الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قصة أزمة أثارها فريد شوقي بإنتاجه السريع للأفلام

صدى البلد

تعرض فريد شوقي لموقف متناقض مع الناقد الفني سعد الدين توفيق في ستينيات القرن الماضي، حيث استقبل فريد مدح سعد الدين له على أدواره في مقالاته التي كانت تنشر في مجلة الكواكب، إلا أن نشر سعد الدين مقالًا يهاجم فيه فريد متهمه بأنه اعتمد لفترة على الكم وليس الكيف، خاصة بعد تقديمه لفيلم بمعدل كل شهر، معتمدًا على الأدوار الهابطة، مما أثار حفيظة فريد ودفعه للرد عليه بمقال مضمونه "لماذا لا يثبت النقاد على رأي..بالأمس يهنئوني واليوم يهينوني" ونشر في نفس المجلة.

ويقول توفيق في مقاله: "عندما شعر فريد أنه يقدم دورًا واحدًا مكررًا في أفلامه لسنوات عديدة، فقرر في عام 1963 توسيع دائرة نشاطه الفني، وانضم إلى فرقة الريحاني وقام بتمثيل أدوار نجيب الريحاني في مسرحياته القديمة"، ويومئذ رحب سعدالدين بهذه الخطوة، ونشر رأيه في تجربته الجديدة وفي فريد كممثل كوميدي وقال أنه خفيف الظل على المسرح، لكنه لاحظ أنه يقلد حركات الريحاني ووقفاته وحركات يديه وضحكته.

ثم حول فريد بعض مسرحيات الريحاني إلى أفلام، فكانت الأفلام منها "المدير الفني" و "العائلة الكريمة" و "30 يوم في السجن"، وقال سعد الدين أن : "هذه الأفلام أضعف بكثير من المسرحيات المأخوذة منها، بل أن هذه الأفلام لا تقارن مطلقًا بأفلام نجيب الريحاني"، وأشاد بأفلام الريحاني مثل : "سلامة في خير" و "سي عمر" و "لعبة الست" و "أحمر شفايف"، خاصة وأن ومعظمها أفلام ظهرت في فترة الأربعينيات.

وهاجم سعد الدين أفلام فريد بلهجة قاسية وقال : "من يشاهد "سلامة في خير" و"30 يوم في السجن" سيتحسر قطعًا على مستوى الفيلم المصري، فلا يمكن أن يصور إنسان أن فيلمًا يظهر في سنة 1966 مثل "30 يوم في السجن"، يكون أردأ وأتفه من فيلم "سلامة في خير"، الذي ظهر منذ 30 سنة تقريبًا".

وكان نجيب الريحاني يظهر في فيلم واحد في السنة، بل إنه كان يقضي سنتين أو أكثر في فيلم واحد، هذا في حين أن فريد شوقي يمثل في السنة الواحدة عدة أفلام، ففي الموسم لعام 1966، عرض فيلم "30 يوم في السجن" في سبتمبر، وفي أكتوبر لنفس العام عرض فيلم "العبيط"، وفي نوفمبر لنفس العام عرض فيلم "فارس بني حمدان"، أي بمعدل فيلم واحد كل شهر، ولهذا تسائل سعد الدين توفيق في مقاله ، أي مستوى فني يمكن تحقيقه في مثل هذا الإنتاج السريع!؟.

وواجه سعد الدين، فريد شوقي في مقاله الذي نشر بمجلة الكواكب بأنه لا يرد رؤية الحقيقة، ولا يحب الاعتراف بها : "فريد لا يحب أن يعترف بالحقيقة، ولذلك فهو في رسالته التي نشرها في "الكواكب"، ردًا على نقدي له يقول أنني بالأمس مدحته واليوم انتقدته، ويتسائل قائلًا لماذا لا يثبت النقاد على رأي".

ورد سعد الدين على رسالة فريد متعجبًا، كيف يثبت النقاد على رأي إذا كان فريد كفنان لا يثبت على مستوى فني، واتهم فريد بانخفاض مستواه الفني في هذه الفترة سريعًا، وأنه في كل شهر يعود إلى الوراء.

وأوضح سعد الدين أنه لم يكن في نيته نشر رأيه بهذه الصراحة، لكنه تمنى حينها أن يستقبلها فريد شوقي بروح الفنان المخلص الجاد، وطلب منه أن يسأل نفسه "في كم فيلم في السنة يظهر النجوم الكبار مثل مارلون براندو وكاري جرانت وجريجوري بيك وريكس هاريسون"وقال أنه عند إجابة فريد على هذا السؤال فإنه سيرى أن ما كتبه في الكواكب ليس حقيقة.