الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

القدس عربية


مرت العديد من السنوات المرة في حروب وجدل حول ماهية القدس ولمن تكون، هل هي يهودية كما يدعي اليهود أم إسلامية كما يدعي المسلمون؟. وينتهي الأمر بعد تلك المنازعات الطويلة بقرار ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس وإعلانها عاصمة دائمة للدولة الإسرائيلة دون أي اعتبار لمشاعر العرب والمسلمين، رغم التقسيم الذي حدث لتلك المنطقة إلى شرقية تؤول إلى العرب وغربية تنتمي للدولة الإسرائيلية.

لا أحد ينكر أن تلك المنطقة لطالما عانت على مر العصور من صراع محتدم للأديان فهي تحمل العديد من الآثار التي تعود إلى عهد داوود وسليمان وتنتمي لبني اسرائيل، كما أنها تحتوي على العديد من الآثار المسيحية ويحج إليها المسيحيون وهي مقدسة لهم على مر العصور منذ ظهور المسيحية وحتى الآن، كما تحتوي أيضا على آثار إسلامية وأهمها المسجد الأقصي أولى القبلتين وثالث الحرمين.

كُلُّ يتمسك بها ولا يريد التنازل عنها مما يجعل الوصول إلى حلول سلمية أمر مستحيل وَمِمَّا يجعل التوتر مستمر في تلك المنطقة ودائم ويمثل خطرًا على كل سكان المنطقة، وليس فقط على اليهود والفلسطينين، ورغم المحاولات العديدة لنشر السلام في تلك المنطقة إلا أن تدخل أمريكا المستمر دائمًا ما يثير مشاعر المسلمين ويصيبهم بالحسرة والقلق على مستقبل المسجد الاقصى وعلى مستقبل الشعب الفلسطيني الذي يجاهد ويحارب لسنوات طويلة وتم تشريد العديد منه في الدول المختلفة.

إلى متى ستظل أمريكا تتحكم في شئون العرب وتثير غضب المسلمين والمسيحيين على حد سواء؟ إلى متى تظل تلهي العرب بمشاكل الارهاب والتطرف حتى لا نجد من الوقت والجهد ما نبذله لحل تلك المشكلة التي طالت وتفاقمت؟ شغلتنا أمريكا بخطط محكمة لتنفيذ المخطط المرسوم للربيع العربي الذي يدعو إلى تقسيم البلاد حتى يتحول الوضع في كل بلاد العرب كما هو الوضع بين إسرائيل وفلسطين. يعلم الجميع أن في الاتحاد قوة وأن العرب إذا ما تجمعوا على كلمة واحدة يستطيعوا الصمود أمام العالم بأسره ليس أمام أمريكا أو إسرائيل فقط.

هل من الممكن أن يتناسي الجميع الخلافات القائمة بين بعض الدول العربية وبعضها الآخر ونتحول إلى قوة واحدة صامدة أمام الكيان الصهيوني العالمي وأن نرفض وبقوة القبول بنقل السفارة الامريكية إلى القدس؟ هل من الممكن أن يستمع العالم بأسره إلى أصوات العرب التي تهتف باسم القدس عربية أم سنكتفي بشجب القرار ونواصل الحياة دون الوقوف أمام ذلك الكيان الغادر الذي يغتصب المقدسات لدى الشعوب العربية؟

فلندع الخلافات جانبًا ولنتوحد للوقوف أمام تلك القوة المغتصبة ولنحاول الصمود مهما كانت النتيجة فعند العرب حلول متعددة تستطيع بها السيطرة علي العالم ليس بقرار حربي ولكن بضغوط ممكنة والضغط بالمصالح المشتركة فترامب مهما كان ظاهره القوة إلا أن باطنه التحايل والضعف إذا ما تم الضغط عليه قد نصل إلى نتيجة مرضية بعض الشيء ولربما استطعنا إعلان القدس عاصمة للدولة الفلسطينية وإحلال السلام في المنطقة رحمة ورأفة بهذا الشعب الذي عانى لسنوات طويلة وما زال يعاني منفردًا جيلا بعد جيل.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط