الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قصة رجل باع كل أملاكه لإحضار جثمان الزعيم «محمد فريد» من المنفى

صدى البلد

في الكواليس دائمًا أبطال لحكايات وطنية ولزعماء عاشوا بيننا وكانوا ملء السمع والأبصار من بين هؤلاء الزعماء يبرز اسم محمد فريد، لكن ما لا يعرفه كثيرون أن حكاية أخرى وراء قصة الزعيم الوطني تتمثل في شخص الحاج «خليل عفيفي».

بدأت قصة «خليل عفيفي» مع محمد فريد بعد وفاة الزعيم بألمانيا، في نوفمبر عام ١٩١٩ في ألمانيا تاركا أسرته في مصر تعاني الفقر الشديد ولا تملك حتى تكاليف نقل جثمانه إلى مصر لكي يدفن فيها، فعلم خليل عفيفي بالأمر وقاد حملة لإعادته إلى مصر رافضًا دفنه بعيدًا عن الوطن منفيًا فى ألمانيا، فعقد العزم وسافر إلى ألمانيا وأقسم بألا يعود إلا ومعه جثمان الزعيم لأن وطنه أولى به، لكن المهمة لم تكن بهذه السهولة، وبقدر صعوبتها كان التحدى.

فى البداية حصل الحاج خليل على ترخيص من الحكومة المصرية بنقل الرفات إلى مصر وأبحر من الإسكندرية يوم الجمعة ٥ مارس ١٩٢٠ قاصدًا برلين عن طريق فرنسا.

وأول ما واجه الحاج خليل من عقبات هو وجود قانون فى ألمانيا يمنع نقل رفات المتوفين إلى بلدان أخرى، لكنه لم يستسلم وظل يسعى مستعينًا بالمصريين الموجودين فى ألمانيا، وما إن علم بأن الحكومة الألمانية وافقت لفرنسا على استعادة جثمان ضابط لها مات فى الحرب العالمية الأولى إلا وجدد طلبه، معتمدًا على هذه الموافقة لفرنسا.

وحصل على الموافقة فسافر إلى سويسرا للحصول على ترخيص يسمح بمرور جثمان محمد فريد من أراضيها، وكذلك فعل فى إيطاليا وتحرك الجثمان من برلين فى ٢١ مايو ثم أبرق الحاج خليل إلى مصر ليفيد بقدوم الجثمان.

حمل الحاج خليل هذه المسؤولية الوطنية على عاتقه بمبادرة فردية، وخاض التحدى الذى لم تقدم عليه الدولة وأنفق على المهمة من حر ماله.