الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وفجأة أصبحت الأسعار (نار).. لماذا؟!


أعاصير أمريكا مثلها مثل كارثة زيادة الأسعار فى مصر.. ففى الآونة الاخيرة ضرب إعصار الأسعار الأسواق المصرية فالمصائب الجماعية تصيب كل الشرائح الغنى والبسيط .

ولكن لم يكن لإعصار أمريكا سبب سوى الطبيعة هى الاثمة الوحيدة فى عيون الناس ولكن فى ظل كارثة الأسعار كان الآثمون كثيرين.

فالإنسان بطبعه عندما تحل به كارثة يوجه اللوم للسبب الذى يقف بصدده مباشرة ولا يتحرى أو يفكر فالمشكلة تشل عقل الانسان العادى وتكبل قدراته .

كلنا تضررنا من غلاء الاسعار ولن نبرئ احدًا ولكن كما قلت الآثمون كثيرون .

إذا كان ذلك فشلا من الحكومة فقط فربما كان من السهل تدارك تلك المشكلة لانقاذ شعبية الحكومة والنظام، فالأسعار وخصوصًا أسعار الاساسيات بمثابة اكسير الحياة للمواطن .

ولكن وإن كان هناك تقصير من المسئولين فليس من الممكن أن يكون ذلك هو المتهم الوحيد.. فهناك عوامل كثيرة:-

الأول وهو العادات الاستهلاكية والشراء الزائد عن الحاجة مما يترتب عليه التهدير فى السلع الغذائية والشخصية فالقوة الشرائية للمواطن المصرى من أضخم القوى وكأن الشراء حتى وإن كان زائدًا عن الحاجه سلوك مصري ربما للتفاخر لا يحمل فى ثناياه سوى سلوك خطر.

العامل الثانى وهو السرقات والنهب والاختلاسات التى نسمع عنها يوميًا فى نشرات الاخبار وصفحات التواصل الاجتماعى بأرقام ضخمة خيالية .

فتلك المليارات والملايين اذا عادت من كل مختلس أو موظف يتقاضى الرشاوى -بالطبع – ستحسن من ميزانية الدولة!!

العامل الثالث :- وهو اهمال الحرف الصغيرة والمشروعات المتناهية الصغر التى قد تثير سخرية المواطن عندما يقرأ اننا نستورد الأقلام المدرسية والادوات والعلكة بملايين الدولارات ولكنه بالفعل حقيقى ! لأننا اهملنا تمامًا المشاريع المتناهية الصغر التى قد توفر تلك الملايين وتخيلنا أن الحرفى لا قيمة له فى المجتمع ولكن اذا ادركنا ان ذلك الحرفى قد يوفر للمجتمع ملايين فهو أفيد من مائة من خريجى الجامعات الذين يبحثون عن عمل لمدة سنين وهذا هو مبدأ المفهوم الخاطئ المتواتر الذى يترك لنا عواقب وخيمة اثر جهل وعقم ذلك المفهوم .

العامل الرابع :- وهو التواكل الذى صدرته لنا التيارات المعادية فى المجتمع مشجعة المواطن على زيادة النسل وربما أقعنوا الشارع وليس البسطاء فقط بأن لكل مولود رزق يعطيه الله حتى وان لم نعمل أو ننتج فكانت النتيجة أجيال كثيرة محاصرة بالفقر والجهل والمرض.

العامل الخامس:- اللغة الخدمية المعيبة ,فكل فرد عامل فى المجتمع يقدم خدمة للاخر يقدمها بصفة شخصية وكأنها مجاملة شخصية من فرد لأخر ينتظر أن يردها الأخر له فى وقت لاحق !! حتى غلبت لغة المصلحة الشخصية على كل التعاملات اليومية، ولن تنته مصلحتك ياعزيزى ان لم تعرض انت أيضًا ما فى جعبتك !

ولكن وسط الشعوب التى نضجت لا يكون المشهد هكذا بل كل فرد عامل فى كل مناحى الحياة يقدم الخدمة لا للشخص الذى أمامه بل للدولة من أجل سير عجلة الانتاج والخدمات والامور الحياتية من أبسطها وحتى أعقدها وهنا لا لغة المصالح الشخصية تحكم ولا المقايضة ولكن المصلحة العامة فتتأكد أن احتياجاتك ستنقضى دون أى تعطيل أو مقابل شخصى وبالتبعية لن يستهلك الوقت فى قضاء الحاجة الشخصية بل ويحظى الانتاج والعمل بوقت أكبر بل وسترتفع الروح المعنوية للمواطن ويزداد الحماس والاحساس بالوطن وروح العمل الجماعى من أجل هدف واحد.

فإن راعى الضمير المصرى الفردى كل ما سبق لن نضع جهة واحدة فى قفص الاتهام بل وسنحظى بأسعار أقل.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط