الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بين فوضى القدح والمدح ضاعت أصول الممارسة السياسية


بعد أحداث "الخريف" العربي وتساقط أوراق الاستقرار فيما سماها البعض ثورة وهي في الحقيقة ما كانت غير نتيجة لترتيبات لتحولات مقصودة في الخريطة السياسية والاقتصادية والجغرافية للعالم العربي، ولم تكن مصر ببعيدة عن أغراضهم وكيف لا فمصر دولة بحجم قارة من العالم كله، لكن الله لم يرد أن تصبح مصر لعبة في أيديهم، فحفظها وعمها بكرمه، فنجت من براثن الفوضى وجحيم الطائفية بعد أن عافاها السقوط في هذا المستنقع كما حدث في بلاد أخرى، لكنه ابتلاها بالإرهاب على أيدي الجماعات المتشددة والمتطرفة والدموية من تيار الإسلام السياسي " داعش وإخوان وغير إخوان" نسأل الله العفو والعافية وأن ينجينا من كل الإرهاب وشره.

دواعي الأسف ونقد الذات:
لازال الشعب المصري منقسما في نظرته ورؤيته وتقييمه وتحليله للحاصل والجاري في مصر منذ هوجة يناير ومن بعد إنتفاضة يونيو "وكلها شهور وسنين ربنا"، وحتى الآن، فمن دواعي الأسف أن شعبنا الغالي ترك المهم والأهم في حياتتا وحياة البلد المكافح محاولا النهوض اقصاديا وزراعيا وصناعيا وتعليميا، واهتم فقط بالكلام ، "عمال على بطال"! حكاوي على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى طاولات المقاهي و"الكافيهات "، وبناءا عليه والمأسوف عليه أن ننقسم إلى فريق يطبل وفريق يقذف بالحجارة !، أناس يشكرون ويمدحون وآخرون يشتمون ويقحدون، وهذا هو حالنا ! والغريب أن هؤلاء لا يرون المشهد بالكامل ولا هؤلاء يعرفون كل شيء عن كل شيء، ويبقى الحال على ما هو عليه؛ ردح وقدح وسب وشتائم وإحباط وتشاؤم يقابله تطبيل وغناء ومديح وتهليل وتعليل وتبرير !

وبهذا لا ترقى المجتمعات ولا تتقدم الأمم.
فبين فوضى القدح والمدح وغوغائية المعارضة والموالاة ضاعت أصول الممارسة السياسية الشريفة التي تؤسس لمجتمع أرقى فكرا وعلما وثقافة وأكثر وعيًا وتحضرًا ونهوضا.
لك الله يا مصر ..
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط