الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الإرشاد التربوي بين المتغيرات الأخلاقية والثقافية


مفهوم الارشاد التربوى بات يلح وبقوة لارتباطه الوثيق بثقافة وأخلاق الأمم فى ظل التراجع الخطير فى الأخلاقيات والثقافات التى صارت سطحية الى أبعد الحدود.. فعندما نتابع حال وصلنا إليه من تدهور أخلاقى فى مجتمعنا بسبب الانفتاح المباشر على الثقافات والعادات الغربية بما فيها من مساؤى كثيرة وجعلت من المجتمع المصرى عرضة لمثل تلك العادات المسيئة والمشينة فى ذات الوقت، وإذا نظرنا الى ما حدث خلال الايام الماضية من تنظيم حفل شبابى يضم بعض الشباب ذوى الميول الأخرى ورفع العلم الذى يمثل تلك الفئة فهو يعد إعلانا مباشرا وصريحا عن إرساء مفهوم جديد شديد الخطورة والكارثية إذا ما تم انتشار تلك الفئة لأفكارها وأفعالها والكثير من الظواهر السلبية التى باتت تظهر وتتزايد على السطح كالعلاقات التى تكون خارج الإطار الشرعى لها والمخدرات وتدمير صحة وحياة الشباب بل مستقبلهم بأكمله وكذلك حتى داخل الأطر الشرعية نجد أن العلاقات الزوجية بين الطرفين طرأ عليها تحول خطير نحو الإنهيار عندما نجد الزوج يقتل الزوجة أو العكس وكذلك قتل الأبناء للآباء فنحن أمام صورة قاتمة لحال المجتمع المصرى .

وهنا لابد من النظر سريعا الى إعادة ترسيخ المبادئ والأخلاق وصحيح الدين وتلك مسئولية مشتركة ما بين الدولة والأزهر الشريف والإعلام لوضع منظومة أخلاقية وتربوية تهدف الى إعادة الأمور الى نصابها الصحيح وتكون قوة ضاغطة فى مواجهة التطرف والشذوذ الأخلاقى ولذلك الارشاد التربوى والأخلاقى لابد أن يجد المساحة الكافية له فى توعية المجتمع ووضعه على المسار الصحيح.

فالإرشاد التربوى هو التوجيه وتقديم النصح والآليات التى تهدف الى رفع الوعى الأخلاقى والثقافى بما يحقق الهدف الأسمى وهو الحفاظ على المجتمع من حالة الفوضى التى تعصف به جراء الكثير من العوامل التى خلقها فضاء السوشيال ميديا الذى ساعد بشكل كبير فى التحولات الجذرية فى تغيير الثقافات خاصة فى البلدان العربية والتى تعتبر من الأدوات المستخدمة فى الأمور السياسية من قبل الدول الأجنبية للتأثير على تلك الشعوب وتغيير هويتها الحقيقية.

ولذلك لابد أن نكون حذرين مما يحاك لنا من مخططات تؤدى بنا الى تفككنا وضياع هويتنا الأخلاقية لنتحول الى مجتمع فوضوى ليس له تأثير يذكر ولهذا لابد أن تهتم الدولة ومؤسساتها ذات العلاقة ومنظمات المجتمع المدنى التى تعمل فى هذا الإطار فى السعى نحو العمل على تحقيق الحفاظ على المجتمع من الأفكار الشاذة بكل أنواعها.

أما الإعلام فله دور فى غاية الأهمية والحساسية فى ذات الوقت فى القاء الضوء على القضايا الأخلاقية التى تستهدف مجتمعنا فى الفترة الأخيرة بقصد الارشاد والتوجيه الى الصواب وليس مجرد مناقشة القضية من أجل رفع نسب المشاهدة ليس أكثر فلابد أن يكون الإعلام من أدوات المواجهة لانحسار تلك الظواهر الغريبة وليس المساعدة فى انتشارها وتطورها فنحن الآن فى سفينة واحدة على الجميع التضامن والمساعدة فى الوصول الى بر الأمان وإلا فالكل سيغرق فى متاهة الانحدار.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط