الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مواقف سودانية.. قراءة في وقتها (( 2 ))


أصبحنا نرى اﻵن خريطة سياسية أخرى غير التى ورثناها عن القوى اﻻستعمارية التى رسمت الحدود فى دولنا العربية والأفريقية واﻵن تحاول تعديل تلك الحدود بما يحقق مصالحها وتسهيل عمليات النهب المنظم لتلك الدول التى مازالت على حالة التبعية وﻻتستطيع تحقيق التنمية والأمن والقضاء على مظاهر تخلفها عن ركب التقدم.. كما أن تلك الدول تعانى من اﻻنكشاف وعدم القدرة على اﻻندماج فى النظام العالمى حتى بعد انهيار اﻻتحاد السوفيتي الذى كان انهياره لصالح الدول الغربية وعلى رأسها الوﻻيات المتحدة الامريكية التى أصبحت تروج للسياسات الرأسمالية وقيمها على الدول النامية وعلى كافة المستويات بفعل العولمة والتطور التكنولوجى الذى زاد من حدة فرض تلك القيم بحيث أصبحت دولنا العربية واﻻفريقية تحاكى الثقافة الغربية فى كافة المجاﻻت.

حاصل ما أود قوله أن هناك تحديات كبيرة وتغييرات من شأنها ان تعصف بالنظام اﻻقليمى العربى وﻻيمكن مواجهة تلك التحديات اﻻ بالتوافق والتعاون اﻻقليمى أمام غول العولمة الذى ما زلنا ننتظر أن تكون عادلة فى توزيع نتائجها على كل الدول وهو أمر مستحيل لأن مايحدث وما سيحدث يقف الى جانب من صنعوا تلك الظاهرة وهم أقوياء العالم منهم الدول ومنهم الشركات العابرة للقارات التى تمثل اﻵن كيانات اقتصاديه تتحرك فى كل دول العالم وكذلك تفرض سياساتها على دولنا العربية لذلك فان ميزانية تلك الشركات قد تفوق ميزانيات بعض من دولنا اﻻفريقية ....فهل اصبح التعاون والوحدة خيارا؟

اﻻجابة فى أبسط صورة أننا حتى الآن ﻻنملك رفاهية اﻻختيار فالتعاون اﻻقليمى أحد أهم آليات مواجهة تلك الظاهرة إضافة الى التركيز على تحقيق تعاون وتكامل فاعل بعيدا عن تجارب الماضى التى كانت تعبر بالضرورة عن طريق لم نستطع استكماله ولم يبق منه اﻻ الهياكل التى يمكن البناء عليها لتحقيق أهداف مرحلية يمكن الوصول اليها .

كان ذلك تقديما أراه فى وقته أمام تحديات كبيرة تواجه بلادنا النامية لذلك فإن المواقف السودانية حتى وان كانت تحمل وﻻءات ﻻفكار النخبة السودانية التى ترتكن الى الخلفية اﻻسلاميه وهو ما عبرت عنه تلك النخب عقب الوصول للحكم في عام 1989 وأعلنت عن المشروع الحضارى اﻻسلامى الذى كان يمثل وجهة نظر النظام الحاكم والشيخ الترابى ودعوته بالجهاد لنصرة اﻻسلام وتطبيق الشريعة الاسلامية لذلك اندفع نحو تحقيق تلك الأهداف التى تاهت وسط معضلة الهوية السودانية التى لم تتحدد حتى اﻵن بل وانفصل الجنوب واصبح دولة جنوب السودان التى كانت تعبر بالضرورة عن وجهة النظر التى كان عمادها فصل الجنوب ما لم يتم تطبيق الشريعة الإسلامية !!

لذلك فإن هذه المواقف تنطلق من أفكار معينة تبرز جوا من التحيز لتلك اﻻفكار على حساب المصالح والمصير المشترك لكلا الشعبين لذلك فان تغليب واقع التعاون هو اﻻصل بعيدا عن المدركات لأن اﻻيام القادمة ستكون تداعياتها سلبيه على كلا البلدين مع ضرورة تفعيل مجاﻻت التعاون حتى ﻻ يداهمنا الوقت ونندم على ضياع فرص التعاون التى غابت طويلا، وبعيدا عن توجهات النظام فان اﻻطار التعاونى هو الغالب بحكم مسيرة العلاقات بين البلدين ....فهل يسمعنا احد! !!!
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط