"المايسترو".. كلمة السر في منتخب أورجواي

تناولت فى مقال يوم الأربعاء الماضى، قرعة المونديال الروسى ووقوع "مصر" ضمن منتخبات المجموعة الأولى، التى تضم إلى جانبها روسيا وأورجواى والسعودية، وتحدثت بالتفصيل عن المنتخب الروسى وأهم لاعبيه واستعداداته للنهائيات وحظوظه فى بلوغ الدور الثانى من المونديال.

واليوم أتناول منتخب أورجواى صاحب السمعة الكبيرة والتاريخ العريق، والذى تأهل للمونديال الروسى عن جدارة واستحقاق بعدما حل ثانيًا خلف نظيره البرازيلى فى تصفيات قارة أمريكا الجنوبية المؤهلة للنهائيات.

لعب منتخب أورجواى خلال تصفيات قارة أمريكا الجنوبية المؤهلة للمونديال الروسى 18 مباراة فاز فى 9 لقاءات وتعادل 4 مرات فيما تلقى الهزيمة فى 5 مباريات، أحرز 32 هدفًا وهو ثانى أقوى خط هجوم بعد البرازيل وتلقت شباكه 20 هدفًا.

ويشارك منتخب أورجواى فى المونديال الروسى للمرة الثالثة عشرة فى تاريخه، حاز على لقب البطولة مرتين من قبل، عامى 1930، 1950، كما فاز بلقب كوبا أمريكا 15 مرة، آخرها عام 2011، ويعد فريق أورجواى من المنتخبات التى تمتلك كافة العناصر التى تمنحه القوة والإجادة وتدفعه إلى التألق خلال المونديال القادم.

يأتى فى مقدمة عناصر القوة لدى ألأورجواى وجود المدرب المخضرم أوسكار تاباريز، الملقب بـ "المايسترو" على رأس الجهاز الفنى للمنتخب، حيث يمتلك سيرة تدريبية هائلة وخبرات طويلة فى العمل على أعلى المستويات، كما يتميز بالانضباط التكتيكى وقام خلال فترة قصيرة بضخ دماء جديدة فى تشكيلة الفريق من اللاعبين الشبان الذين ظهروا بشكل طيب خلال مباريات التصفيات.

تولى "تاباريز" صاحب السبعين عامًا، تدريب منتخب أوروجواى للمرة الأولى عام 1988 لمدة عامين، قاده فيها للتأهل إلى مونديال إيطاليا 1990 ونجح فى التأهل إلى دور ال16 قبل أن يخرج على يد أصحاب الأرض، ثم تولى بعدها تدريب عدة أندية بالأرجنتين وإيطاليا وأسبانيا وكولومبيا، ليتخذ بعد ذلك قرارًا بالابتعاد عن التدريب لفترة استمرت 4 سنوات.

ثم لجأ إليه اتحاد الكرة الأورجوايانى لتدريب المنتخب مرة أخرى بعد الفشل في التأهل لمونديال ألمانيا 2006 ليبدأ مشواره مرة أخرى مع منتخب بلاده وقاد "تاباريز" الفريق للتأهل لمونديال 2010 ونجح فى الوصول إلى المربع الذهبى، ثم التأهل لمونديال البرازيل بعد إقصاء منتخب الأردن فى الملحق المؤهل لكأس العالم 2014.

أعاد "تاباريز" منتخب بلاده لتسيد قارة أمريكا الجنوبية بالفوز بلقب كوبا أمريكا عام 2011 ليصبح منتخب أوروجواى هو الأكثر فوزًا باللقب برصيد 15 بطولة بعدما كان المنتخب الأرجنتيني يشاركه الصدارة برصيد 14 لقبًا لكل منهما، وفاز بلقب أفضل مدرب في أمريكا الجنوبية عامي 2010 و2011.

ثانى عناصر قوة منتخب أورجواى تتمثل فى العدد الكبير من لاعبيه المحترفين أصحاب الخبرات العالية والقوة البدنية، والمهارات الفردية التى تصنع الفارق، ويأتى فى مقدمتهم الهداف المتألق "كافانى" لاعب باريس سان جيرمان وهداف الدورى الفرنسى، ولويس سواريز نجم هجوم برشلونة، والمهاجم دييجو رولان لاعب مالاجا الأسبانى.

كما يمتلك منتخب أورجواى خط دفاع صلب بقيادة دييجو جودين كابتن الفريق، لاعب أتليتكو مدريد، وخوسيه كاسيريس لاعب فيرونا الايطالى، وفى خط الوسط يتواجد لاعبين كبار لهم خبرات كبيرة مثل ماتياس فيتشينو نجم خط وسط انتر ميلان، وكريستيان رودريجز لاعب جريميو البرازيلى، واريفالو ريوس لاعب راسينج الارجنتينى.

ثالث عناصر القوة لدى منتخب أورجواى تتمثل فى اللاعبين صغار السن، على رأسهم صاحبى الـ"20 عاما"ً فيديريكو فالفيردى مهاجم ديبورتيفو لاكرونيا، وبنتانكور لاعب يوفنتوس، وخوسيه ماريا "22 عاما" مدافع اتليتكو مدريد والظهير الأيسر جاستون سيلفا "23 عامًا"، ولاكسالت "24عامًا" لاعب جنوة الايطالى، ودييجو رولان صاحب ال"24 عامًا" أيضًا نجم هجوم مالاجا الأسبانى.

أرى أن فرص صعود منتخب أورجواى للدور الثانى محسومة وسوف تتنافس باقى المنتخبات بالمجموعة الأولى على حجز بطاقة التأهل الثانية، ومن وجهة نظرى سيكون المايسترو أوسكار تاباريز كلمة السر فى تألق الفريق الأورجوايانى بالمونديال الروسى وربما الوصول معه إلى أبعد مدى ممكن للظفر بالكأس الغالية.

وللحديث بقية بإذن الله.