الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصر والسودان.. اﻻتجاه الأفضل


يكون الحديث دائما عن العلاقات المصرية السودانية فى ضوء التأصيل الطبيعى الذى يرتكن الى حتمية العلاقات فى ضوء شراكة تاريخية وجغرافية واستراتيجية ﻻينكرها أحد.. ولكن فى تقديرى أصبحت تلك العلاقات تحتاج الى التفكير العميق الذى يبعدنا عن اﻻتجاهات التقليدية التى أدت الى وجود ما يشبه الشكلية فى العلاقات التى شهدت صعودا وهبوطا على حسب اﻻولويات فى العلاقات وﻻ يجب ان ننكر اﻻرضية الثقافية واﻻجتماعية التى تعتبر شهادة على وحدة الشعبين مهما مرت الأيام فإنها تكون شاهدة على وحدة أراها غابت كثيرا على المستوى الرسمى، أما الشعبى فهناك شراكة شعبية ووحدة ﻻيستطيع أحد إنكارها.

فالسودان إحدى دول القارة اﻻفريقية التى تمثل مدخلا إلى عودة العلاقات مع كل دول القارة وليكن معلوما أن زمن التقارب وقت الحاجة أمر ولى زمانه فى العلاقات الدولية وأصبحت المصالح المشتركة هى اللغة الرسمية المعتمدة اﻵن فى احداث الفاعلية والتوازن فى العلاقات على المستوى اﻻقليمى والدولى. 

وقد تكون السودان بداية لعودة حقيقية لعمق القارة اﻻفريقية التى أصبحت فى عقل العالم على اعتبار اللغة الرسمية التى يتحدث بها العالم وأقصد هنا التفتيش عن المصالح والموارد اﻻفريقية وهذا ليس عيبا ولكن العيب هو إنكار ذلك، فقد أصبحت دول القارة هدفا لمعظم دول العالم لأنها فى أبسط صورة كنز العالم وقارة الموارد الطبيعية والبشرية وأصبحت العلاقات تقوم على التكافؤ أو المصالح المشتركة ومن هنا ﻻبد من تبنى سياسات تدعم العلاقات مع دول القارة اﻻفريقية التى أصبحت تدرك جيدا ومن خبرات الماضى ما يحمي مصالحها ويعظم من استغلال مواردها.

وعلى الرغم من وجود بعض الظواهر السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التى تسيطر على الداخل اﻻفريقى اﻻ ان القارة ودولها تحاول الوصول إلى التنمية واﻻمن والقضاء على مظاهر التبعية وفرض الوصاية واشكال أخرى من الحصار لضمان الوصول الى غاية التنمية والوحدة التى غابت كثيرا وﻻ سبيل الى تحقيقها سوى بكسر الطرق التقليدية والبعد عن ممارسات وسياسات تمت تجربتها في الماضى ولم نحصد منها سوى نتائج أراها سالبة على مجملها وهناك بعض النماذج تلتمس الطريق نحو التنمية ومنها مثلا موريشيوس وهى دولة تضرب المثل فى ادارة التعددية التى مثلت ومازالت الداء الكبير للقارة.

وبالنسبة الى السودان فإن هناك ما يشبه اﻻتفاق على اعلاء لغة المصالح المشتركة عن اى خيارات اخرى وقد يكون لقاء اليوم بين زعماء مصر والسودان واثيوبيا على هامش اجتماعات اﻻتحاد اﻻفريقى البدايه الحقيقية لعلاقات فاعلة وشراكة تحقق المصالح المشتركة بين كلا البلدين بل العودة أفريقيا من خلال السودان التى ينتظرها مستقبل أفضل بعد اﻻكتشافات البترولية التى ضاعفت من مخزونها اﻻستراتيجى وﻻبد من الوصول إلى صيغة عادلة فى تلك العلاقات تؤدى للقضاء على اى مصادر من شأنها تعميق الخلافات لأن مصر والسودان كيان واحد وعلينا واجب مساندة السودان وكل الدول اﻻفريقية فى المحافل الدولية واعتماد سياسات لتفعيل ذلك.

وأقول ان العودة للقارة تستلزم جهدا كبيرا ﻷن المصالح المصرية تفرض ذلك مع التأكيد على ان الندية والتكافؤ في تلك العلاقات حتى نعود كما كنا فى الماضى ... أما مصر والسودان فلابد من البناء على لغة المصالح والشراكة حتى نصل الى الوحدة التى كانت ومازالت حلما لكلا البلدين.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط