الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إريتريا... قراءة فى التوازن الإقليمي


كانت زياره الرئيس الإريترى اسياسى افورقى للقاهرة فى منتصف الأسبوع الماضى تمثل بعدا جديدا فى تحقيق بعض من التوازن الإقليمى واﻻستراتيحى لمصر وخاصة فى محيطنا الأفريقى والتى يحمل أحد أهم مصالحنا المصيرية وأقصد هنا المياه واﻷمن القومى فى ظل زيادة نفوذ بعض الدول فى البحر اﻷحمر وحوض النيل.

وقد كانت تلك الزيارة تمثل فى تقديرى إعادة وترتيب للأولويات المصرية للحفاظ على المصالح المصرية فى منطقة حوض النيل التى تحظى بأهمية استراتيجية ومصيرية خاصة المسألة المائية ويهدد ذلك اﻷمن القومى المصرى والعربى فى ظل تعارض المصالح بين مصر من جانب وتركيا وقطر من جانب آخر لاعتبارات كثيرة أهمها اﻻختلاف الفكرى والمرجعية التى تنطلق منها تلك الأنظمة إضافة التى المصالح الدولية التى تدعم وتحاول التأثير بالسلب على اﻻستقرار فى المنطقة التى تشهد تحوﻻت تهدد السلم والأمن الإقليمى واﻻستراتيحى لمصر والدول العربية.

ولتأصيل تلك التحركات التي تشهدها المنطقة وخاصة دول الجوار فقد شهدت العلاقات بين مصر وتلك الدول بعض الخلافات أراها ليست حادة .. حيث شهدت تلك العلاقات توترات وتراجعا ويشهد على ذلك المواقف الإقليمية وخاصة من سد النهضة واختلاف المواقف فى القضايا العربية وخاصة فى الشأن الليبى والسورى حيث عمدت القاهرة على تعميق العلاقات والحرص على بناء شراكة مع السودان والبناء على عمق العلاقات والتنسيق المتبادل فى المواقف السياسية على الصعيد الإقليمى والدولى والتنسيق الكامل مع إثيوبيا لتغليب الخيار التعاونى التاريخى عن أى خيارات أخرى تدفعنا لها قوى دولية وإقليمية تتربص بنا وبمحيطنا الإقليمى لخلق حالة من الفوضى وعدم اﻻستقرار الذى يؤدى إلى المزيد من التفكك لنظامنا الإقليمى العربى ويشهد على ذلك جولة أردوغان فى إفريقيا بداية من السودان وتشاد وعوده الدور التركى فى وادى النيل.

لذلك فإن التحركات المصرية جاءت على خلفية الحفاظ على المصالح المصرية وخاصة المائية في منطقة وادى النيل وكذلك الحفاظ على اﻷمن القومى المصرى من خلال الحرص على التوازن اﻻستراتيجى فى البحر الأحمر ولم يقتصر الأمر على ذلك بل ذهبت السياسة الخارجية المصرية إلى تدعيم العلاقات مع السودان وجنوب السودان وأوغندا ولم تكن إريتريا غائبة فهى اﻵن تمثل ﻻعبا رئيسيا فى إحداث التوازن في تلك المنطقة وعما قريب وربما هذا الأسبوع من المفترض زيارة رئيس الوزراء الإثيوبى هايلى ماريام ديسالين للقاهرة فى زيارة أراها أن حدثت ستكون حاسمة فى إعادة هندسة العلاقات المصرية الإثيوبية خاصة فى حسم اﻻقتراح المصرى بشأن مشاركة البنك الدولى كطرف محايد فى الدراسات الفنية لسد النهضة وقد تكون تلك الزيارة تمثل تحوﻻ فى المسار التفاوضى لتلك القضية المصيرية التى تمثل بالنسبة لنا مصالح بقاء بالأساس. ...وبالتالى فإن التحركات التي تشهدها المنطقة وخاصة التحركات المصرية تمثل فى تقديرى عودة محتملة لدور مصرى بارز فى القارة الإفريقية بدعم وتأثير من صانع القرار المصرى للحفاظ على المصالح المصرية والتوازن الإقليمى والحرص على عودة العلاقات مع أفريقيا كما كانت فى الحقبة الناصرية وكذلك بناء شراكة مع السودان لأنه ﻻ بديل عن التكامل والتعاون بين البلدين لأنه الخيار الأمثل فى ظل التحديات المعاصرة.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط