الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لا تسامحهم يا دكتور "عبد الحميد"


أصعب إحساس يمكن أن يمر على الإنسان ذلك الشعور بالعجز عن ممارسة أبسط حقوقه في الحياة، أو عدم قدرته على توفير أبجديات بنودها الآدمية من مأكل أو مشرب أو علاج، خاصة وإن كان هذا الشخص على رأس مكانة مرموقة في المجتمع يوما..

لا يمكن أن تتحكم في دموعك وإن كنت فظا أو غليظ القلب من شدة الاستياء الذي قد يصيبك عندما تعلم حقيقة الحال الذي وصل إليه الدكتور عبد الحميد محمود متولي أستاذ التفسير وعلومه بجامعة الأزهر سابقا، وهو ملقى جانبا داخل أحد المساجد وتبدو عليه علامات المرض والفقر ..

تدني حال الدكتور "عبد الحميد" والمئات مثله من العلماء يرثى له الجبين، بعد أن وصل بهم الأمر إلى عدم القدرة حتى على العلاج، أو التكيف مع أمور الحياة خاصة بعد موجة ارتفاع الأسعار الأخيرة والتي لا تتناسب مع ملاليم المعاش التي يتقاضونها من الدولة ..

احترام رموزنا وعلمائنا وشخصياتنا العامة التي أخنى عليها الدهر، أمر واجب على الدولة وليس منة منها عليهم، فهؤلاء قدموا الكثير - وما زالوا- من العلم لمصر وللمصريين، وخرجوا أجيالا عديدة ما زالت تمد يدها بالعطاء والخير والعلم، وتمثل مصر داخليا وخارجيا بأبهى الصور ..

ولا ننكر أن الأزهر مشكورا بقيادة شيخه الطيب الإمام الإنسان قد كلف أحد الباحثين بدراسة تفاصيل حالة الدكتور عبد الحميد بعد الصدى الواسع الذي أثارته قصته على صفحات موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" وأمر باتخاذ ما يلزم لتوفير حياة آدمية وكريمة للأستاذ الدكتور ..

استجابة الأزهر تأخرت، لكنها في النهاية مبادرة طيبة وتحتاج إلى تعميم في كافة مؤسسات الدولة، كى يتم مراعاة ودعم أصحاب المعاشات بما يضمن لهم استكمال حياتهم بشكل لا يسبب تفاوتا معيشيا عما كانوا عليه، إضافة إلى ضرورة إعادة النظر في المعاشات وإقرار زيادة مناسبة بها، بما يضمن لهم حياة آدمية كريمة.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط

-