الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

صفعة ديمقراطية


بعد سنوات من التوتر في منطقة الشرق الأوسط تحت مسمى الربيع العربي وبغطاء من مطالبات بالحرية والمساواة والعيش الكريم، استطاع أبناء الشمال السوري، وتحديدا أبناء أقاليم الفرات والجزيرة وعفرين توجيه صفعة ديمقراطية قوية، كونهم الوحيدين الذين أجروا انتخابات لاختيار ممثلي الشعب في الكومينات التي ستدير أمورهم خلال الفترة المقبلة.

لهذه الصفعة أهميتها كونها أتت بعد سلسلة من الشائعات والأكاذيب التي طالت أبناء المكون الكردي بانه يسعى الى تهجير العرب من المنطقة وتهميش من سيبقى فيها، فأتت الانتخابات لتضحد هذه الأكاذيب وتؤكد مبدأ أخوة الشعوب وحرية القرار المستقل.

قد يرى البعض في هذه الخطوة ترسيخا للانفصال عن سوريا الدولة والوطن الواحد، إلا أن الحقيقة التي لا يجب إغفالها هي أن مبدأ الكومينات وانتخاب أعضائها أصبح ضرورة في التاريخ السياسي السوري الحديث، بعد التباعد الحاصل بين أبناء البلد الواحد والإصرار على التقوقع للحماية من الآخر، ايا يكن، كنتيجة حتمية لتحول الأحداث الى مسار الحرب الطائفية القذرة وبعدها الى حرب طائفية -اثنية- قومية، فهذه الانتخابات لو عممت بطول البلاد وعرضها ستكون عاملا مساعدا بل معجلا بإعادة الأمور الى طبيعتها ولو بحدها الأدنى المطلوب، فمن المستحيل إعادة اللحمة والوئام بالشكل المطلوب بين أبناء الوطن الواحد إلا من خلال مراحل تمهيدية تلعب الكومينات دورا هاما بتأمين مبدأ الأمن والأمان والاستقرار الاجتماعي.

مع الإشارة الى أن الانتخابات هذه ستبعد المحسوبية والتسلط والتهميش، وهي آفات يعاني منها عموم الشعب السوري دون استثناء، وبعد موجة الانفتاح التي اتت بعد سنوات طويلة من مصادرة القرار الشعبي أصبح من الصعب أساسا الإبقاء على المنظومة القديمة التي كانت تدير البلاد بمبدا "ابناء الست وابناء الجارية"، وهو مبدأ سقط سقوطا مدويا وسيكون شرارة أي احتجاج بأي منطقة لو حاول أحد العودة إليه.

ألف مبروك لأبناء الأقاليم الثلاثة خطواتهم الديمقراطية، وهنيئا لسوريا هذه الخطوة الجبارة.

وللحديث تتمة..
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط