الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أفريقيا قالت... القدس عربية


كانت الدول اﻻفريقية فى الموعد وكالعادة فى الأمم المتحدة ساندت الحق العربى ضد الكيان الصهيوني وعنصريته منذ عقود طويلة، حيث وقفت مع مصر فى معركتها مع اسرائيل فى عام 1976 وقامت بقطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة اﻻحتلال وكذلك دعمت خطوات مصر للحصول على أرضها المغتصبة.

وعلى الرغم من التغلغل اﻻسرائيلى في القارة ووجود ما يشبه التحالفات بين بعض الدول وإسرائيل وكذلك تطور العلاقات وفى كافة المجاﻻت وأهمها النواحى اﻻقتصاديه والعسكريه واﻻمنيه والثقافية الى حد طلبت اسرائيل الحصول على مقعد العضو المراقب فى اﻻتحاد اﻻفريقى.. وعكست التصريحات التى صدرت بشكل رسمى من رئيس الوزراء اﻻسرائيلى بنيامين نتنياهو وقادة بعض الدول اﻻفريقيه ذلك بوضوح خلال هذا العام .

الخلاصة مجهودات وسياسات تعكس الوقوف مع القارة والتأثير على المصالح المصريه والعربية فى مناطق التأثير وأهمها بالطبع حوض النيل والقرن اﻻفريقى وكذلك فى الغرب ايضا ... ومازالت اسرائيل تواصل التحركات واﻻنفاق من اجل كسب ود اﻻفارقه او على اﻻقل ضمان حيادهم فى المناسبات الدوليه وﻻ ننسى ان ذلك نهج صهيونى مستمر للوصول الى شرعية على المستوى اﻻقليمى والدولى.. اضافة الى وجودها في مناطق الصراعات الاثنيه ومحاولة الحصول على روابط وهمية بينها وبين بعض الجماعات اﻻثنيه وهو ما حدث مع الدنكا فى جنوب السودان واﻻمهرا فى اثيوبيا تحت راية العنصريه وروايات شعب الله المختار..وتصدير وتسليح بعض تلك الجماعات مع تصدير اﻻسلحه لبعض الدول اﻻفريقيه وكذلك التعاون فى مجال التدريب وتبادل المعلومات والخبرات في المجال المخابراتى واﻻمنى .

وعلى الرغم من كل ذلك فإن ردود اﻻفعال اﻻفريقيه على القرار اﻻمريكى بشأن نقل السفارة اﻻمريكية الى القدس ومن ثم اﻻعتراف بالقدس عاصمة ﻻسرائيل.. اتسمت بالتريث حتى جاءت لحظه الحسم من خلال التصويت فى الجمعيه العامه للأمم المتحده منذ ايام قليله على قرار يوصى برفض اﻻجراءات اﻻمريكيه نحو مدينة القدس وادانة تلك التصرفات ورفض قرار ترامب واعتباره قرارا غير مشروع.

وأسفرت عمليه التصويت تلك على تأييد دوله افريقيه وحيدة للقرار اﻻمريكى وهى دولة توجو...مع امتناع 8 دول عن التصويت وغياب 8 دول اخرى وتصويت 38 مع عربية القدس وضد القرار اﻻمريكى مع ملاحظة ان الذين اعتذروا او امتنعوا ﻻ يمكن حسابهم على قوة اى من القرارين .. واﻻغرب تصويت اثيوبيا ضد القرار اﻻمريكى وامتناع جنوب السودان عن التصويت بل والبدء في تقليص بعثتها الدبلوماسية فى اسرائيل الى مستوى مكتب اتصال فقط !!!!!

والخلاصة استمر الموقف اﻻفريقى على حالة التأييد للموقف العربى فى الصراع مع الكيان الصهيوني ويعكس ذلك ايضا رؤية افريقية للمستقبل مع الجانب العربى... كما يعكس أيضا عدم التأثير النسبى للسياسات اﻻسرائيلية في القارة ووجود قناعة سياسية بضعف المواقف اﻻسرائيلية حتى اﻵن .. وهذا يجعل المسئولية تزيد فى اﻻيام القادمة لخلق شراكات ومصالح بين الدول العربية وافريقيا التى فى تقديرى مصالح وثقافه ﻻ يمكن اغفالها فإن ما يجمعنا الكثير وعلينا البناء عليه وﻻ ننسى تخطى مسألة المدركات والميراث التاريخى الذى قد يؤدى الى تعكير صفو تلك العلاقات التى يشهد عليها التاريخ بامتدادها وثقلها وتنوع مجاﻻتها.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط