الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تيار يفجر التاريخ.. وآخرون يفجرون الحاضر


قبل أن تهدم راجع ضميرك.. فالأباطيل لا تصنع مجدا:
مازال بيننا أناس يوقدون للفتنة نارا ويزيدون المجتمعات بلبلة وفوضى ، ليثيروا سجالات للجدال لا نجني من ورائها غير مزيد من الخلافات والأحقاد والعداوة والبغضاء، وما الحروب الجارية بين أبناء اللغة الواحدة إلا نتيجة لهذه الصراعات المذهبية والفكرية والعقائدية والداعشية، وكم اكتوينا بنيران الفتن والإرهاب ومازالت الفتن مستمرة !.

عودا مقيتا ولو رحب به بعضهم :
عاد يوسف زيدان عودا مقيتا ليتطاول من جديد ليس فقط على رموز تاريخية تركت علامات مضيئة في حياتنا وفي تاريخنا العربي مثل صلاح الدين الأيوبي هذا القائد العظيم ليحقر من شأنه ويقدمه للناس على أنه قاتل وسفاح وسفاك دماء ليشوه الأيوبي وتاريخه لا لشيء قيم فقط حقدا وغلا وشططا ، ومعروف لكل الناس من هم أعداء صلاح الدين الايوبي ! "فإن كنت منهم فكن شجاعا وأعلنها صراحة"، بل وصل تهكمه الفج على سنة النبي محمد "صلى الله عليه وسلم "وعلى معجزة الإسراء والمعراج ، حتى أنه في نهاية عام 2015 زعم أن المسجد الأقصى في مكانه الحالي في مدينة القدس ليس هو المسجد الأقصى المقصود في الكتاب والسنة وكتب السيرة ! ولا أدري ماذا يفيده هذا الهجوم الشرس وما جدواه !، كيف تصور أنه بذلك يصنع لنفسه مجدا فكريا على حساب تاريخ الشرفاء ، أم أنها "السبوبة المعتادة " .

أباطيل ومزاعم للمال والشهرة :
مؤكد ان تصوراته وأفكاره ما هي إلا افتراءات وأباطيل وأكاذيب ومغالطات تاريخية وإنسانية، فلم يأبه بمشاعر عموم المسلمين ولم يألو جهدا في هجومه البغيض على رموز ومقدسات إسلامية وتراث من إنتاج السلف الصالح الذين ضحوا بكل غال كي يكتبوا لنا هذا التراث ليصبح بين ايدينا وأمام عيوننا.

كل يؤخذ منه ويرد والأعمال بالنيات :
لا بأس ان نعيد قراءة تراثنا ومنتجات وجهود واجتهادات رجال نحسبهم فقهاء وعلماء ولا نزكيهم فهم بشر لهم ما لهم وعليهم ما عليهم ، وكل شيء يؤخذ منه ويرد لكن العبرة كيف نأخذ وكيف نرد ، والأعمال بالنيات وحسن الظن وليس بالهدم والتحقير والتشويه وإثارة البلبلة والاستهانة حتى بالثوابت التي بنيت عليها العبادات والشعائر الدينية ، وفي نفس الوقت الذي نحارب فيه الإرهاب الفكري ونحارب هؤلاء المكفرين الذين اجتزوا آيات من الكتاب العزيز ليبرروا به إرهابهم وتكفيرهم للناس ، فإن كان هذا إفراطا وتشددا وغلوا فما يفعله زيدان والبحيري وأمثالهم هو إفراط وتشويه بحجة استخدام العقل وتقديمه على النقل، وما اختلاف في أصول الدين وجوهر العقيدة بين العقل والنقل ولا تعارض بينهما على الإطلاق ، لكننا ابتلينا بتيارين تيار رفع العقل ليجرده تماما من النقل وكأنه يخلصه من سياج حديدي صنعه النقل، وتيار متشدد كل التشدد يحارب العقل ويجرد النصوص من أي إشارة للعقل فأصبح منهجهم التكفير وليس التفكير ! وتاريخهم مع الفلاسفة خير دليل فقد كفروهم واتهموهم بالزندقة والإلحاد ! وإرهاب اليوم دليل شؤم معاصر ، أعاذنا الله جميعا من كل التيارين من موائد الإفراط ومنصات التفريط . فكل منهما بلاء على الدين ونكبة على المجتمع .

عندما يمتدح ويستحسن اليهود تطاول يوسف زيدان على صلاح الدين الايوبي، فهذا أكبر دليل على أنها بالفعل أكاذيب وأباطيل مدسوسة على صلاح الدين . والبقية تأتي ، والسبوبة مستمرة وفي جعبتها أناس يفجرون الماضي وآخرون يفجرون الحاضر . كفانا الله شر الاثنين.

تنويه : درء المفاسد وسد الذرائع مقدم على صنع مجد مزيف سرعان ما يزول .
مفكرين كانوا أم مفجرين، نختلف معهم وقد نتفق ، والفيصل بيننا إله كان ومازال بنا عليما ورحيما .
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط