الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قصة رسائل غرام «زياد رحباني» و«دلال كرم»: انتهت بالطلاق وإنكار النسب

صدى البلد

« ﻟﻴﻜﻲ ﺩﻳﺮﻱ ﺑﺎﻟﻚ ﻋﺤﺎﻟﻚ ﻷﻧﻚ ﺣﻤﺎﺭﺓ.. ﺣﻤﺎﺭﺓ ﻛﺒﻴﺮﺓ .. ﺑﺲ ﻣﺎﺗﺨﻠﻲ ﺣﺪﺍ ﻳﻌﺮﻑ».. لهجة انتقاد مغلفة بالعتاب والمحبة، رسالة تداولها بعض رواد موقع التواصل الاجتماعي للموسيقي اللبناني الشهير زياد رحباني، وهو يكتب لزوجته دلال كرم بعدما ضجت من الخلافات وقررت السفر إلى لندن وتركه بعد قصة حب وزواج.

قصة حب زياد رحباني ودلال كرم تعود إلى 1979 وقتها كان زياد في الـ23 من عمره بينما تصغره هي بعام واحد تعرف عليها في التمارين التي كانت تقام لمسرحية ميس الريم، وبعد فترة قصيرة قرر الزواج منها رغم معارضة والده عاصي الرحابني وأمه فيروز للزيجة السريعة لكنها حدثت.

طول سنوات الزواج كانت الخلافات لا تتوقف بسبب حياة زياد الصاخبة والاهتمام بالموسيقي والأصدقاء على حساب الحياة الزوجية كما أنه كان رافضًا للأبوه قبل أن يستسلم أخيرًا ليرزق الزوجان بنجلهما عاصي الذي سيصبح هو نفسه صاحب المشكلة فيما بعد.

رسائل زياد لزوجته دلال لم تكن تتوقف مع كل خلاف بينهما في أحد المرات كتب لها: «أعرف يا دلال، أعرف أنكِ رغم أي شيء، لا تزالين تحبين زياد(...). يجوز أنك الآن، مع فتى ما(...) حالة زياد اليوم مثل حالته عندما اتصلت بك للمرة الأولى، وان الشوق الذي يعانيه اليوم هو الشوق الذي كان يعانيه من قبل(...) لقد استسلمت اليه بضعف فتحطمتِ، ولقد استسلم اليك من قبل بضعف فتحطم، وهذا ما ولّد فيكما مرارة العذاب. وعندما كان مستسلمًا اليك بضعف أهملته كثيرًا وعندما كنتِ أنتِ مستسلمة اليه بضعف أهملك كثيرًا، وهذا ما ولد فيكما حبّ الانتقام(...) منذ أربعة أشهر، لا أرى مرة زياد إلا ويحتال بطريقة ما، لنتحدث عنك. صدّقيني انه يتعذّب وهو كلما حاول الهروب الى امرأة أخرى، التقى بك وجهًا لوجه(...) رأيي أن تأتي الى بيروت مدة عشرة أيام فقط، وأن تكوني في هذه المدة، دلال الذكية القلب، تنزلين عندي، وعليك أن تختاري، فإما أن تقبلي دعوة زياد وإما أن تقبلي دعوتي، مع بطاقة سفر مدفوعة، ذهابًا وايابًا، مني أو من زياد، لا فرق. ان مجيئك هو ضروري وملح، حتى ولو كان متأخرًا بعض الوقت(...) وتأكدي، أنا لم أزل الى جانبك، وزياد يعرف ذلك».

أما الرسالة الأخيرة والتي آثارت جدلًا كانت هي فعلًا أخر رسالة بين الزوجين رغم عودتهما بسببها يقول فيها زياد: «أول شي كيفك؟ كيف أحوالك؟كيف أيامِك؟إن شاء الله مش عم تلاقي صعوبات كتير بالعيشة. كيف درسك؟ كيف الطقس؟ إن شاء الله مش مزعج. كيف راسك؟ كيف ضهرك؟ كيف معدتك؟ كيف أعصابك؟ كيف شرب القهوة؟ إن شاء الله تكوني عم بتشربي كتير قهوة. كيف صحتك؟ ليكي أنا بلغني في المكتوب العظيم اللي تركتيلي إياه قبل ما تزمطي إلى لندن إنك قررتي إنه ما بقى بدّك تحبيني..»، ثم يعود ليؤكد لها أن أنما يصل إليه كلامها إلى العواذل ..ورجع بعد فترة وبلغني من الأستاذ رفيق نجم إنه بلشتي تكرهيني.

يضيف زياد في رسالته: ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﻓﻴﻨﻲ، ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻗﺮﺍﺭﻙ ﺍﻟﺤﺎﺳﻢ ﻭﺳﻔﺮﻙ ﺇﻟﻰ ﻟﻨﺪﻥ ﺟﺮﺑﺖ ﺇﻧﻮ ﻓﺘﺶ ﻋﻠﻰ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺟﺪﻳﺪ ﺣﺒﻮ، ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻭﺍﻟﺘﺪﻗﻴﻖ ﻋﻦ ﻫﺎﻹﻧﺴﺎﻥ ﺗﺒﻴﻦ ﺇﻧﻮ ﻣﺎﻟﻘﻴﺘﻮ ﻣﺎﺑﻌﺮﻑ ﻫﻸ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻤﺎ ﻓﻴﻜﻲ ..ﺇﺫﺍ ﺣﺼﻞ ﻭﺇﻧﻚ ﻟﻘﻴﺘﻲ ﻫﺎﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻲ ﺃﻧﺎ ﻓﺘﺸﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻣﺎﻟﻘﻴﺘﻪ ﻛﺎﻥ ﺑﻪ، ﻫﻸ ﺇﺫﺍ ﻣﺎﻟﻘﻴﺘﻴﻪ .. ﻣﺎﺑﻌﺮﻑ ﺷﻮ ﺭﺃﻳﻚ؟ﺃﻧﺎ ﺭﺃﻳﻲ ﺃﻥ ﺑﻴﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻀﻞ ﺇﻧﻚ ﺗﺮﺟﻌﻲ،ﻭﻣﺶ ﺑﻌﺪ ﺷﻬﺮ.. ﺑﻜﺮﺍ ﻋﺒﻜﺮﺍ ﻷﻧﻪ ﻛﻞ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﻲ ﺭﺍﺡ .. ﺭﺍﺡ ﺿﻴﻌﺎﻥ.

ويكمل زياد: «ﻭﻫﺎﻟﺴﻮﺀ ﺗﻔﺎﻫﻢ ﺍﻟﻲ ﺻﺮﻟﻮ ﻓﺘﺮﺓ ﺣﺎﺻﻞ ﺑﻴﻨﻲ ﻭﺑﻴﻨﻚ ﻗﺪ ﻣﺎﻳﻜﻮﻥ ﺷﻮﻣﺎﻛﺎﻥ ﻣﻨﻘﻌﺪ ﻋﻄﺎﻭﻟﺔ ﻭﻣﻨﺤﻠﻮ،ﻟﻴﻜﻲ ﻭﻻﻳﻬﻤﻚ ﻓﻲ ﻋﻨﺪﻱ 3، 4ﻃﺎﻭﻻﺕ ﺭﺡ ﻧﻀﻞ ﻧﻘﺪﺭ ﻧﺤﻠﻮ ﻋﺸﻲ ﻭﺣﺪﺓ ﻣﻨﻦ،ﺃﻧﺎ ﺃﻛﻴﺪ ﺇﻧﻮ ﺑﻴﻨﻲ ﻭﺑﻴﻨﻚ ﻣﺎﻓﻲ ﻭﻻ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻣﺎﺑﺘﻨﺤﻞ.. ﻛﻠﻮ ﺑﻴﻨﺤﻞ . ﻋﻠﻰ ﻓﻜﺮﺓ ﻫﻴﺪﺍ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺏ ﺑﺒﻌﺘﻮ ﻭﻗﺼﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺏ ﺍﻟﻲ ﻭﺻﻠﻚ ﻣﻨﻲ ﺷﻮﻱ ﻏﺮﻳﺒﺔ ﻭﻓﻲ ﺷﻐﻠﺔ ﻣﻦ ﺷﻐﻠﺘﻴﻦ .. ﻳﺎ ﺃﻧﻚ ﻛﻨﺘﻲ ﻃﺎﺭﻗﺔ ﺷﻲ 6، 7 ﺳﻮﺍﻏﻴﺮ ﻗﺒﻞ ﻣﺎﺗﻜﺘﺒﻲ ﻫﺎﻟﺸﻐﻠﺔ، ﻳﺎ ﺇﻧﻮ ﻗﺼﺪﻙ ﺗﻔﻬﻤﻴﻨﻲ ﺇﻧﻮ ﻣﺎﺗﺠﺮﺏ ﺗﺒﻌﺖ ﻣﻜﺘﻮﺏ ﻷﻧﻮ ﻣﺎﺭﺡ ﺟﺎﻭﺏ .. ﺑﺎﻟﺤﺎﻟﺘﻴﻦ ﻫﻲ ﻣﺶ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻟﺸﻲ . ﻭﻟﻲ .. ﺃﻧﺖ ﺣﻤﺎﺭﺓ .. ﻳﺎﺣﻤﺎﺭﺓ .. ﻳﺨﺮﺏ ﺑﻴﺘﻚ ﻳﺎﺣﻤﺎﺭﺓ .. ﻟﻴﻜﻲ ﺩﻳﺮﻱ ﺑﺎﻟﻚ ﻋﺤﺎﻟﻚ ﻷﻧﻚ ﺣﻤﺎﺭﺓ.. ﺣﻤﺎﺭﺓ ﻛﺒﻴﺮﺓ .. ﺑﺲ ﻣﺎﺗﺨﻠﻲ ﺣﺪﺍ ﻳﻌﺮﻑ».

ثم سافر زياد الى لندن وأعاد دلال معه الى بيروت لتبدأ حياتهما التي لم تعرف الاستقرار ولا الهناءة والتي لم تدم طويلًا.

لكن المشكلة لم تنتهي خاصة مع شك زياد أن عاصي ليس ابنه وهو ما دفعه لإجراء تحليل الـdna في 2009 وهو ما أثبت شكوكه عاصي ليس ابنه فقرر رفع دعوى أمام محكمة الدرجة الأولى في قضاء المتن الشمالي ناكرًا فيها أبوّته لعاصي زياد الرحباني، وطالبًا شطب اسمه عن خانته، ومنعه من استعمال شهرة الرحباني، وتدوين خلاصة الحكم في سجل النفوس. وكان رفع هذه الدعوى بمثابة الحدث، الذي سيثير الكثير من الضجة لاحقًا، بعد أن تلفظ المحكمة حكمها. فالأب هو زياد ابن عاصي وفيروز، وقد تبرأ من ابنه بعد أن أصبح ابنه في الخامسة والعشرين.
 
وأكد زياد أخيرًا لبعض الصحف أنه تمّ اجراء فحص للحمض النووي له ولعاصي أثبت أنه ليس أباه ولا هو ابنه. لكنه اعتبر أن عاصي لا ذنب له في هذه القضية المأسوية وانه هو أيضًا لا ذنب له فيها. وسمّى عاصي «هذا الإنسان» وكأنه تنصّل للتو من أبوّته.

لم تتوقف الأزمة في المحاكم اللبنانية وأثاره فضيحة كبيرة في بيت الرحبانية خاصة وأن عاصي قال إنه لم يجري أي تحليل لكنه لا يهتم بما يقوله زياد فهو لم يشعره أبدًا أنه والده بينما أمه وأسرتها هم من تكفلوا بكل شئ طوال حياته من تعليم ونفقات وغيرها.