الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نغزة قلب


ساعات لما بنكون كويسين و مفيش أي حاجة في حياتنا وحشة تخليك زعلان .. موقف بسيط فيه انفعال يخليك تحس بنغزه في قلبك .. حاجة بتقولك فيه حاجة مش تمام .. انت مش تمام .. الموقف اللي أنت فيه مش تمام أو فيه حاجة أنت كاتمها و مزعلاك من فترة و انت سبتها ..

هي حاجة جواك عايزه تقول حاجة و انت محتاج تسمعها .. اللي بنعمله ..بنتجاهله .. بنروح نعمل أي حاجة عشان منركزش مع الإحساس ده .. كأنك بظبط عارف إن فيه جريمة قتل بتحصل بس بدل ما بتبلغ البوليس بتشغل أغنية بصوت عالي و ترقص .. عشان متسمعش حاجه .. بس تفتكر ده حيوقف جريمة القتل ؟ هيعطلها ؟ هي هتحصل هتحصل …

اللي خلاني افكر قبل ما أكتب هي حالة حقيقية .. فيه حاجة اسمها وجع قلب نفسي .. و ده شيء احنا ممكن نواجهه في حياتنا العادية تحت ضغط متكرر أو موقف مؤلم بنتعرض له باستمرار .. ما تيجوا نشوف الحالة ؟
هي سيدة في الثلاثين راحت مع جوزها لدكتورة قلب بـتشتكي من آلام في منطقة القلب وتزداد هذه الآلام وتنتشر إلى الرقبة و المنطقة المقابلة للقلب من جهة الظهر.. وهذه الآلام تزداد عند انفعالها سواء بتوجيه اطفالها أو مواجهة احدى المشاكل في العمل أو المنزل، وهي لا تزداد عند المجهود البدني بالمشي، أو بعد الاكل، أو عند التنفس، طبيعة تلك الآلام مختلفة، فبعضها على شكل وخزات، وبعضها على شكل ضغط على القلب، اما شدتها فهي تخف وتزداد من وقت لآخر.. وهي لا تزداد عند الضغط على جدار الصدر، ولا تحدث خلال نومها، بمعنى انها لا تقطع عليها نومها ، وقد كانت فحوصات القلب الروتينية طبيعية، من تخطيط كهربائي للقلب، وتصوير بالاشعة الصوتية وجهد بالسير الكهربائي.

و بعد كل الفحوصات دي الست سألت الدكتورة:
اذا كان كل فحوصات قلبي طبيعية، ليه أنا حاسه بوخزه في قلبي ؟
وقبل ما تجاوب سؤال المريضة ، قال زوج المريضة ( والله ما فيها شئ... بس بـتتوهم)
هو قرر يقلل من اهمية الألم ويحكم عليه مسبقا حتى قبل الفحوصات الطبية، وهو فاكر إن كده بيطمنها ، ولكن السلوك ده و التفكير المسبق ده ممكن يسبب تأخير في العلاج ! و خصوصا لو هي محتاجة فعلا للرعاية الطبية، فليس كل ألم في صدر المرأة هو من القلب، وليس كل ألم في ذلك القلب هو بسبب جلطة حادة فيه، ولكن يجب الاهتمام بكل ألم في القلب حتى يثبت انه ليس خطيرا على حياة المريض، حاليا أو مستقبلا، ويجب كذلك على المريضة واقاربها عدم اطلاق الاحكام المسبقة على تلك الآلام وترك ذلك للطبيب المختص.. وده اللي حصل كلهم اعتقدوا ان تلك الشكوى هي ما اعتادوا على سماعه منها خلال الاشهر الماضية حتى اغمي عليها فجأة وهي بينهم على سفرة و شكلها طبيعي جدا و بتاكل و بتهزر كمان..

من المحير للطبيب وللمريض معا انه حتى بعد البحث الدقيق في آلام العضلات والعظام والجهاز الهضمي، مكنش فيه سبب عضوي لهذا الالم، ولذلك كان اقرب تشخيص لحالتها هو "مرض القلب العصبي”.
اتضح حديثا ان جزء كبيرا من هؤلاء يعاني آلام اجهاد القلب النفسية، فكما ان الدماغ يأتيه الصداع وهو طبيعي، فكذلك القلب قد يحس المريض بآلام فيه، وهو طبيعي وهذا ما يسمى «مرض القلب العصبي» يشابه في ذلك مرض القولون العصبي «حيث يشتكي المريض من آلام وخفقان، وفحوصاته طبيعية تماما هذا المرض (القلب العصبي)somatoform cardiac dysfunction أو مرض العالم داكوستاdacosta syndrome أو قديما كان يسمى «قلب العسكري»soldiers heart، وذلك بسبب الصدمات النفسية التي تلقاها بعض الجنود في الحروب القديمة، أما الآن يصنف من الاعراض العصبية للقلب ومصنف تحت الأمراض النفسية ICD-10 :F45.30)) وليس معنى ذلك أن المرضى المصابين بهذا المرض مرضى نفسيون، وإنما يعني أن لديهم آلاما ليس لها سبب عضوي، وذلك في الأعضاء التي يتحكم فيها كليا أو جزئيا الجهاز العصبي غير الإرادي مثل القلب، الرئة، الجهاز الهضمي، الجهاز البولي.. وقد تكثر في بعضهم أعراض القلق واللإكتئاب.. وهناك نوعان من تلك الأعراض بالنسبة للقلب.
 
الأول: أن تكون شكوى المريض بسبب فرط نشاط الجهاز اللارادي ويمكن مشاهدتها: مثل الخفقان، التعرق، الحرارة في أعلي الجسم، الرعشة، الخوف من وجود مرض خطير في القلب.
ثانيا: ان تكون شكوى المريض لا تتعلق بفرط نشاط الجهاز اللارادي ولا يمكن مشاهدتها: آلام ووخزات تتحرك من منطقة إلى أخرى في الصدر وضيق في التنفس، (ما يدخل هواء كاف إلى الرئتينsigh syndrome) وإذا كان الحزن وكظم المشاعر قد يؤدي إلى تعطل أحد الأجهزة الحساسة في الجسم (وأبيضت عيناه من الحزن فهو كظيم) فالقلب لا يقل تأثرا بالانفعالات عن باقي اجزاء الجسم ويختلف درجة تأثره إلى طيف يتدرج من مجرد وخزات وآلام لا تلبث ان تختفي، إلى آلام شديدة تحاكي الجلطة القلبية إلى ضعف بدرجات مختلفة في عضلة القلب stress induced cardiomyopathy إلى انخفاض شديد في الضغط cardiogenic shock.

الأعراض :
• غالبا ما تحدث في مرحلة الشباب من العشرين إلى الخامسة والاربعين، وتختفي مع التقدم في العمر ومن النادر ان تحدث فوق الستين سنة.

• غالبية المرضى لديهم اعراض اخرى مع ألم الصدر: مثل تنميل أحد الأطراف ، الخفقان، ضيق في التنفس عند الإجهاد ، التعرق الكثير، جفاف في الفم، وهي أعراض الجهاز غير الإرادي في الجسم، خوف شديد من الجلطة القلبية أو الوفاة المفاجئة.

• غالبيتهم من النساء وان كانت تحدث للرجال
• بعضهم لديه أعراض من القولون العصبي، أو القلق، أو الاكتئاب، أو الرهاب.

كل ده سببه النفسي الأساسي ايه ؟
تخيل إنها حاجة بسيطة ؟
موقف زعلك و كتمته . بس !
ليه بنظلم نفسنا و بنسكت علي وجع أصلا صوته عالي جوانا ؟
ايه اللي يخليك ترتكب غلط أو ذنب و تقعد تجلد في ذاتك لغاية ما تتأذى من جواك ؟
ايه اللي يخلي الواحد يسيب الماضي يخنقه و يحرمه من الحاضر ؟

لو عندك زعل - غضب - موقف مضايقك و تكراره بـيوجعك متسيبش نفسك لحد ماتضطر توصل للأعراض دي .. علي فكرة أنا وصلت لده .. و ده اللي خلاني انخور في كل الأسباب الممكنة .. و مين حصلهم حالات مشابهه و بيعالجوها ازاي ...
الحل ؟
سامح نفسك و بعدين سامح الاخر .
تقبل أنك عندك مشكلة . متقاوحش..ولا تقاوم.. تقبل .
اتكلم عن اللي واجعك .. كتمانه مش هيحله ..
متبخلش علي نفسك بوقت تحل فيه مشاكل بتفكر فيها ليل نهار و سارقه راحتك ..
اتكلم مع اللي مزعلك و قوله اللي جواك ..

لما حتتكلموا هينشال من علي قلبك الحمل و هتحس براحة حتي لو محلتوش حاجة .. كونك نفست و مكتمتش أنت ساعدته و ساعدت نفسك تلاقوا حل .. و اخيرا حبوا بعض و اهتموا ببعض .. الكلام ده يبان بديهي.. بس علي قد بساطته علي قد ما هو حل بسيط لكل وجع قلب و ربنا يبعدنا عن أي وجع قلب ..
وجع القلب هو أصعب أنواع الوجع النفسي الذي قد نصاب به لعدة اسباب ويمكن أن ينعكس فعليًا ويتحول لوجع قلب مادي وملموس.. بلاش توجعوا بعض..والله ما مستاهله !

في اللحظة التي تتقبل بها كل شيء ، حتى الآلام , سيفتح لك الباب. - جلال الدين الرومي.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط