الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جوائز المهرجان الدولي للفعاليات!


قد يبدو عنوان المقال غريبًا بعض الشيء، فقد اعتدنا علي توزيع جوائز ودروع تكريم خلال فعاليات مهرجانات فنية وإعلامية متخصصة في شتى مجالاتهما، كالإخراج والتصوير والمونتاج والتمثيل والتحرير الصحفي وتقديم البرامج والإعداد وغيرها.

كما اعتدنا علي رعاية وزارتي الثقافة والإعلام وهيئاتهما إلى جانب كبار المعلنين ورجال الأعمال لهذه الفعاليات التي تحظى بحضور إعلامي وجماهيري ضخم ،بالإضافة لحضور كبار الخبراء والمهنيين العاملين في هذا المجال.

في المقابل لم يكن لصناعة الفعاليات والأحداث الخاصة Special Events Industryنصيبًا في بلدنا وأقطارنا العربية من الاحتفاء والتكريم لمنظمي ومروجي هذه الصناعة القائمة علي مقومات تنظيمية وموارد بشرية وبني تحتية هائلة، جعلت منها موردا بارزًا لتنمية اقتصاديات الدول وتعزيز فرصها الاستثمارية ، نظرًا لأهدافها المتعددة لكافة القطاعات ، وما يتصل بها من صناعات أخري كالضيافة والدعاية والإعلان والتسويق والسياحة والنقل والصيانة.

كما جعلت منها علمًا له مبادئه النظرية وتطبيقاته العملية ،كما أسس لهذه الصناعة معاهد وكليات متخصصة في تدريسها مثل كلية نورماندي للإدارة بفرنسا، وجامعة " أستون" في إنجلترا، وجامعة بوشوني Bocconi في إيطاليا ، ومعهد إدارة المعارض التجارية في ألمانيا ،وجميعها م مانحة درجة الماجستير في إدارة المعارض، إلى جانب مركز بحوث صناعة المعارض بأمريكا. 

فالفكرة ببساطة تكمن في تكريم الموارد البشرية ذوي القدرات الإبداعية من العاملين بمراحل إدارة وتنظيم الأحداث الخاصة ، وتخصيص جوائز مادية وعينية لهم ، كجائزة أفضل قاعة مؤتمرية، وأفضل مصمم جناح عرض، وأفضل عرض ترويجي مصاحب لانعقاد الفعاليات، وأفضل مدير حدث، وأفضل برنامج فعاليات Event Calendar، وأفضل حملة إعلامية مصاحبة للفعاليات، وغيرها من الجوائز ، كأحد محفزات دعم وتشجيع هذه الصناعة ،والخروج بها من نفق المحلية المغرقة إلي آفاق العالمية.

على أن يتم توزيع هذه الجوائز في إطار حدثا ضخما يعرف بجوائز المهرجان الدولي للفعاليات International festival of Special Events Awards ، واستحداث هذه المسابقة السنوية الضخمة بأجندة أحداثنا الدولية ،بحضور خبراءها ،وتحت رعاية الوزارات والجهات الحكومية والخاصة المعنية بذلك.

وكشفت البحوث الحديثة بمجالات التسويق والعلاقات العامة عن العلاقة الارتباطية بين تقييم زوار الأحداث الخاصة لجوانبها التنظيمية وانغماسهم في فعالياتها Event Involvement ، وبين اتجاهاتهم نحو الحدث ككل Event Attitudesوما يتضمنه من علامات تجارية مسوقة.

 وهو ما ينعكس بدوره علي ولائهم له وللمدينة المستضيفة، من خلال حرصهم علي تكرار زيارته في المستقبل ،إلي جانب توجيه الدعوة لأقرانهم علي حضور فعالياته Recommend the event to others ، وذلك نظرا للدور البارز الذي تلعبه الجوانب التنظيمية للحدث في تشكيل صورة ذهنية لدي جماهيره ، وترسيخ هذه الصورة سواء كانت إيجابية أو سلبية.

لقد صارت الجوانب التنظيمية والتسويقية لانعقاد الفعاليات بمثابة الجانب الأبرز في هذه الصناعة ، وهو ما دعا الاتحاد الدولي لصناعة المعارضUFI إلي إرساء هذه الجوانب في نمط معايير عالمية لتصنيف مراكز انعقاد الفعاليات علي مستوي العالم، وإلزام شركات تنظيم الأحداث الخاصة علي الالتزام بهذه المعايير كشرط رئيسي للانضمام لعضوية الاتحاد ،وما يتبعه من هيئات متخصصة في دعم وترويج هذه الصناعة، كما كان للاتحاد العالمي الريادة والسبق في تخصيص هذه الجوائز، بل ذهب لما أبعد من ذلك ، بتخصيصه جوائز في براعة تصميم مطبوعات الحدث من ملصقات ولوحات إعلانية.

قد تبدو الفكرة بسيطة لكن ما أكثر الأفكار البسيطة التي تحمل بين طياتها معان عميقة وآثارًا ماديًة ملموسًة ، كحرص الدولة علي ترويج صناعة الفعاليات ، والارتقاء بمقوماتها ، والاهتمام بتفاصيلها، لخلق مناخ تنافسي يولّد أفكارًا ابتكارية جديدة ، ويحفّز القائمين علي هذه الصناعة ، ويهيّيء لهم مناخًا مثاليًا للعمل والابتكار خارج صندوق الأفكار النمطية.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط

-