الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خرافات عضو مجلس النواب عن دعم إسرائيل لثورة 30 يونيو


قرأت مقالًا صحفيًا للدكتور"عماد جاد" عضو مجلس النواب ، بعنوان " لقاءات الرئيس في نيويورك " ، استعرض فيه لقاءات الرئيس عبد الفتاح السيسي بعدد من رؤساء الدول والحكومات ، وذلك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة والتي ألقى فيها السيسي كلمة قوية طرح فيها رؤية مصر في عدد من القضايا المهمة على الصعيد الداخلي والخارجي ، ومما أثار دهشتي في هذا المقال الكارثي ــ من وجهة نظري ــ بل وجعلني أستشيط غضبًا هو قول د. عماد جاد بالنص : " ...

ولكن علينا في الوقت نفسه أن نضع المصلحة الوطنية المصرية في المقدمة ونتحلى بالموضوعية ونعترف بأن إسرائيل لعبت دورًا مهمًا في دعم ثورة الشعب المصري في الثلاثين من يونيو ، ومارست الوفود التي أرسلها بنيامين نتنياهو ضغوطا كبيرة على أعضاء في الكونجرس من أجل تبني رؤى موضوعية تجاه الاحداث في مصر ... ".

ولعل كلام عماد جاد يجعلني أسأل : كيف علمت بهذه المعلومة ، وما هي الوثائق التي تسند وتؤكد كلامك ، وكان أجدر بك أن تنشر هذه المستندات والوثائق على الرأي العام بدلا من إحداث هذه البلبلة ، فالمصداقية والوطنية تقتضي عند نشر معلومات خطيرة كهذه أن تكون مدعمة بالأدلة القاطعة والمستندات الدامغة حتى لا يقع المصريون فريسة للقيال والقال ، وكي لا تهتز ثقتهم في ثورتهم التي دفعوا فيها أثمانا باهظة من خيرة دماء شبابنا من جنود الجيش والشرطة .

فانتفاضة الشعب المصري العظيم وخروجه بالملايين في الشوارع والميادين لإسقاط الفاشية الدينية ووضع الخونة والمتآمرين تحت جزم المصريين لم ولن تكون بدعم دولة الاحتلال الإسرائيلي المحتل والمغتصب للشعب المصري، ولم يحدث أن السفاح بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي دعم مصر ــ أبدًا ــ التي تعتبر من منظور الإستراتيجية العسكرية الإسرائيلية أخطر دولة وجيش وعدو ويعمل لها العدو الإسرائيلي ألف بل مليون حساب ، ويتحين أي فرصة لإسقاطها وتفتيت جيشها الوطني لإنفاذ مخططاته ، يا أخ عماد كيف للمجرم بنيامين نتنياهو أن يدعم شعبا يرى أنه عدوه الاول ؟!

وكيف لسفاح هدد بإرسال قوة من الجيش الإسرائيلي للقاهرة عقب حصار السفارة الإسرائيلية في 9 سبتمبر عام 2011 قائلا " كنت على وشك إرسال قوات من الجيش الإسرائيلي لفك الحصار عن سفارة تل أبيب بالقاهرة "، وكيف يمكن الثقة في نتنياهو الذي قال في حفل تأبين قتلى الجيش الإسرائيلي بمناسبة مرور 43 عاما على حرب اكتوبر أن أعداءنا ــ في إشارة لمصر وسوريا ــ لا يزالون يشعرون بطعم الهزيمة ، فإسرائيل في رأيي كانت وستظل هي العدو الأول لمصر والمصريين بل وللعالم العربي إلى أن يتم التوصل إلى سلام عادل وشامل برعاية دولية للقضية الفلسطينية والإعتراف بدولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية ، ووقف التوسع في بناء المستوطنات.

يا أخ عماد جاد .. يا أيها النائب عن الشعب، كيف لإسرائيل أن تدعم ثورة شعب انتفض ضد مخططاتها وضد أخطر مشروعي جهنمي يستهدف مصر والشرق الأوسط وهو مشروع الشرق الاوسط الكبير ، كيف لإسرائيل أن تدعم شعبا انتفض لحماية سيادته وأرضه وحدوده الجغرافية التي كانت مستهدفة بإتفاق ــ أمريكي إسرائيلي ــ مدفوع الأجر مع الإخوان من خلال التخلي عن أراض في سيناء ؟ ؛ وإنني هنا أطالب الرئيس السيسي شخصيا والقوات المسلحة المصرية منبع ورمز الشرف والوطنية أن ترد على مزاعم عماد جاد لئلا يكفر المصريين بثورتهم ولإزالة أي شكوك تنتاب البعض تسيء للجيش والشرطة.

وأكد أن ثورة 30 يونيو 2013 هي ثورة مصرية خالصة وأي محاولة للنيل منها أو جعلها مادة أو طعاما سهلا أو مبررا لمحاولة خلق حشد أو تطبيع شعبي مع إسرائيل مرفوضة رفضا قاطعا ، فلا تطبيع شعبي مع عدو ومحتل ومغتصب ، وإن كانت إسرائيل دعمت الثورة بوفود للكونجرس فلماذا كانت الإدارة الامريكية والكونجرس يصدعوننا ويحاول ابتزازنا بأن ما حدث انقلاب عسكري وليس ثورة شعبية، ولماذا اوقف باراك أوباما صفقة مقاتلات f16 لمصر بعد 30 يونيو مباشرة ، ولماذا كانت تحاول بل وتضغط امريكا من أجل عدم الاعتراف بثورة 30 يونيو في محاولة لعودة الإخوان للحكم مرة أخرى ، ولماذا تم تعليق المساعدات العسكرية لمصر بعد ثورة 30 يونيو مباشر كوسيلة من وسائل الضغط على الدولة المصرية وكسر إرادة المصريين وتركيعهم ؟ فإسرائيل وحليفتهم أمريكا هما مهندسا ثورات الربيع العربي وهما ايضا الممولتان والداعمتان لهما بالمال والسلاح والآلة الإعلامية وجماعات الخيانة المتاجرة بالإسلام والإسلام منهم براء .

ولا أخفيكم سرًا أنه بعد ثورة 25 يناير 2011 وتحديدا يوم انتقال البابا الراحل الانبا شنودة الثالث ، اتصلت تليفونيا بالسفير محمد رفاعة الطهطاوي قبل أن يصبح رئيسا لديوان رئيس الجمهورية في عهد حكم الرئيس المعزول محمد مرسي لأخذ منه رأي عن البابا شنودة ودوره الوطني فقال الرجل كلاما عظيما ــ والحق يقال أيضا ــ عن البابا والأقباط ولكنه في آخر حديثه قال لي انه وبعض الشخصيات معزومون في منزل السفيرة الامريكية بالقاهرة وما أدراك بالسفيرة الامريكية بالقاهرة " آن باترسون " التي كانت تدعم الإخوان بشدة وتحول منزلها في رأيي إلى مكتب إرشاد لجماعة الاخوان في مصر .

وقد أكد هذا التعاطف في حوار لي بالصوت والصورة مع الفريق احمد شفيق المرشح السابق للرئاسة قبيل ثورة 30 يونيو وقال لي بالحرف أن امريكا والسفيرة، كانت متعاطفة بلا شك مع الإخوان ، ولعل كل هذا الكلام ينفي ما قاله عماد جاد عن دعم إسرائيل لثورة 30 يونيو بل ويجعل من كلامه مجرد كلام مرسل بل ومجرد خرافات ومزاعم وهو مطالب شخصيا بأن يخرج علينا وعلى الرأي العام ما يثبت كلامه ، وفي نفس الوقت أنا شخصيا مع تحاور مصر والرئيس السيسي بشكل ندي مع أي دولة وأؤيد لقاءه برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لوجود علاقات دبلوماسية بين البلدين وهي علاقة محكومة بمعاهدة سلام.

وأثق في أن تحاور السيسي مع أي دولة يخدم بلا شك مصلحة مصر العليا والقضية الفلسطينية وأمننا القومي ،ولكن محاولة الإقتراب من ملف التطبيع الشعبي مع دولة الإحتلال الإسرائيلي والذي يروج له البعض حاليا من أجل مكاسب رخيصة ستواجه برفض شعبي لا محالة .

حفظ الله مصر وشعبها..
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط