الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قضية تحرش هزت العرش الفرعوني .. والمتهم بريء


استئناف جنح القصر؛
يستأنف الملك الحكم في القضية الشهيرة والمعروفة إعلاميا بقضية "زليخة تراود فتاها " يعيد التحقيق بنفسه ويأمر باستدعاء الشهود لسماع أقوالهم من جديد ليستوضح الأمر بهدوء، فالآن حصحص الحق وثبتت أدلة البراءة ، باعتراف زليخة وشهود النفي اللاتي كن شهود إثبات "إن كيدهن عظيم " وبناء على المعلومات الجديدة يحكم الملك بالبراءة والإفراج الفوري عن يوسف ما لم يكن محبوسا على ذمة قضايا أخرى ، لم يستكبر ملك مصر ولم تأخذه العزة بالإثم في الاستعانة بيوسف بن يعقوب في إنقاذ البلاد ، رجل اسمه يوسف لديه سابقة في صحيفة حالته الجنائية ، إنه المتهم ظلما وكيدا بالقضية التي هزت العرش الفرعوني، وطالت شرف الأسرة الحاكمة ، لكن إرادة الله أظهرت الحق فكشف السوء عن يوسف ورد عنه كيد الكائدين .

رجاحة عقل الفراعنة؛

كان الملك آنذاك ، ذا عقلية متفتحة عنده حسن تدبر وحكمة، يزن الأمور بميزان العقل بما امتلك من عقل راجح ورأي سديد ورؤية مستقبلية، هدفه الصالح العام لبلده وشعبه في الحاضر والمستقبل ما جعله يمكن ابن يعقوب ويستأمنه ليصبح رئيسا لحكومة إنقاذ وطني، فولاه الملف الاقتصادي برمته ،"وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ " .

انقلاب في حياة المهاجر،
تشرق الدنيا بنورها على يوسف الصديق، هذا المتهم البريء في طريقه من خلف أسوار السجن إلى بلاط السلطة العليا والمكانة الرفيعة في قصر الحكم، استوضح يوسف الأمر ووضع يده على مجريات الأمور وتفاصيل الوضع، بعد أن فسر الرؤيا تفسيرا نبويا بموجب شفافية العلاقة الربانية.

سيرة ذاتية : حفيظ عليم ؛

عرض على الملك ملخص سيرته الذاتية في كلمتين - إني حفيظ عليم - ثم حدد المهمة والمسؤولية : "اجعلني على خزائن الأرض" - كان يعلم قدر نفسه وقدر المسؤولية الملقاة على عاتقه ، كانت المهمة صعبة لكنه كان حفيظا عليما أمينا مخلصا حكيما واعيا ، حفيظا للخزائن عليما بوجوه مصالحها وخطة إصلاحها والنهوض بمصر .

من غيابة الجب لحكومة إنقاذ ؛

لم يكن يوسف يحمل شهادات من جامعات غربية ولا لسانه ينطق بسبع لغات أجنبية وليس خبيرا في تكنولوجيا المعلومات ومناهج الاقتصاد، ولم يكن آنذاك من المقربين في حاشية البلاط الملكي وقصور الحكم والرئاسة، فعناية السماء هي أهم مقوماته، ليس من المنافقين أصحاب الأقنعة المزيفة، لقد أتى به المرتزقة من صحراء البدو إلى مصر العامرة، بعد أن ألقى به إخوته غدرا وحقدا وحسدا وخيانة في غيابة الجب لتنقذه العناية الإلهية ليباع بثمن بخس ويستقر به الحال في - مصر -بلد الأمن والأمان .

منح الثقة ؛
أقبل يوسف على المهمة بقلب مخلص ونابض بالمحبة وبكل مصداقية وشفافية وفطرة سليمة، متوجا بالضمير اليقظ والإنسانية الراقية والعقل الحكيم ، منحه الملك كامل الصلاحيات المطلوبة ومكنه في الأرض ، أدى اليمين الدستورية مضمونها - إني حفيظ عليم - فكانت أساس نجاح المهام العظام والمسؤوليات الجسام ،فمستقبل البلاد مرهون بإرادة الله ثم بهاتين الفضيلتين وتوفرهما في أي مسؤول في أوقات الأزمات -وغير الأزمات - حتى يصل بالمهمة المكلف بها إلى شاطئ الاستقرار وبر الأمان .

نجاح باهر ؛
نجح يوسف على النحو الذي أرضى الملك والشعب معا، ونجحت تجربة الإصلاح الاقتصادي التى قام بها يوسف وبمساعدة وتعاون عقول مصرية وجهد أيد عاملة مصرية، فكان لهذه النهضة الاقتصادية الأثر الإيجابي على نواحي الحياة الاجتماعية في ربوع البلاد ، فالاقتصاد هو القاعدة الأساس وهو الشراع الأقوى الذي تبحر به سفينة الوطن وتتقدم مسرعة في مواجهة أقوى الرياح وأعتى الأمواج بشرط توفر أجواء سياسية وأمنية مستقرة ونوايا خالصة .

لكل قصة عبرة ؛
لم تأت قصص القرآن كحكايات للتسلية والإثارة والتشويق بل وقائع حقيقية بنص القرآن ولحكمة بالغة للاستفادة منها في أمورنا الدنيوية وقضايا حياتنا الاقتصادية والاجتماعية في إطار ارتباطنا بالسماء مستظلين بظلال الهدى والرحمة الإلهية .

{لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لقوم يؤمنون}.

حقا وصدقا ؛ ما كان حديثا يفترى.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط