الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. محمود هاشم وتسليم قلادة المسئولية


مغرية ومهلكة المناصب والكراسى لمن يلهث خلفها ويصير عبدًا لها ويفضل الموت دونها!! لكنها ليست كذلك لمن يتولاها من أجل هدف وخدمة ورؤية، ولذا تجده صاحب قرار الرحيل فى الوقت الذى يراه مناسبا.. يتركها بكامل إرادته قانعا راضيا عما قدمه.

قرابة خمسة عشر عاما قضاها فى منصبه كان شريكًا فى نمو وتطور الحلم حتى صار حقيقة يانعة يافعة تحصد الإعجاب والتهافت عليها من كل الأطياف فى المجتمع.. كان شريكا فى تجربة تؤتى ثمارها الزاهية فى بلده وفى أنحاء متفرقة من العالم.

أتحدث عن الأستاذ الدكتور محمود عبد القادر هاشم رئيس الجامعة الألمانية وأستاذ علوم الليزر.. هو واحد من علماء مصر الذين يعرفهم ويقدرهم العالم لقيمتهم العلمية وخدماتهم للبشرية.. منذ تعرفت عليه منذ سنوات طوال سواء فى معهد الليزر أو فى الجامعة وأنا أتابع ابتكاراته واختراعاته العلمية التى وصلت لـ16براءة اختراع كلها فى خدمة الإنسان صحيا وبيئيا.. وأسمع أيضًا عنه الجديد فى تكريمه والاستعانة به وباختراعاته أوروبيًا وأفريقيًا.

لم تأخذه الإدارة من علمه ومعمله وظل طوال سنوات ادارته للجامعة، وهو ينتج أبحاثا، ويحصل على براءات اختراع وأحدثها هو علاج للأورام السرطانية بالعلاج الضوئى الديناميكى بديلا عن العلاج الكيماوي أو الإشعاعي أو الجراحي، وبدون أى آثار جانبية وبجرعة واحدة!

عادة ما يقال إن الادارة مقبرة الابداع والبحث لكن مع د. محمود لم تكن كذلك بدليل استمرار عطائه فى المعمل وفى ادارة الجامعة بنجاح لكن فاجئنا د محمود بقرار ترك منصبه، حيث قدم استقالته بكامل إرادته لمجلس أمناء الجامعة الالمانية بالقاهرة منذ شهر مارس الماضى بعد مشوار طويل بدأه مع دكتور اشرف منصور صاحب الحلم ( حلم انشاء جامعة المانية بالقاهرة ) حتى من قبل افتتاحها فى 2003.

رحلة صداقة وعمل نتج عنها ادارة محترمة.. وأضحت الجامعة الألمانية نموذجًا يحتذى به بعدما فرضت ثقافة (السيستم) الالتزام والجدية فى التعليم،  وهو ماخلق اجيالا مميزة فى بنائها التعليمى والشخصي، فقد شاركا سويا فى وضع دستور للجامعة قوامه تحقيق الجودة فى التعليم والإدارة.

ورغم أن الدكتور محمود قدم الاستقالة منذ تسعة أشهر، إلا أنه مستمر حتى يوم 7 أكتوبر القادم، وهو اليوم الذى حُدد لمراسم التسليم والتسلم بينه وبين الدكتور ياسر حجازى الرئيس الجديد الذى كان عميدا لكلية الهندسة بالجامعة، والسبب فى ذلك هو أنه طوال هذه الأشهر كان هناك ما يمكن تسميته بالتحضير والمعايشة وانتقال الخبرات بين الرئيس السابق والقادم.

وفى احتفال كبير بحرم الجامعة يوم السبت القادم وبحضور مجلس الأمناء بأعضائه الألمان والمصريين سيتم التسليم والتسلم بشكل رمزى - بعدما تم بشكل حقيقى - وذلك بأن يخلع د محمود قلادة الجامعة وهى عبارة عن سلسلة كبيرة بها اسم وشعار الجامعة وهى التى كان قد تقلدها فى احتفالية افتتاح الجامعة 2003 امام مبارك والمستشار المانى شرودر وقام بتقليدها له كلا من د اشرف منصور ورئيسى جامعة اولم وشتوتجارت وسيقوم رئيس مجلس الامناء بتقليد الرئيس الجديد سلسلة الجامعة ايذانًا ببدء تحمل المسئولية .وهو تقليد المانى معروف بجامعاتها العريقة .

ومن الجامعة الالمانية الى مركز الضياء الخيرى ستكون وجهة د محمودهاشم وشغله الشاغل الفترة القادمة كما أكد لى، وهو أول مركز طبى خيرى لتطبيق (العلاج الضوئى الديناميكى) لمرضى السرطان .

يسميه«مركز الضياء» نسبة إلى الضوء الذى يعتمد عليه هذا النوع من العلاج, يهدف إلى تشخيص وعلاج الأورام الخبيثة للفئات الأقل حظا فى مصر.

كل التوفيق والنجاح للرئيس السابق والرئيس الجديد للجامعة مع تمنياتنا واحلامنا بأن تنتقل العدوى لباقى جامعاتنا .. عدوى تغليب الصالح العام على المآرب الشخصية.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط