الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ماذا بعد زيارة بوتين؟


هل كانت زيارة بوتين فقط بخصوص محطة الضبعة النووية أم لدراسة الموقف الفلسطيني وإيجاد حل مناسب لإيقاف "ترامب" عن تنفيذ قرار نقل السفارة الأمريكية إلي القدس وإعلانها عاصمة لدولة إسرائيل؟ هل من سبيل لحل الأزمة أم سيظل الوضع كما هو عليه علي حساب حقوق الشعب الفلسطيني ؟ من الصعب أن يحيا المرء عمره مجاهدًا للحصول علي الحرية ويحرر وطنه وأرضه.. من منا يتحمل هذا العناء ربما طول الفترة التي عاش بها الشعب الفلسطيني علي هذا الحال أدت إلي انقسام الآراء بين محارب ومناضل ومستسلم للأمر الواقع .

خيبة الأمل تصيب الجميع ، شعب يتحمل الكثير من المعاناة ينتظر أن يقف العالم بجواره ليسترد أرضه وحقه ولا أحد يستطيع أن يتخيل المعاناة التي يعيش بها هذا الشعب إلا من عاش مثلها لسنوات طويلة. محاولات جسيمة من المخطط الصهيوني لتشتيت العرب وتفتيت الدول إلي دويلات صغيرة يسهل هزيمتها والقضاء عليها نجحوا في بعض الأجزاء من ذلك المخطط واستطاع البعض الصمود حتي الآن، لكن الجميع يحتاج إلي وقفة حاسمة تتجمع فيها قوي العرب من جديد ويتحدوا علي مخطط واحد للتصدي لتلك المخططات الصهيوأمريكية التي تحاول تدميرنا نحن العرب والقضاء علينا منذ قديم الأزل وحتي الآن.

هل يستطيع العرب تكوين جبهة دفاعية قوية أمام تلك القرارات المجحفة؟ هل تستطيع دول الخليج سحب أموالها من البنوك الأمريكية ووقف التعاملات المادية معهم كوسيلة للضغط عليهم للتراجع عن تلك القرارات أم سنظل نشجب ونرفض علي المواقع الإلكترونية وفِي منازلنا دون جدوي ودون وصول لحلول قوية تقضي علي تلك المأساة وتعيد هيبة العرب أمام العالم أجمع ؟ هل سيعود عهد صلاح الدين الأيوبي وملوك وأمراء العرب الذين قاموا بنصرة الدول العربية من تعديات الغرب عليها؟ تساؤلات يسألها الجميع ولكن دون رد حقيقي يرضي الشعوب العربية ككل ويعيد للعرب هيبتهم أمام العالم بكامله.

في تلك المواقف الحاسمة يجب أن يعيد الجميع حساباته ويتذكر التاريخ فأمريكا لم تكن حليفة لنا علي مر العصور إنما هي الحليف الأزلي لدولة اسرائيل وللفكر الصهيوني الآثم. أتعجب لماذا لا يأتمن العرب علي أموالهم بعضهم البعض كدول عربية منها الفقير ومنها الواسع الثراء ويتجهون لتنمية اقتصادهم من خلال التعاملات المادية مع الدول الغربية وأمريكا. من الأولي لهم أن يساند كل منا الآخر ولا يضع أمواله عند عدو مستتر ينتظر اللحظة المناسبة لتفتيت دولنا والقضاء علي قوتنا واتحادنا.

حان الآن موعد الاتحاد والصمود والتحالف ضد التفتيت واغتصاب الأراضي العربية علنًا وفِي وضح النهار ، حان الآن موعد ابتعاد أمريكا عن التحكم في الأراضي العربية ومصير الشعوب في تلك المنطقة التي تحمل تاريخ الأديان وتتجمع فيها ذكريات الأنبياء والكتب السماوية. في الاتحاد قوة ويد الله مع الجماعة اذا اتحدوا علي قول الحق مهما طالت الأيام ومهما امتلئت الأنفس باليأس ، القرار ليس بيد مصر وحدها ونحن في فترة صعبة مليئة بالضغوطات والديون القرار في يد الملوك العرب والحكومات العربية الغنية التي يمكنها أن تفعل المستحيل بالاتحاد والمثابرة واتقاء الله في خلقه ليس من العدل أن يحيا البعض في عز وثراء ويتقاتل الآخرون في البحث عن لقمة العيش والمحافظة علي الأراضي المغتصبة وسلاحهم فقط الإيمان بقضيتهم وبحقوقهم المستنزفة منذ سنوات طويلة أمام أعين الجميع دون جدوي ودون حلول حقيقية.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط