الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الموت حول سد النهضة سيهب للوطن الحياة ..!


عندما يكون الموت قدرا ...فعلينا أن نختار أفضل مواقعه ... أشرف وقائعه نختار الموت الذي يهب للأجيال القادمة الحياة الآمنة من المخاطر والخالية من الهواجس والبعيدة عن التهديد بالعطش والظلام ...

عندما تصر إثيوبيا على إخراج لسانها لمصر وتمضي في طريقها لبناء سد يحجب عن بلادنا حقوقها ويهدد أمنها فإن قدر الموت حينها أمام السد واجب قبل أن يكون قدرا أمضاه علينا سد الإرهاب ظلاما وعطشا ....

وعندما تعبث إثيوبيا بأصابع صهيونية في الحديقة الخلفية لمصر دون أن تدرى فعليها أن تعلم بأن العبث بذيل الأسد يزيل العابثين دائما من على وجه الأرض وللأبد ...

إن الغباء هنا هو من يرسم ملامح المشهد حين يريد التحرش بوطن كان يعبد في تاريخه يوما نهرا يريدوا أن يجففوه ويقضوا به على الحياة في الشمال الذي تعاديه الأمطار .....

وإلا فعندما تظن إثيوبيا أنه من الممكن أن تنفعها إسرائيل أو تحميها تركيا أو تساندها أمريكا أو بعض العرب في مواجهة وطن هو شريك أصيل في الشريان المائي الذي يشق الصحراء في طريقه إلى البحر فإنها تخاصم بذلك السنن التي تجعل الجوار الجغرافي هو الأصل ....

وعندما تصر إثيوبيا على عدم النظر في جملة المخاطر التى يلحقها سد النهضة بمصر والسودان ولا تمنعها هذه المخاطر من الرضوخ لحكم طاولة المفاوضات التى تضمن حقها في التنمية بجوار حق مصر والسودان المائي فإنها تخطئ عندما تتجاوز غطرستها حدود الممكن عبر تبنى سياسة تتسم بصلف غير مسبوق لا يعبأ بحياة شعوب كاملة فلا تتراجع ولا تتحاور ولا حتى تبرر طبيعة سلوكها المعادي الذي يهدد حياة الناس واستقرار الشعوب المجاورة....... حينها يتوجب على الحكومة المصرية والسودانية اتخاذ ما يلزم لهزيمة الغطرسة الأثيوبية باللغة التى تفهمها ....!!

فليس من حق إثيوبيا تعطيش وإظلام مصر عندما يتم استبعادها من الموافقة على التصاميم الفنية التى ترصد حجم المخاطر التى من الممكن أن يحدثها السد وتؤدي حال انهياره إلى غرق عاصمة السودان وانهيار السد العالي وما يحمله من مخاطر على تدمير شعب كان يأتيه يوما بالحياة
وليس من حق إثيوبيا المضي في طريقها دونما التنسيق مع مصر على طبيعة عمل السد وآلية التخزين وحجم التأثر الذي سيقع على مصر دون أن تكون شريكا في تأمين البديل أو العمل على ردع المخاطر.

ولا سيما بعد التحذير الذي حملته لجنة الخبراء الدوليين بدراستها المستفيضة حول السد كما يقول الأستاذ مكرم محمد أحمد .. حين يؤكد تقرير اللجنة الدولية للخبراء التى قبلت إثيوبيا تشكيلها على مضض في مايو 2012، وضمت عشرة خبراء، اثنين من كل من الدول الثلاث، مصر والسودان وإثيوبيا، إضافة إلى أربعة خبراء دوليين، قدمت بعد عام من عملها تقريرًا مهما، خلاصته الأخيرة أن الدراسات والتصميمات الخاصة بالمشروع التى عرضتها إثيوبيا بصفة عامة على اللجنة الدولية تعتبر دراسات أولية لا تصلح لبدء العمل في تنفيذ المشروع، وأن هناك قصورًا شديدًا في الدراسات والتصميمات الخاصة بالسد المساعد الذي يرفع طاقة التخزين إلى 74 مليار متر مكعب من المياه فضلًا عن انعدام الدراسات المتعلقة بتقييم تأثيرات سد النهضة البيئية والاجتماعية على دولتي المصب، مصر والسودان، كما تجرى القواعد الدولية في كل المشروعات الكبرى التى تقع على أنهار دولية ، تتعلق بها حياة أمم وشعوب ترتبط مصالحها بهذه الأنهار ....

وبعد هذا التقرير وغيره من الدراسات التي جاءت مؤخرا وهي تحمل شعورا بالألم عن نتائج السد الكارثية على مصر والسودان فيما تستمر إثيوبيا برفض تقديم الدراسات المتعلقة بضمانات سلامة جسد السد ، رغم التحذيرات الشديدة التى يطلقها عدد من الخبراء الدوليين ، حين يتنبأون بانهيار السد في فترة وجيزة ، ووقوع كارثة ضخمة تهدد بغرق مدينة الخرطوم تحت 20 مترًا من المياه ، وانهيار معظم سدود السودان ، ووصول التأثير إلى السد العالي في مصر، فضلًا عن مخاطر هجرة عشرات الملايين من المشردين شمالًا هربا من الجنوب الغارق تحت مياه السد المنهار ... حينها لا مجال للصمت أمام فشل المفاوضات ولا جدوى من العمل على تجهيز الكراسي لدورة من الكلام الجديد الذي يتجمع حوله المَلل ....!!

عندما تصبح مصر أمام خيارات تهددها بالغرق أو الظلام والعطش
فليس من الحكمة حيال ذلك أن ننتظر شبح الهلاك يهاجم حينا ..

وعلى الدولة والشعب أن يستعد لإنقاذ حياته بضربه إستباقيه تحمي أمننا وتعلم غيرنا أن نتيجة الغدر مره .....

فليس صالحا اليوم إلا حكمة الرئيس السادات عندما رد على منتقديه بإعلانه الحرب على أثيوبيا حال بناء السد قائلا حينها ... " مش هنستنا لما نموت هنا من العطش أكرملنا نروح نموت هناك "
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط