الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حنان نجم تكتب.. مرحبا ...لو سمحت ... شكرا لك

صدى البلد

هذه الثلاث جمل القصيرة هي الكلمات السحرية التي تفتح الأبواب مع الغرباء وتكسر الحواجز وتمهد لك الحصول منهم على ماتريد. ليس ذلك فحسب ، بل إنك تكسبهم أيضا كأصدقاء وتخلق داخلهم مشاعر المحبة والود تجاهك، ولا تنسى أيضا وأنت تنطق بهذه الكلمات أن ترسم إبتسامة لطيفة على وجهك لأن الإبتسامة دائما تضيف حلاوة جميلة على الكلمات.

في مجتمعاتنا العربية ينتشر مفهوم خاطئ بضرورة رسم تعابير "العبوس" على الوجه، ويعتقد البعض أن هذا من متطلبات الهيبة وقوة الشخصية وإظهار الإعتداد بالنفس. يظن البعض أن إدخال الشعور بالرهبة أو الخوف في نفوس من تقابلهم أو تتحدث معهم هو "إسلوب حياة" ، و" إثبات وجود" ، وكثيرا مانرى أناس لا يلقون التحية على أشخاص غرباء يلتقونهم لأول مرة عند الدخول إلى مكان عام كمقهى أو صالة طعام أو محل بقالة مثلا. يعتقد هؤلاء الأشخاص أن هذه الطريقة في التعامل مع الغرباء هي وسيلة للتعبير عن مركز إجتماعي "موهوم" وطريقة لإفهام الآخرين ،أنهم أعلى رتبة إجتماعيا أو أعلى شأنا من أنفسهم.

الحقيقة التي يجهلها هؤلاء، أن الثقة بالنفس وقوة الشخصية تظهران بشكل أوضح وأقوى بكثير عندما يكون الإنسان لطيفا ومتواضعا ومؤدبا في التعامل مع الغرباء، وأن الشخص سوف يكسب إحترامهم عندما يتحدث معهم بلطف، وخصوصا إذا استخدم الجمل السحرية : "مرحبا ...لو سمحت ... شكرا لك".

إن هذه الجمل تظهر الجانب الإنساني في التعامل مع بعضنا البعض . فلو أخذنا كلمة "مرحبا" أو مايماثلها من عبارات إلقاء التحية، سنجد أن الطرف الآخر لا يملك إلا أن يبادلك التحية بمثلها أو ربما أحسن منها، وإذا كنت تريد شيئا وطلبته ثم أرفقته بكلمة "لو سمحت" أو مايماثلها من عبارات، فأنت تظهر للشخص الذي أمامك إحتراما لا يسعه إلا أن يجيب طلبك وبإحترام مماثل وربما بدرجة أكبر ، وقول كلمة شكرا في النهاية يظهر مدى رقيك ورفعة مستواك الإجتماعي.

الحقيقة أن هذه الكلمات السحرية وهذا الإسلوب في التعامل مع الغرباء يجب أن تزرع في النفوس منذ الصغر، ويجب أن يتعلم الصغار ذلك حتى في تعاملهم مع والديهم أو مع من هم أكبر منهم سنا ، ممن يقدمون لهم خدمة من أي نوع أو يجيبون لهم طلبا ما. إذ يجب أن يتعلم الطفل أن يكون ممتنا بقول كلمة شكرا عندما تقدم له هدية أو يسدى له معروف ، وأن يستعمل كلمات لو سمحت أو من فضلك عندما يطلب شيئا ما. ويجب أن يتدرب الصغار على ضرورة إلقاء التحية عند دخولهم إلى مكان ما. فتربية الأطفال على هذه الفضائل تساهم في صقل شخصيتهم وثقتهم في أنفسهم وطريقة تعاملهم مع الناس.