الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الصحفيون.. «الدبلة» قبل «البدلة»


انشغل الوسط الصحفى مؤخرا، بالدعوة التى أطلقها رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام مكرم محمد أحمد، بضرورة اهتمام الصحفى بحسن المظهر، والبعد عن ارتداء السراويل «الجينز» المقطعة، ودعمه فى ذلك نقابة الصحفيين التى أعلنت هى الأخرى عن تنظيم معرض للبدل، حتى يستطيع الصحفى ارتداءها ويظهر بالمظهر اللائق امام المصادر وأمام المجتمع.

ولا أحد ينكر ضرورة الاهتمام بحسن مظهر الصحفى، غير أن الدعوة لمقاطعة الجينز أو ارتداء البدلة، نراها محاولة جادة على هامش مشاكل الصحفيين الحقيقية، وليس بها وحدها تستقر المهنة وتقوم بواجبها كما ينبغى، تجاه المجتمع والدولة.

فالمشاكل الحقيقية – عندى – فى عدم استقرار الصحفيين فى العمل، وتهديدهم بشكل مستمر بالفصل والتشرد، فضلا عن وجود مئات منهم لا يتقاضون رواتبهم الأساسية، ويعانون مشاكل فى الملفات التأمينية.

فالصحفى، وأغلبهم من الشباب، يسعى أولا للاستقرار المادى ، الذى لايكفله فقط بدل التدريب والتكنولوجيا، كما يدعى البعض، ولكن الاستقرار فى العمل، وتوفير الحماية الحقيقية له من مخاطر الفصل التعسفى وضمه إجباريا لصفوف البطالة.

كما يسعى الصحفى الشاب للارتباط والاستقرار بالزواج ، الذى لا يقوى أى صحفى على تكاليفه فى الوقت الحاضر، ولا يتوافر لدى أغلبهم حتى ثمن "الدبلة" التى يستطيع بها الارتباط من أجل الزواج ، وبذلك تكون "الدبلة" مقدمة على "البدلة" التى تسعى النقابة لتوفيرها للصحفيين بأسعار رخيصة.

وتأتى تلك الدعوات فى وقت يعانى فيه أغلب الصحفيين واقعا يتسم بالمرارة ، خاصة أن كثيرا منهم وأغلبهم من المنتمين إلى الصحف الحزبية والخاصة ، يعانون البطالة وعدم صرف رواتبهم منذ سنوات طوال ، فضلا عن قيام أصحاب الصحف الخاصة بتسريح العديد منهم بحجج الخسارة المادية.

تبقى مسئولية الحد من تلك الآثار السلبية والواقع المرير الذى يعيشه الصحفيون، على عاتق المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، باعتباره الجهة المسئولة مباشرة عن الصحف والصحفيين، وذلك على نقابة الصحفيين، التى تمثل المظلة الرسمية والقانونية لأعضائها.

وينبغى على الجهتين أن تضعا أن "الدبلة" قبل "البدلة"، يمثل هدفا للجميع، وينبغى العمل على تحقيقه لكافة الصحفيين.

وفى هذا الإطار نرى ضرورة قيام المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، ومعه نقابة الصحفيين، خوض المشاكل الحقيقية للصحفيين والعمل على حلها، وذلك حفاظا على المهنة وعلى أبنائها، حتى يشهد المجتمع أداء مهنيا يتناسب مع طبيعتها وسموها، ومع الظروف والأوضاع التى تمر بها الدولة.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط