الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الوطنية والقومية


أصبحت كلمتي وطني patriotism وقومية nationalism في الغرب اتهام تتهم بها أحزاب اليسار والوسط واليمين أحزاب يمين اليمين الذي نسميه اليمين المتطرف متهمين أياه بأنه يعظم من شأن الوطنية والقومية على حساب أوروبا الموحدة على رغم أن الكلمتين مختلفتان المفهوم وتعمل على الانفصال من الاتحاد الأوروبي والانغلاق على ذاتها وثقافتها وعاداتها وتقاليدها والعودة مرة أخرى إلى داخل الحدود الوطنية والعمل على الدفاع عن الحقوق والسياسات الوطنية التي تتعارض مع سياسات الاتحاد الأوروبي.

أما في الشرق تعبيري الوطنية والقومية تعنى كثير من المعاني خاصة بعدما عانى الشرق من الاحتلال الأوروبي ونهب ثرواته لعقود طويلة، ولعبت ومازالت القضية الفلسطينية تلعب دورًا في إشعال الوطنية الفلسطينية والقومية العربية لدى شعوبنا ،هذه النخوة التي بدأ الغرب يفتقدها ويفرغ رويدًا رويدًا قيمتي الوطنية والقومية من معناها على حساب إعلاء القيم الأوروبية رغم إختلافهم القومية واللغة والتاريخ وأشياء أخرى كثيرة .

كل ما أخشاه أن يُصدر لنا وفي هذا التوقيت بالذات المفهوم الغربي الجديد لتلك القيمتين والتي ستؤدي إلى مسخ لقميتي الوطنية والقومية لدينا والتي برغم اختلافنا نحن العرب عن بعضنا البعض في سياسات كثيرة يطول شرحها هنا من مفهومنا ونخوتنا .

أنهى الغرب الأوروبي بعد الحرب العالمية الثانية صراعاته بين دوله وقرروا بعد الحربي الأولى والثانية ألا يحاربوا بعض أبدًا ووصلوا لدرجة من النضوج السياسي لمعاني مثل ـ الحوار والمباحثات الثنائية أو متعددي الأطراف والتفاوض ـ مهما كانت المواضيع المطروحة شائكة وصعبة .

أما نحن في الشرق فمازلنا نحتاج إلى شحن قيمتي الوطنية والقومية بمعناها " الطاهر " في صدور شعوبنا لأن التحدي الذي أمامنا كبير والقضية المحورية في حياة العرب لم تنحل فعلينا أن نثبت في مواقعنا وندافع عنها ولا نسمح بأسم التطور والتقدم والعولمة الذي سيحاول الغرب فرضه علينا بإفراغ تلك القيمتين من مفهومنا نحن لهما ، فلننتبه .
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط