الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ناصر خليفة يكتب :على هامش واقع عربي فاقد الوعي

صدى البلد

ترامب لم يخطئ ولم يتجاوز ! لأنه وجد أصحاب الحق : ضعفاء /فرقاء/ متناحرين !! العرب الآن كسابق عهدهم في الأندلس على مدار ثمانية قرون : مجرد قبائل وطوائف وميليشيات ودويلات ! تقتلون بعضكم البعض بالرصاص الحي والقنابل والصواريخ وتريدون القضاء على إسرائيل بالدعاء والشعارات والأغاني الوطنية !

- العرب هم الوحيدون "العالقون" في "قرارات الشرعية الدولية"
أين القرارات ! أين الشرعية !
أين العرب أصلا ؟!.
- ألم تر كيف فعلت بنا داعش ؟!

قل يا أيها العرب : من أين أتت داعش ؟! وإلى أين رحلوا ؟! وياليت قومي يعقلون.

- ما بين الحقيقة والوهم، بيننا بشر يلعبون على وتر أوحد، وتر يفصل بين أنغام الحلم الجميل وصخب الواقع المؤلم ،ونوايا مجهولة لا نعلم لها غرضا واضحا لكن المؤكد أننا لازلنا الحلقة الأضعف !.

- في غضون السنوات الماضية كان للعرب قضية عربية واحدة، والآن أصبح لدينا أكثر من قضية فلسطينية في ظل عالم عربي على "كف عفريت" ! وقرارات فردية ومذهبية محفوفة بالمخاطر والضياع.

- ونظل نبحث عن طوق نجاة، نتشبث به فوق سفينة عربية "أكل الدهر عليها وشرب" تكاد تغرق بمن عليها، وفي الواقع هي غارقة في بحور الجهل المتوهج بالتنطع والوهم !!، فنحن ورثة التركة الثقيلة ، وكلما وصلنا لنقطة إتفاق تكون بداية لخلاف جديد وهكذا حالنا وحال أمة جراحها لا تندمل أبدا، أمة وحمى بلا حبل !! منطقة عربية تكالبت عليها وحوش "منها وفيها" .

- كيف ينهض قوم تحركهم "تويته" ويربكهم "هاشتاج " ويضج مضجعهم "كليب" ويزدري تاريخهم فيلم تسجيلي ، ثم يطلوا بوجوههم يتضاربون ويتشاتمون على الفضائيات المشبوهة وغير المشبوهة !! .

- بين فوضى القدح والمدح وغوغائية المعارضة والموالاة ضاعت أصول الممارسة السياسية الواعية التي تؤسس مجتمعا راقيا ، مجتمع أكثر فكرا وعلما وثقافة وتحضرا ونهوضا ..!

اتقوا ضمائركم في تاريخكم وتراثكم ! واذكروا محاسن موتاكم ، وإن وجدتم في كتاباتهم ما يدعو للفتنة والشر ألقوه في اليم، دونما تشهير وتوبيخ وسب وقذف وتجريح وازدراء !حتى لا تشيع الفاحشة الفكرية والعقائدية وتثار الفتن المذهبية والعقائدية،، والفتنة أشد من القتل .

{الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} .. المذهبية والطائفية هي "الموقد" الذي تحترق فيه كل أنسجة المودة بين البشر وتنسف أروقة التواصل وتعكر صفو علاقاتهم في كل الميادين، طالما بيننا أناس يحركون الفتنة كلما خمدت نيرانها، لتشتعل من جديد وعلى التوالي، لتحرق الجميع بلا استثناء !!.

وفي الختام : لقد عشنا قرونا في غفلة كبيرة إلى حد الغيبوبة،وما زلنا معتقدين اعتقاد راسخ أننا "فقط" غير المغضوب عليهم ولا الضالين، والغرب هم المغضوب عليهم وهم الضالون ! تصورنا أننا بذلك الأنقياء المفضلون "فقط "عند الله، يأتينا رزقنا من حيث نشاء ! فتخلفنا وتراجعنا وخارت قوتنا، وأصبحنا نستجدي اللقمة مقابل الكرامة !والسلام مقابل الأرض !.

وأخيرا يقول صديقي وزميلي الكاتب الصحفي بالأهرام علي بريشة على صفحته في الفيسبوك : "وكأن الزمن قد تجمد في مستنقعنا البائس .. فلا يجد البعض إجابات لأسئلة حياتهم إلا عند فقيه مات منذ ألف سنة، ولا يجد البعض الآخر الإجابات إلا عند مفكر مات منذ مئة عام !! الظلاميون والمتنورون في عالمنا سواء .. لا يعترفون بوجود اللحظة الراهنة ولا يفكرون أبدا في تحديات القادم".