الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصر من بقايا الوطن إلى الوطن الباقي


في المراحل الانتقالية من تاريخ الأوطان والتي تعقب الثورات والتغيرات السياسية الكبيرة وإسقاط المخططات التآمرية تسود بيئة تعاني من الفوضى الفكرية والاختلالات القيمية، والتي تجعل البعض إما متأرجح المفاهيم أو متلون كالحرباء ليلائم كل عصر وليأكل علي كل الموائد.

وبلا شك أن تلك البيئة من الفوضى الفكرية تتغذي وتنتعش مع وجود إعلام موجه سيده المال يجنح به لأقصى اليمين أو أقصى اليسار وفقًا للأهواء. كما تفرز هذه البيئة وجوهًا بل أقنعة كثيرة تحيط بنا ننخدع بها ونصدقها بل ونقتدي بها، فتجد فنا هابطا وإعلاما مبتذلا وهدما لكل شيء قيمي أو أخلاقي أو ديني.

لقد مرت بمصر ولازالت تمر بتلك الحقبة من الفوضى الفكرية والتي طالما تفاجئك بمن كنت تظنه وطنيا يقاتل من أجل ألا يقوم الوطن، ومن كنت تظنه صاحب المبادئ يبيع مبادئه لمن يدفع أكثر ..... إلي آخره.

ولعل تغير المواقف ينشأ حين تتضاءل المنطقة الرمادية وتتساقط الأقنعة عن وجوه كثيرة فتظهر حقيقة كل شخص كيف يعبث ولمن يعبث؟

وبلاشك أن تلك المواقف المتغيرة عادة ما تؤكد أنه لا ثوابت في عالم السياسة، ففي السياسة كما يقول ونستون تشرشل والذي شغل منصب رئيس وزراء بريطانيا خلال الحرب العالمية الثانية أنه" ليس هناك عدو دائم او صديق دائم ولكن هناك مصالح دائمة " ، ولكن في نظري يظل الثابت الوحيد هو الوطن ومن يدعم الوطن ومن يريد هدمه فتلك هي الحقيقة المجردة التي لا تقبل التأويل ولا تتغير، بل وتظل الثابت الوحيد في عالم السياسة فيموت السياسي ويظل ما فعله وما صنعه لوطنه شاهدًا عليه والتاريخ لن يرحم أحدا.

ولعل الفترة التي تشهدها مصر الآن في نظري هي الفترة التي سيحدث فيها فارقًا كبيرًا في تاريخها بل إن مصر فيها ستسطر التاريخ، وقد يتساءل سائل .. إلي هذا الحد، وأعود وأؤكد ما قلت ولدي ما أنطلق منه نحو هذه القناعة الفكرية، فداخليًا مصر تبني نهضتها، وتعيد بناء أجيال أضاعها الفكر الظلامي المستورد، أما خارجيًا فتمارس الدور الأكبر فمصر تخوض حربا علي الإرهاب نيابة عن العالم أجمع، مصر تقاتل لسيادة السلام الإنساني، مصر تعيد للإسلام مكانته في العالم بعد أن أساء له الظلاميون والتكفيريون.

وفي مرحلة البناء يكون الفرز الحقيقي لمن هو وطني يلتف حول الوطن ومن يسعي للهدم، وإذا كان البناء يتم والدولة في حالة حرب، فوقت الحروب لا توجد معارضه بل يوجد خونة، فإما أن نصبح على قلب رجل واحد أو فلنذهب إلي الجحيم جميعًا، فالكل متربص لنا ومخططات التقسيم و التفتيت للشرق الأوسط ليست أكذوبة أو خدعة، ومخططات الفتنة أيضًا ليست أكذوبة، والحلم الصهيوني من النيل للفرات ليس أكذوبة، والحرب علي الإسلام ليست وهما، وخلق الصراعات الإقليمية ليس من باب الصدفة.

أفيقوا يا من تدعون أنفسكم نشطاء واعلموا أنكم أداة يعبث بها من يشاء ويحركها من يشاء كعرائس الماريونيت، عودوا جنودًا وبناة لهذا الوطن، ولتعلموا أن مصر قادمة لتفرض حضارتها علي العالم ومن لا يصدق فليقرأ التاريخ وليبحث عن الغزاة أين هم الآن ..؟

وسيجد الإجابة في التاريخ ليعلم ويتأكد أن مصر تمرض لكنها لا تموت بل وتتعافي سريعًا شاء من شاء وأبى من أبى .. وتحيا مصر.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط