الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الهجرة مع بداية العام الهجرى الجديد


فى البداية كل عام وأنتم بخير وسعادة بمناسبة حلول العام الهجرى الجديد, وما يجب أن أؤكد عليه فى مثل هذه الأيام أن الهجرة ليس معناها الانتقال من مكان إلى مكان فقط ولكن معناها ترك الأسوأ للوصول إلى الأفضل ولذلك, يجب أن نبدأ جميعا فى الوصول إلى الأفضل من خلال تفعيل قيمة التغيير الإيجابى الذى يتضمن اكتساب مهارات جديدة وقيم جديدة للوصول إلى حياة جديدة أفضل بإذن الله.

فأحداث الهجرة لنا فيها عبر لا تُعد ولا تُحصى لأنها من القصص الإلهى الذى يقول فيه الله فى قرآنه الكريم عن النبيين والمرسلين: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ} , فكانت العبرة أن الذين يريدون الوصول الى غايتهم قد ينالوا بعض المتاعب والصعاب التى لن تنتهى إلا بالتنازل عن جزء من الحياة الأساسية فمعظم الأنبياء والمرسلين هاجروا الى الله للوصول الى غايتهم فى تبليغ الدعوة, ومنهم من هاجر مضطرا ومنهم من هاجر برغبته, والهدف من هذه المقدمة أن الجميع عليه أن يبدأ فى وضع إستراتيجية الهجرة لنفسه , ولكن إستراتيجية الهجرة فى هذا الزمن تختلف قليلا عن زمن الأنبياء.

والهجرة التى أقصدها هجرة الخطأ إلى الصواب وهجرة تصحيح المفاهيم السلبية للوصول إلى الغاية الإيجابية التى تخدم الفرد والمجتمع, وهجرة التكاسل إلى العمل والإجتهاد , وهجرة السلوك البشرى المعقد إلى السلوك السلس السهل البسيط، وهجرة البيروقراطية والروتين إلى النموذج الأمثل فى الإدارة, وهجرة الكراهية إلى الحب, وهجرة الباطل إلى الحق , وهجرة الضعف إلى القوة.

وأكاد أجزم بيقين أن السلوك البشرى إذا تغير وحمل القيم الإيجابية ستنهض مصر فى أقل من الوقت المتوقع لها أن تنهض فيه, لأن تكاتف كل القوى البشرية بقيمها الإيجابية مع إصلاحات مؤسسات الدولة , سيعمل على وضعنا فى ترتيبات أولية وسنكون فى مصاف الدول العظمى التى يحسب لها ألف حساب, لأننا حينما نعود إلى السيرة النبوية والتاريخ الإسلامى سنجد أن الهجرة لم يكن مفهومها الإنتقال من مكان إلى مكان ولكن كانت معناها الانتقال إلى مجتمع يساند وأفراد تعمل وبيئة خصبة للنماء الفكرى والإبداعى , ولذلك تجد بعد الهجرة النبوية تغيير شامل فى صفحات التاريخ , حيث قامت بعدها الدولة الإسلامية والتي غيرت شكل الحياة في العالم بالتعاليم والعلوم الربانية والإنسانية الراقية , التى كانت من الممكن عدم اكتسابها فى مكة بسبب النزاعات والصراعات على الدين.

ياسادة .. الحياة تستحق التغيير وتستحق التعب والجهد, فلا يشعر الإنسان بالسعادة أو تغتنى حياته بامتلاك الحقائق والأشياء، بل من سعيه للوصول إليها، والجهد الذى يبذله, وعلى الجميع البدء فى مراحل الهجرة إلى اليقين الإنسانى والسعادة الدائمة.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط