الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الثقافة والهوية الوطنية والأمن القومي المصري


كل أمة من الأمم لها عاداتها وتقاليدها وثقافتها التى تميزها عن غيرها من شعوب العالم فى إسهاماتها العلمية والاقتصادية والإجتماعية والثقافية، وفى الحالة المصرية من قديم الأزل فمصر أقدم حضارات العالم وأول من اقامت حكومة مركزية وأنشأت نظام للدولة فى إدارتها وتيسير شئونها كما أن مصر نشرت ثقافتها وحضارتها وعلومها على العالم القديم بأسره.

ودائما لابد أن نأخذ بعين الاعتبار التغييرات الزمنية والتطور العلمى والتكنولوجى الذى يصنف الدول ويبرز أهميتها وتقدمها عن باقى الدول ومع نمو تلك الدول وتقدمها صارت لها القوة والهيمنة من خلال نشر هذا التطور وثقافتها على الدول الأقل نموا وتقدما وبالتالى ظهر نوع جديد من أنواع الإستعمار وتلك المرة هو استعمار ثقافى وتكنولوجى وهذا ما أطلق عليه بالاحتلال الناعم والذى عمل على تغيير مفهوم الاحتلال والحرب التقليدية.

فإذا نظرنا الى الوضع الحالى فى خريطة العالم نجد أن الدول باتت مقسمة الى دول قوية عسكرية ودول قوية علميا وصناعيا ودول قوية ثقافيا و اجتماعيا، ولهذا نجد فى مصر تحولات ثقافية وإجتماعية وإقتصادية وسياسية حدثت خلال السنوات السابقة خاصة بعد ثورتى 25 يناير و30 يونيه من إحداث تغييرات كثيرة فى مفاهيم الحرية والديمقراطية والتى أثرت بشكل كبير على الحياة الاجتماعية والثقافية فى مصر والتى للأسف أفرزت العديد من الثقافات غير السوية على مجتمعنا وعلى سبيل المثال لا الحصر ظاهرة التحرش بكثرة وظاهرة المثليين وظاهرة تقسيم المجتمع الى فئات وتصنيفات كثيرة .

كل تلك الظواهر الدخيلة على مجتمعاتنا العربية خاصة المجتمع المصرى إنما هى نتاج الانفتاح الكامل على المجتمعات الغربية من خلال وسائل التواصل الاجتماعى التى جعلت الشعوب وكأنها قرية صغيرة وخلال ذلك دخل أصحاب الأجندات التى تحاول التأثير على دول بعينها لإهداف سياسية تخدم مصالحها فى الشرق الأوسط، خاصة مصر والكل يعلم أنها القلب النابض للدول العربية لما تتمتع به من مكان جغرافى متميز ومكانة تاريخية وحضارية ذات تأثير على من حولها.

فحاول هؤلاء اذا كانوا دولا أو منظمات أو جماعات التأثير على تفتيت الثقافة المصرية والهوية الوطنية لخلق أمة بلا وعى ينساق طواعية الى كل ما يتم توجيه إليه عبر نشر مفاهيم الحرية بشكل مغاير تماما للمعنى الحقيقى للحرية الذى يلزم المواطن وهو يطالب بحريته وحقوقه الأ يتعدى على حرية وحقوق الأخرين والحفاظ على مقدرات ومكتساب وطنه من الضياع فى سبيل الحصول على حريته المزعومة ونحن نرى حاليا ضياع دولا عربية بأكملها انزلقت الى المجهول وكانت فى بداية الأمر سبب الضياع والتشتت هو المطالبة بالحرية وكافة الشعارات البراقة التى تشعل حماسة الشعوب والتى لاتعلم أنها تدمر نفسها ذاتيا وهى ما تسمى بحروب الجيل الرابع.

ولهذا فإن مصر تقف بكل قوة أمام هذا الطوفان الذى يحدث تغييرات جذرية فى المنطقة من خلال الإهتمام بتنمية هويتها الوطنية وثقافتها من خلال العمل على رفع وعى المواطنيين ورفع مستوى نضجهم الإجتماعى والسياسى للحفاظ على الأمن القومى الداخلى والخارجى من أى إعتداءات حضارية وثقافية وحضارية دخيلة بهدف تدمير تلك الأمة ذاتيا أو كما هو متعارف عليه "بيدى لابيد عمرو".

فيجب على كل مؤسسات الدولة المعنية بالثقافة والتعليم والتكنولوجيا والمؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة بزيادة التثقيف المعرفى والإجتماعى والسياسى وتوضيح التحديات والمخاطر التى يمكن أن يستغلها من يريدون لنا التفرق والتشتت والحرب الداخلية تأثير ذلك على الأمن القومى المصرى وبالتالى الحفاظ على الوطن ككل.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط