الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كواعب أحمد البراهمي تكتب: الرقابة الإدارية

صدى البلد

تحية للرقابة الإدارية علي المجهود العظيم الذي تقوم به في كشف الفساد . سواء كان هذا الفساد هو سرقة أو رشوة أو استغلال صلاحيات وسواء كان الشخص المقبوض عليه محافظا أو وزيرا أو أي منصب دونما تمييز.

ولكن يبقي السؤال والذي أتمني أن أجد إجابة عليه وهو أن الوزير أو المحافظ شخص عادي من أبناء الشعب العاديين، سواء كان ينتمي إلى الطبقة الغنية أو الطبقة المتوسطة أو الطبقة الفقيرة.

والمفروض هو إنسان له مميزات في شخصيته وله تفوق في عمله يؤهله لأن يكون علي رأس القائمة وأن يكون وزيرا أو محافظا.

ولكن ماهي الشروط التي تؤهل شخص بعينه لأن يكون وزيرا أو محافظا أو رئيس مجلس مدينة، ففي الدول الأجنبية غالبا يتم الاختيار لأسس لا أعرفها أيضا ولكن يكون الاختيار موفقا وغالبا أيضا يحدث تقدم في وزارته, أو محافظته, وغالبا أيضا يكون عمله علي أكمل وجه . ربما لأن هناك الكل يعمل في منظومة واحدة ولا يتم اختيار أو إصدار قرارات فردية .. بل بالعكس إذا حدث للشخص الذي علي القمة سواء كان وزيرا أو محافظا أي سبب يمنعه من أداء عمله فإن المنظومة تستمر وتنجح . ولكن في مصر لا أدري علي أي أساس يتم الإختيار ؟

ربما يكون الشخص حاصلا علي عدد من الدكتوراة , فهل دائما من يكون متفوقا في علمه متفوقا أيضا في عمله ؟ ليس بالضرورة طبعا . فالوزارة أو غيرها من القيادات التنفيذية تحتاج إلي شخصية وقوة وحكمة وحنكة ومهارة وقدرة علي اتخاذ القرار الصائب.

من المفروض أن يتم التحري عن الشخص منذ أن كان تلميذا بالابتدائي والإعدادي والثانوي ومعرفة حياته من جيرانه ومن كانوا أقرانه , والسؤال عنه في عمله وكيف كان يديره وكيف ينجح في قراراته.

ومن المفروض أن يتم تعيينه وهو شابا في مجلس محلي سواء لقرية أو مدينة ثم يترقي حسب مجهوده وقدرته علي حل المشكلات والنهوض بالمنطقة التي هو مسئول عنها , فإن ثبت نجاحه يترقي وإن ثبت فشله يعود إلي صفوف المواطنين كموظف عادي , ولكن في مصر لا أدري كيف يتم الإختيار فربما هو الحظ أو هو القدر أو هو اختيار بناء علي صفات لا يتم الإعلان عنها.

المهم أن حظه السعيد يجعله الفرد الأول علي رأس المنظومة.

ويجعل له اليد العليا في إصدار القرارات والتوجيهات، ويكون له صولة وجوله ووضع اجتماعي مرموق .ووضع سياسي مميز، وله كلمة مسموعة، ويظهر بالإعلام . ولا ينطق اسمه الا مسبوقا بلقب سيادة الوزير أو السيد المحافظ.

وتفتح له الأبواب ويأخذ مرتب محترما يكفيه هو وأسرته، ويعيش في مكان محترم لائق به، ولديه خدم وسائق.

ولو مرض او مرض ابنه أو أحد أفراد أسرته يدخل اكبر مستشفي استثماري دون قيد أو شرط، ويعالج علي نفقة الدولة لو احتاج الأمر السفر للخارج.

في نفس الوقت المواطن المصري الذي من المفروض أن يكون معه علي نفس الدرجة طبقا للقانون حيث لا تمييز لايجد العلاج، ويقف في طابور الخبز.

فلماذا يسرق الوزير أو يرتشي المحافظ ويأخذ حق الضعفاء والبسطاء والمساكين، لماذا ينهب كل تلك الأموال، فماذا سيفعل بها .؟

هل يستطيع أن يأخذها معه إلى القبر؟ لماذا كل تلك الأموال والسعار علي الحياة . ؟
علي قدر علمي يسرق الانسان ان سرق علي قدر احتياجه . فما هو احتياجهم لكل هذا المال ؟
لبتركوه لاولادهم ويقابلون الله وحدهم بذنوبهم ..
تحية للرقابة الإدارية وتحية صادقة من القلب لكل من بكتشف الفساد ويبلغ عنه .
وأقترح أ لا يتم معاقبة الوزراء امام القضاء العادي بالرغم ان ذلك هو القانون . المفروض ان تسن قوانين لمعاقبة المسئولين تكون اشد . كما هي مشددة عقوبة الخادم الذي يعتدي علي ابناء المنزل المعهود له حمايتهم .