الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الاحتفال بالنصر فرض عين


ربما ينتقد البعض تكرار الاحتفال بحرب أكتوبر وهذا النصر المجيد عام ١٩٧٣، خصوصا بعد مرور ٤٤ سنة على هذا الانتصار العظيم، معللين وجهة نظرهم بأن حرب أكتوبر قيل فيها الكثير وأخذت حقها في التقدير والتحليل في الصحافة والإعلام والأعمال الفنية المختلفة والكتابات الأدبية والسياسية والعسكرية والتي تناولت كل الدروس العسكرية المستفادة، فقد أفاض المحللون على مر السنوات التي تلت الحرب وحتى الآن في وصف براعة تلك الحرب التي كانت حدثا مذهلا بكل مقاييس العلوم العسكرية والسياسية، كانت حربا مشروعة وجهادا مقدسا وقد أخذت شرعيتها من حق الإنسان في استرداد أرضه المحتلة وتأمين حدوده حسب المواثيق الدولية والإقليمية.

لكن المقصد من تفعيل هذه الذكرى سنويا هو احتفال برجوع حق كان مغتصبا وبأخذ الثأر واسترداد الكرامة، في الاحتفال تستحضر روح النصر المجيد وانتشاء الروح المصرية بكأس الفرحة الكبيرة ورد الاعتبار وحفظ الكرامة، احتفال بروح الوطنية الخالصة روح التآلف ووحدة الشعور والإحساس الأوحد بوطن كان جريحا، عندما توحد النسيج المصري جمع كل الفئات ومن كل طبقات المجتمع المصري من شماله لجنوبه ومن شرقه لغربه أتاهم النصر على أجنحة الوفاء والتضحية والعزيمة والإصرار، نحتفل مع قواتنا المسلحة الباسلة ونعيش معهم لحظات بل ساعات فرحة نصر الجيش والشعب معا خصوصا بعد الظلال الوخيمة والانكسارت التي خلفتها "انتكاسة ٦٧" عسكريا ومعنويا، فكانت حرب أكتوبر رد اعتبار لكل مصري يحمل وطنه في قلبه.

نحتفل لنتذكر هذا التوحد العربي ووقوف الدول العربية مع مصر في حربها ضد العدو الصهيوني هذه الروح القومية العربية التي افتقدناها مع مرور السنين فمازلنا نحلم حلما عربيا يجمعنا في خندق واحد كما فعلت حرب أكتوبر.

انتصار أكتوبر المجيد حدث عظيم في تاريخ مصر الحديث والمعاصر، حرب جسدت روعة الروح القتالية العالية للجندي المصري والقدرة العسكرية المتفوقة للجيش المصري، ولولا تدخل أمريكا لأباد جيشنا الصهاينة "أعداء الإنسانية " عن بكرة أبيهم وأمهم.

الرئيس الشهيد محمد أنور السادات لم يكن رجلا عاديا بل كان قائدا ذكيا وطنيا مناضلا مخلصا شريفا، حارب العدو وانتصر ثم أكمل الانتصار بحكمته ورجاحة عقله وحنكته السياسية حتى استرد الأرض بالكامل عن طريق مفاوضات المنتصرين، عاش مناضلا وفيا مقاتلا ومات شهيدا على يد مجرمين قتلة ارهابيين صناع الموت!.

في حرب أكتوبر استشهد أبطال عظماء فقدوا أرواحهم دفاعا عن تراب مصر فتركوا خلفهم أطفال يتامى وأمهات ثكالى وزوجات أرامل وعيونا سكبت دموعا غالية على دماء طاهرة، من حق هؤلاء ان يفتخروا بشهدائهم الأبطال ومن حق الأحياء أن يكرموا ويقدروا ويشكروا على شجاعتهم وإخلاصهم، فهذا تاريخهم ومجدهم ومن حقهم أن يحتفلوا كل عام في ذكرى الحدث العظيم، فحرب اكتوبر علامة مضيئة في حياة كل مصري.

فيا أيها المستهزئون قدروا بلدكم حق قدره، فاحتفال مصر بنصرها العظيم ليس مادة "للفزلكة" من بشر اعتادوا على السخرية والاستهزاء من كل شيء حتى أصبحت السخرية منهجا لحياتهم وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، فعند بعض الناس التفاهة كنز لا يفنى، والسخافة صفة لا تفارقهم!

اعتزوا بتاريخ بلدكم وبمجد جيشكم فهو الحصن والسيف والدرع.

رحم الله الرئيس السادات، ورحم شهداء أكتوبر وكل الشهداء الأوفياء المخلصين.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط