميذ بارع فى المدرسة التى صاغها وأسسها المدرب المجرى العظيم مستر هيديوكوتى، الذى منحته إدارة صالح سليم ومن بعده إدارة حسن حمدى كل التسهيلات والثقة للعمل والإبداع.

 ومثلما كان للأهلى الفضل الكبير بعد الله سبحانه وتعالى على ما حظى به الخطيب ورفاقه من مجد وحب فى قلوب الملايين، فقد جاء الوقت ولاحت الفرصة التى وجد فيها الخطيب أنه آن الأوان أن يرد الجميل للأهلى وجماهيره !

كان من السهل أن يبقى الخطيب رمزا جميلا فى خيال جماهير الكرة ، لكن حالة الخطيب أكدت أن النجومية لا تولد من فراغ، فالإجادة فى الملعب والحفاظ عليها وليدة ذكاء وقدرة على التصرف وإيجاد الحلول السريعة التى تقود إلى الفوز فى داخل حدود الملعب، وكذلك الحال فى متطلبات النجاح فى أى عمل إدارى داخل أسوار النادى.

 وبالذكاء والقدرة صنع الخطيب تاريخا كبيرا وظل اسطورة من أساطير الساحرة المستديرة وأغنية وشعارا تهتف به الجماهير عند لحظة الفرحة " بيبو .. بيبو " وظل الرياضي الأشهر والأفضل ليس في مصر وحدها ولا داخل القارة السمراء فقط ولكن على المستوى العالمي .. ففى عام ١٩٨٧، اختاره الاتحاد الدولي لكرة القدم لنيل جائزة اللعب النظيف على مستوى العالم، حيث خاض الخطيب أكثر من ٤٥٠ مباراة على الصعيد الودي والرسمي سواء مع منتخب مصر أو النادي الأهلي ولم ينل سوى إنذارا واحدا.

وهو اللاعب المصري الوحيد الحائز على جائزة أفضل لاعب في افريقيا لعام ١٩٨٣، طبقا لاستفتاء مجلةFrance Football وقد استلم الجائزة في حفل كبير بالقاهرة.. وهو انجاز لم يحققه أى لاعب مصر من قبل وحتى الآن .. تحدث عنه العالم حينها وعلقت مجلة أونز مونديال الفرنسية الشهيرة على الانجاز بصفحة كاملة عن الخطيب وانجازاته.

وبعد اعتزاله وتوليه الإشراف على الكرة ثم تدرجه فى المناصب الإدارية من عضو لجنة الكرة وعضو مجلس الإدارة وأمين صندوق ثم نائب رئيس النادى فى مجلس حسن حمدى، أثبت الخطيب أن ملكات الإبداع داخل المستطيل الأخضر لا تختلف عن ملكات الإبداع فى الإدارة!

وهذا هو شأن االكبار دائما الذين تعلم منهم ونتواجد بينهم وعلى رأسهم المايسترو .. فلا يمكن لاحد أن يرافق صالح سليم ولا يتعلم منه شيئا، بل وصل الأمر إلى إشادة المايسترو بالخطيب حينما قال : " "مثل بيليه وديستيفانو لو زاد من ساعات تدريبه لترتفع لياقته البدنية، لا أقول هذا من فراغ فلقد سمعت شهادات كل هؤلاء من أفواههم وأعني ما أقوله، موهوب متكامل أرجو منه المزيد، وفرحت عندما شبهوا طريقة لعبه بي، زادني فخرا"

وشهادة المايسترو عن اسطورة الخطيب لم تأت من فراغ ، فقد تم اختياره كأفضل لاعب فى مصر 7 مرات .. والهداف التاريخي للأهلي ببطولات أفريقيا بـ 37 هدفا، كما انه يمتلك ثاني أعلى معدل تهديفي وسط زملائه بنادي المائة لهدافي الدوري المصري بعد حسن الشاذلي، حيث أحرز 108 أهداف بالمسابقة من أصل 129 مباراة شارك بها، بمعدل كبير يصل إلى 84 %.
ولا أريد أن استطرد فى سرد إنجازات محمود الخطيب االكروية وأقول إنه لعب طوال حياته الكروية 266 مباراة منها 199 في الدورى و18فى كأس مصر و29 في بطولة أفريقيا للاندية أبطال الدورى و20 في بطولة أفريقيا للأندية أبطال الكؤوس وصل اجمالى أهداف الخطيب إلى154هدفا.. إلى آخره ، لأن هذا كلام يحفظه الرياضيون وخبراء اللعبة أكثر منى.

 لكننى أكتفى بتعليقه على نتيجة الفوز بإحدى بطولات الكأس حين قال أننى لم أفعل سوى الواجب ورد الجميل للجماهير التى أعطتنىى المجد والتشجيع والحب وكل مافعلته أننى ديت واجبى فى الملعب.

ولذلك سعدت جدا عندما أعلن ترشحه لرئاسة النادي الأهلي وبدأت أشعر أنه آن الأوان أن يؤدى أعضاء الجمعية العمومية للأهلى واجبهم هذه المرة بأن يمنحوا ثقتهم لمحمود الخطيب ليزداد الأمل فى أن قيم الأهلى التى زرعها صالح سليم سوف تعود.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط