الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إثيوبيا .. وحتمية المواجهة


يتساءل البعض هل تمتلك القاهرة خططا تمكنها للنفاذ من بين سهول الجفاف والعطش والذى يعمل البعض على أن يضرب بهما مصر وشعبها من أجل مزيد من الإملاءات والإخضاع، لتصبح القاهرة رهينة لسياسات التركيع التي تُفرض عليها لتسهيل قيادتها ولتمرير بعض القوى الإقليمية أجندتها ..؟

وماذا سيكون بأيديها بعد فوات الأوان وامتلاء سد النهضة بالماء وسط سياسات إقليميه كل يوم تُظهر عداءها وتحديها للقاهرة ..؟ كتلك التى أثارت ردود أفعال غاضبة في الأوساط المصرية الرسمية والشعبية ، خاصةً بعد تصريحات وزير الإعلام والاتصالات الإثيوبي “جيتاشي رضا ” لصحيفة الشرق الأوسط الجمعة 20 مايو 2016: عندما قال إنه “ ليست مشكلتنا من يرى أنه سيتضرر من بناء سد النهضة ” ..

ليصبح التساؤل الأكثر تشاؤما على من تراهن إثيوبيا في تصليب موقفها المواجه لحقوق الشعب المصري في الحياة.؟

فإن المساس بنهر النيل لا يعني غير المساس بحياة شعب يعلم أن الموت بجوار سد النهضة سيكون أقل كلفة وأكثر شرفا من الموت عطشا فوق أرض مشققة حزينة تروى خذلان قومها وتباطؤ ساستها وفشل منظومة كاملة تولت مسئوليه التفتيش عن حل مرض لجميع الأطراف يضمن لإثيوبيا حقها في النهضة ولمصر حقها في البقاء ...!

ولكن هل كان الوزير الإثيوبي يجرؤ على مواجهة العالم بالرؤية الإثيوبية التي لا تكترث بمصالح الشعوب الشريكة لها في النهر فيدلي بتصريح بهذا المستوى من الخطورة التي تُوجب على الجهات المسئولة في القاهرة أن تلتقطه وتدخله معامل التحليل السياسي والاستراتيجي ... ؟

فعندما لا تكترث إثيوبيا بمشكلة تصنعها بسبب تصلب ساستها وعدم انصياعهم لما يقرره القانون الدولي والاتفاقيات السابقة وسط حالة من التراخي التي تبديها القاهرة عندما تتوقف عن استخدام كل أدواتها المختلفة من أجل إلزام إثيوبيا بعدم التورط بالمساس بحقوق مصر التاريخية في ماء النهر يعني أن خلف إثيوبيا جماعة تمول وأخرى تشجع وثالثة تضمن الحماية ....!!

وعليه فمصر الآن ربما تُدفع دفعا إلى مواجهة مفتوحة مع الجميع ..فالممول الرئيسي للسد هو ممول رئيسي لتعطيش الشعب .. والمشجع الرئيسي للسد هو أحد بنود المؤامرة التي تنوى الاستمرار في شماتتها وتحديها حتى النهاية ...
أما ضامن الحماية فهو يسعى ربما إلى مواجهة مفتوحة ستكون أحد محاورها عسكريه لا ريب ...!

وعليه يصبح المطلوب الآن هو معلومات أكثر شفافية ووضوحا بشأن كل ما يحيط بالمسار السياسي والتفاوضي الذى يحيط بملف سد النهضة الذى تتبجح إثيوبيا بشأنه بأنها غير معنيه بما يراه الأخر مشكلة ستصيب كبده بالعطش وروحه بالاحترار ..!!

ويصبح إشراك الشعب المصري في معرفة مصيره ضرورة ليكون جاهزا لمواجهة مفتوحة على عدة مستويات في ملف من أخطر الملفات التي تُفرض على مصر اليوم ..

نحن هنا لا نتحدث عن أرض فقدناها في معركة ستعود في أخرى ... ولا هزيمة اقتصادية في شراكة ستتحول إلى إنجاز بمعايير جديدة للإدارة والإخلاص والتقوى ..

نحن بمواجهة الموت عطشا ... وسقوط جدار التاريخ على واقع لم يصن مستقبله ولم يُحسن التعامل مع ملفاته الحيوية الضامنة لبقائه ..

وعليه فإشراك الشعب في المشهد برمته يجعلنا مؤهلين للدخول إلى المنطقة الأكثر وعورة فيما يخص التعنت الإثيوبي الضار بمصالح دولة المصب وما يفرضه من التزامات وفقا للقانون الدولي ..

الجرأة الإثيوبية غير مسبوقة ... ولغة الخطاب تعلو مع علو البناء .. وربما تصل لحافة الهاوية التي تسقط القاهرة مع الانتهاء من السد الذى سيفرغ يد مصر من الكثير والكثير من الأدوات القادرة على تحقيق توازن مطلوب فقدناه بتخلينا عن اللحظات المناسبة ..!!

آمل أن يكون المشهد الخطير الذى بان من بين سطور التصريح المتهاون بحقوق الشعوب التاريخية والقانونية الذى أدلى به وزير الإعلام الإثيوبي قد وصل كما فهمته عدة دوائر إلى أذن القاهرة ..وأنها قد استوعبت ما يجب فعله الآن وليس غدا قبل أن تصبح واقعة ليس لوقعتها رافعة ..!!
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط