الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سد النهضة.. المسارات السياسية


لم يكن إعلان وزارة الرى عن فشل المفاوضات مع الجانبين السودانى واﻻثيوبى فى المباحثات حول الدراسات الفنيه الخاصة بسد النهضة اﻻثبوبى مفاجأة، ولكن كان ذلك امرا متوقعا وتقديريا لان القياده السياسيه لديها توقعات لمثل ذلك والدليل على ذلك الموافقة على مد الدراسات الفنيه الخاصه بالسد من خلال الشركات الغربيه وخاصة الفرنسيه التى وافقت عليها اﻻطراف الثلاثة وعلى امل التوصل الى اتفاق جامع يحقق المصالح للدول الثلاث ودول الحوض اجماﻻ.

ودعم تلك الرؤية استمرار عمليات البناء والتعجيل بها دون النظر أى مصالح واضرار محتمله للدول المتشاطئة فى نهر النيل واهمها مصر التى يعتبر النيل بالنسبه لها مسألة حياه لانها دولة المصب وتعانى من عجز مائى وتبحث عن زياده حصتها لتلبية احتياجات مواطنيها من الماء الذى يعتبر اساس الحياه والمساس بتلك اﻻحتياجات يمثل عدوانا على حياتنا ..

هذه الطريقه ليست غريبه تماما مثل الكيان الصهيوني الذى يدعى السعى للسلام ويمارس الغطرسة ليل نهار ويبنى المزيد والمزيد من المستوطنات الإسرائيلية.

ومن اجل الموضوعيه فإن الدول من حقها تبني ما تراه يحقق مصالحها ولكن بشرط عدم اﻻضرار بالحقوق الثابته فى اﻻتفاقيات التى ﻻ تعيرها اثيوبيا اى اهتمام وﻻ تعترف بها أنها ترى انها ابرمت فى العهد اﻻستعمارى وغير ملزمة لها.

والحديث اﻵن عن سلبيات وايجابيات السد يعتبر مسأله قديمه ﻻن اثيوبيا والسودان يعددان ايجابيات السد بل ذهبا الى اعتباره المستقبل ورمز الرخاء والتنميه المستقبليه التى غابت كثيرا عن تلك الدول وكأن هذا السد يمثل الحل السحرى لكل مشاكل البلدين الممتده منذ عقود وتنال كافة المجاﻻت..

والوضع اﻵن يؤكد ان المسار الفنى انتهى وقته والوقت اﻵن يمضى نحو الخيارات السياسية وطرق اﻻبواب للوصول الى صيغة عادلة تحاول التوفيق بين الدول الثلاث حيث اصبحت رؤية السودان واثيوبيا فى جانب ومصر فى جانب اخر ودليل ذلك التصريحات واﻻتفاقات بين السودان واثيوبيا الى حد تصريح الرئيس البشير بأن اﻻعتداء على اثيوبيا يمثل اعتداء على السودان !!!!

ومن ناحية اخرى تمثل اثيوبيا التى نشأت بالتوسع رأس حربة لبعض القوى اﻻقليميه والدوليه وخاصه اسرائيل والوﻻيات المتحده الامريكيه التى تسعى للوصول الى مياه النيل وتتحكم اثيوبيا فى احد اهم روافده وهو النيل الأزرق .. وليس خافيا على احد عمق العلاقات اﻻسرائيليه اﻻثيوبيه التى بدورها قامت بتشييد بعض السدود على النيل اﻻزرق منذ الثمانينيات، تلك هى البيئه الداخليه واﻻقليميه التى توضح ان اثيوبيا تعتمد سياسه مائيه منفرده دون اﻻخذ فى اﻻعتبار مصالح دول حوض النيل وخاصة مصر التى تمتلك حقا ثابتا وممتدا فى حصتها التى تحاول زيادتها ..

لذلك فإن المستقبل القريب ﻻبد وان يحمل سياسه متكامله واضحه وتحمل وتشجع جهود التنميه وتحقيق العدالة فى ظل بيئه تختلف عن الماضى وتحمل تحديات تتعلق وتنذر بأزمات وصراعات مستقبليه اذا لم يتم تدارك ذلك سريعا، لذلك ﻻبد من تبنى مسارات واضحه للسياسه الخارجيه المصريه فى هذا الملف الذى اراه حرجا ﻻنه يتعلق بمصالحنا المصيريه وتبنى سياسات من شأنها الحفاظ على المصالح المصريه التى ﻻتقبل اى تهاون شريطة تفضيل الخيارات التى تحافظ على المصالح المشتركه للوصول الى التنميه للشعوب اﻻفريقيه التى عانت ومازالت..
ولكن ليس باﻻضرار بمصالحنا ..مع ضروره تفعيل مجاﻻت التعاون بين دول الحوض ..كل ذلك مرهون بعدم التعنت من الجانب اﻻثيوبى الذى عليه واجب تقديم المصالح المشتركه على اى خيارات اخرى .
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط