الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مُدحَشَروٌن بالحَشًرمين تًحشرجنا وتدحرجنا .. يا قُدسُ


في البداية أحب أوكد لسيادتكم أنه ليس هناك شيء خطأ في عنوان المقال، وأتمنى ألا يسألني أحد عن معناه فهو لا معنى له بالضبط كما نحن الآن أمة العرب والإسلام، لا معنى لنا ولا قيمة لوجودنا بعدما فعله ترامب ابن المجنونة وكلمته بالأمس والتي أعلن فيها أن الولايات المتحدة تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل وستنقل سفارتها إلى هناك، في مخالفة لما جرت عليه السياسة الأمريكية منذ فترة طويلة.

 وقام بما تجنبه رؤساء أمريكيون سابقون منذ عام 1995 وهو تاريخ القرار الأمريكي الصادر من الكونجرس حول القدس .. فعلها ابن المجنونة ترامب ونقل سفارة بلاده إلى القدس وهو ما يعتبر اعترافا أمريكيا رسميا بالقدس عاصمة لإسرائيل ووقع دونالد ترامب، بعد كلمة ألقاها بالمناسبة مرسوم نقل السفارة الأمريكية إلى القدس ووصف ترامب هذا التحرك بأنه "خطوة متأخرة جدا" من أجل دفع عملية السلام في الشرق الأوسط والعمل باتجاه التوصل إلى اتفاق دائم.

 وقال الحاج ترامب كمان أن الولايات المتحدة تدعم حل الدولتين إذا أقره الإسرائيليون والفلسطينيون، مؤكدا أن قرار نقل السفارة لا يعني وقف التزامات واشنطن بالتوصل لسلام دائم وأنه لا يمكن حل كل المشكلات بنفس المقاربة الفاشلة وأن قراره بنقل سفارة بلاده الى القدس يعتبر تحول نوعي ومقاربة جديدة تجاه النزاع الفلسطيني الاسرائيلي.

 وقال ترامب، من البيت الأبيض، إنه يرى أن هذا التحرك يصب في مصلحة الولايات المتحدة وفي مسعى تحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين وطلب ترامب من وزارة الخارجية الأمريكية البدء في الاستعدادات لنقل السفارة من تل أبيب إلى القدس، والمتوقع أن يستغرق أعواما وكان ترامب صرح في اجتماع لحكومته قبل الإعلان عن قراره بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، قائلا: "أعتقد أنه (هذا القرار) تأخر كثيرا.. رؤساء (أمريكيون) كثيرون قالوا إنهم يريدون فعل ذلك ولم يفعلوا".

 وفكرني بالحاج محمد مرسي بتاع الشرعية لما قعد يقول في واحد من خطاباته الكوميدية .. قلت سأفعل وها أنا أفعلها .. ومن ساعتها وهو بيفعلها على نفسه .. ما علينا نعود لخيبتنا التقيلة وقرار ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل .. الرئيس الفلسطيني محمود عباس خرج في كلمة للشعب الفلسطيني وقال فيها إن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل يمثل انسحابا من عملية السلام.

وأن قرار ترامب يعتبر إعلانا بانسحاب الولايات المتحدة من ممارسة الدور الذي كانت تلعبه خلال العقود الماضية في رعاية السلام وأن قرارات ترامب تشجع إسرائيل على سياسية الاحتلال والاستيطان. وأن السلطة الفلسطينية تعكف على صياغة الإجراءات المناسبة للرد على ترامب.

مبينا أن الإدارة الأمريكية بهذا الإعلان خالفت جميع القرارات والاتفاقات الدولية والثنائية.قرار الرئيس ترامب هذه الليلة لن يغير من واقع مدينة القدس، ولن يعطي أي شرعية لإسرائيل في هذا الشأن، كون القدس مدينة فلسطينية عربية مسيحية إسلامية عاصمة دولة فلسطين الأبدية.

الخلاصة ياسادة يا كرام وزي ما عنوان المقال غامض ومبهم هو وضعنا كأمة عربية وإسلامية ضاعت القدس ونحن نقاتل أنفسنا ونقتل بعضنا البعض رافعين شعار الموت لإسرائيل والموتى أحنا ولا نقتل غير بعضنا البعض وقتلنا الإسلام بدعوى الدفاع عن الإسلام بقتل المسلمين .. حد فاهم حاجة .. طبعا لا .. إذن مُدحَشَروٌن بالحَشًرمين تًحشرجنا تدحرجنا .. يا قُدسُ.

وأود أن أختم بما قاله الصديق العميق محمود الكردوسي عن قرار ترامب ( الله يخرب بيت أمه) بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل: (قلتها منذ أسابيع قليلة وأقولها ثانية: هذا عصر إسرائيل. الإرادة الوحيدة الفاعلة في المنطقة هي إرادة اسرائيل.. اما "العرب" فقد أصبحوا "أثرا بعد عين".. ومصيرهم مزبلة التاريخ.

 أمريكا أغرقت العرب في "ربيعهم".. وترامب أخذ منهم اكثر مما يحتاجه.. وإسرائيل فازت بالجائزة الكبرى. اشجبوا واشتموا وتظاهروا وصلوا وانتظروا "مهديكم المنتظر": هذا "تمامكم".. هذا وزنكم وهذا حجمكم بين خلق الله. الله لا يحب الضعفاء والخونة والغارقين في ذهبهم ونفطهم وحريمهم، ولا ينتصر لهم حتى اذا كانوا اصحاب حق، وأنتم لا تستحقون الارض التي تعيشون فوقها.

انسوا القدس.. فقبل القدس ضاعت فلسطين.. والله المستعان.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط