الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اليمن المنسي .. والضمير المحشي ...!!


ليست مقالة على كل حال ...
تستطيع أن تطلق عليها وثيقة إدانة لوجه هذا العالم الذى نعيش فيه الآن ...
تحمل سطورها أكثر مما في وخز الضمير من ألم وتسطر بالدم اليمني ما عملت جحافل الباطل على ردمه خلف كل نذير وشجن ..

تواجهنا مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة .. وكل صحافة العالم المعروضة للبيع على أرصفة نفوذ الدولار والدرهم .. ليعمل الجميع بما يشبه المرثية الكونية تحت شعار واحد ... حلب تباد .. حلب تحترق .. أدركوا حلب يا عباد الله ... أهل السنة يموتون في حلب أيها المسلمون ... وفي الغرب تم لفت السطور بفعل أدوات باعة الضمير حاملة وجها إنسانيا حول ما اسموها بالمأساة ...!

فيما سكت الجميع عن الموصل التي كانت تُسحق تحت حوافر الدواعش قبل تحريرها ... مثلا ..!!
فهل لأن المحارب البطل يعمل في سوريا لتحرير حلب من الإرهاب على غير هوى التوجه الدولي هناك ..؟
وهل لأن سلاح الجو الذى يقصف في الموصل نفس الفصيل الإرهابي في حلب صناعة أمريكية مع باقي الحلفاء تمضى في طريق تهواه على غير ما تسير به الأمور في حلب الشهباء بتنقية عروقها من الفيروس السلفي الذى هدم بناءها وشوه جمالها وأسكن عفاريت المنكرات شوارعها ...؟!

ما الذى يفعله الإعلام الدولي المنقوع بمرقة الدولار والدرهم في الضمير الكوني عندما يستولى على عقول البسطاء فيحولهم بإجرامه إلى دواعش طلقاء ...؟!
انتبهوا لما تصنع سطوركم حين تسن ساطورهم .,.. لأنها لن تجد أمامها إلا رقاب المشيعين لجريمة لا تقع ولكذب يدور على الأفواه ويُنقع خلف الألسنة الآسنة ...!!

هكذا تمضي بنا الحالة الحالمة بكل ضلالها وتشويهها وسكون الحقائق المشردة حولها حين نشارك في تدوير الأكاذيب عبر مواقع التواصل الإعلامية المختلفة ..!
بينما اليمن التي ضُربت بطيران التحالف منذ انطلاقه في سمائها المنتهكة يوم 26 مارس 2015 حتى كتابة هذه السطور وقد أتى هذا الطيران على وطن مستقل بلا جرم من الاساس .. فهدم بنيته وأسقط شارته ..لم تسل لهذه الجرائم الدموع ولم تهتف لأجلها السطور ....!

بل لم يخرج أهل اليمن إلى المنافي والمراكب والشوارع والحارات والمخيمات ليتلقوا معونات إنسانيه مثلا كون الحرب الظالمة دفنتهم دفعة واحدة تحت الركام .. وسط انحراف أشعة الكاميرات عنهم ... فليس هناك من يدفع للشعاع كي تدمع بصيرته وتنز بعطائها إنسانيته فينقل هذه الفظائع للعالم الإنساني من حولنا ...!!

هي وثيقة إدانة لا تحمل إلا سطرا من أربع كلمات يلخص المأساة التي راحت تنشر الذعر كذبا حول حلب التي كانت تنتصر وتتحرر وتعود إلى حضن الوطن ... بينما اليمن منسي ... والضمير محشي ...!!
محشي بما يشبه المُمبار ... ولكنه هذه المرة منتفخ بالدرهم والدولار ...

ضمير رأيناه يعمل بمحركات الإنسان الآلي لا الفطري ... يتحرك وفق الحاجة لا الحق ... يندفع وراء الأزرار لا الأصول التي تبعث في الجسد حرارة الغضب على حق يضيع وضحايا تحت ركام البغي الذى يقصفهم والتساؤل على أفواههم...!

ماذا فعلنا بغيرنا ليتجرد الطيران لسحقنا في سماء فقيرة بلا مقاومة وأرض منتهكه بلا قوه ... وتكالب قد خطف لسان مجلس الأمن فأسكته بعدما ملأ بالرشاوي كل الجيوب المتطلعة للعطايا ...؟
فراح الجميع يصيح خلف حلب وقد أغمض عينيه عن حرائق صنعاء ومأرب والحديدة وعدن وغيرها ..!

للدرجة التي ذهبت فيها العيون باحثة عن مدينه كانت تسمي وسط الجغرافيا بصعدة مع أخواتها المدفونات أسفل الاسلحة الفتاكة المحرمة دوليا في مواجهة شعب لم يعتد على أحد من جيرانه ولم يطلق طلقة واحده خارج حدوده ليجد نفسه في مواجهة مثل هذا القهر الذى لا يوصف والصمت الذى يطعن الحق ويقصف ..!!

وعندها وقف هذا الشعب بفقره ليكتب وثيقته للتاريخ وقد جعل عنوانها لا يحمل غير توصيف لانهيار إنساني يلخص طبيعة المرحلة ... ويقول لمن بقي كيف نسيتم اليمن وحشيتم الضمير بالوثن ...؟
استفيقوا يرحمكم الله وعودوا من جديد بشرا .. كي يعطينا المستقبل وجها نداعب فيه بشائر الأمل.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط