الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حنان نجم تكتب: خطط لثرائك المالي

صدى البلد

عقل الإنسان عبارة عن مكتبة ضخمة بها ملفات لا تحصى تحتوي على المعلومات التي يستقبلها العقل ومن ثم يصنفها ويرتبها في هذه الملفات حتى يمكن استدعاؤها بسهولة عند الحاجة إليها.

وعندما يجد الإنسان نفسه في موقف ما أو يمر بحدث أو تجربة معينة، فإن العقل يقوم باستدعاء المعلومات التي خزنها في الملفات ضمن ترتيب معين، لكي يساعده في اتخاذ القرار المناسب للتعامل مع الموقف أو التجربة التي يمر بها، فعلى سبيل المثال، عندما يجد الإنسان نفسه أمام فرصة للاستثمار المالي فإن عقله يقوم باستدعاء المعلومات والخبرات والملاحظات التي سبق وتم تسجيلها في الملف الذي يحمل اسم "أموال"، ليقرر الشخص حينها ماذا يفعل بناءً على تلك المعطيات، من هنا نرى اختلافا كبيرا في طريقة استجابة الغني وطريقة استجابة الفقير لاتخاذ القرار.

لذلك دعونا نخوض في الفروق بين تفكير الغني والفقير بما يخص الأمور المالية، وذلك حسب ما دونه "تيهارت رايجر" في كتابه "لعبة تحقيق الثروات"، الفقراء يؤمنون بمقولة "حياتي مجرد صدفة" وأنا لا أقود مسيرتها على عكس الثري الذي يقود مسيرة نجاحه.

حسب ما يقوله "هارفي نيكلز"، فإنه يجب عليك الإيمان بأنك أنت من يقوم بخلق نجاحك الساحق، وأنك أنت من يقوم بخلق نجاحك المعقول، وأنك أنت من تقوم بخلق تلك المعاناة في بحثك عن المال والنجاح، وسواء ذلك كان بوعي أو بدون وعي، فإنك أنت المسئول أولا وآخرا عن تحقيق النجاح المالي أو عدمه.

الفقراء يلقون بسبب فشلهم على الأشياء والأشخاص من حولهم ويتهمون اقتصاد البلد أو رئيسهم أو شريكهم في العمل أو حتى شبكة الإنترنت.. إلخ. الفقراء يبررون سبب فشلهم اقتصاديا بمقولة "المال ليس مهما لهذه الدرجة"، تخيل لو قلت إن صديقك أو زوجتك ليسوا مهمين لهذه الدرجة، هل سيبقون إلى جانبك، لا أظن ذلك! وكذلك لن يبقى المال أيضا.

معظم الفقراء شديدي الشكوى عندما يكون الموضوع عن مقارنة أنفسهم ماليا بغيرهم ممن هم أكثر نجاحا، وحيث إن قانون الجذب هو "الشيء يجذب شبيهه"، لذا من يشكون، لن يجذبوا لأنفسهم الثراء بل سيتحولون إلى "مغناطيس" يشدهم للوراء بدلا من الأمام.

الفقير يسعى لجذب اهتمام الآخرين لحالته، وهو بذلك يضع نفسه تحت نفوذ الآخرين ويتسول في تعاطفهم معه، الفقراء يلعبون لعبة المال باستراتيجية دفاعية بدلا من الاستراتيجية الهجومية لتوضيح ذلك، دعني أسألك: إذا قمت بلعب أي مباراة رياضية بفكر دفاعي بحت فما هي فرص فوزك بهذه المباراة؟ كل الناس متفقون على فرصك، بأنها ضعيفة.

في حين يكون هدف الفقراء هو أن يملكون ما يكفيهم لسداد الفواتير، يكون هدف الأغنياء، ليس فقط الحصول على بعض المال إنما الحصول على الكثير من المال، الكل يريد أن يصبح ثريا ولكن ما يبعد الفقراء عن تحقيق ذلك هو أن لديهم الكثير من الأفكار السلبية بما يخص الثراء، فمثلا حين تسأل فقيرا ما الأشياء السلبية في كون المرء غنيا؛ ربما يكون جوابه كالتالي: ماذا إن حصلت على المال ثم خسرته حينها سأكون من الفاشلين، أو لن أعرف إن كان الناس يحبوني لشخصي أو لمالي أو قد أخسر صحتي وأنا أحاول أن أكون غنيا، أو يمكن أن أتعرض للسرقة وغيرها الكثير من الحجج والمبررات الواهية.

الفقراء يركزون على احتمالات الخسارة مهما كانت ضئيلة على عكس الأغنياء، الذين يركزون على احتمالات النمو، والأمر يعود في النهاية إلى السؤال التقليدي هل الكوب نصف ممتلئ أم نصف فارغ؟

الفقراء دائما ما يعتقدون أن عليهم معرفة كل شيء مقدما وفي أثناء ذلك لا يقومون بفعل أي شيء، في حين أن الأغنياء يبدأون الخطوة الأولى وهم مقتنعون بأنهم ما إن يبدأوا اللعبة سيكون بمقدورهم القيام بالإصلاحات والتعديلات لاحقا.

غالبا ما ينظر الفقراء إلى نجاح الآخرين بشيء من الاحتقار والحسد للأسف الشديد، فهم بذلك الفعل لن يصلوا إلى شيئ لأن المرء لايصل للشيء الذي يحتقره، هناك حكمة صينية تقول: "بارك الشيء الذي تريد الحصول عليه".