ريمون ميشيل يكتب: لغات الحب

ماهى لغات الحب؟ ولماذا يجب علينا أن نتعلمها ونعمل بها؟ هذا هو ما قد أخبرنا به الدكتور جاري تشابمان والذي يعمل كإستشارى فى مجال العلاقات الزوجيه والمشوره الأسريه لحوالى أربعون عامًا،

قام بتأليف كتاب لتلخيص خبرته خلال تلك المده كمرجع إرشادى لكي يدوم الحب ويستمر لسنين العمر، وهو كتاب لغات الحب الخمس. سوف أقدم إليكم أهم أفكار هذا الكتاب فى نقاط لكى نصل فى علاقاتنا إلي أقصي درجات الحب.

للحب لغات يتحدث بها مثلما نتحدث بعضنا لبعض، وقد حصرها الدكتور جاري تشابمان فى خمس لغات وتلك اللغات الخمس جميعها متواجده بداخلنا ولكن بنسب متفاوته، فلكل منا لغته الخاصه الذي يتسم بها.

تخيل معي أن شخصا عربيا قد سافر إلي بلد أجنبي وتحدث معهم بالعربيه، فلم يفهمه أحد فإتهمهم جميعًا بالغباء، كيف لا يستطيع أحدهم فهمي بالرغم من تحدثي للغه العربيه بطلاقه. فلنطبق ذلك المثل على العلاقات الإنسانيه، فعندما تتعامل مع من تحب بلغتك أنت فربما ستفشل فى أن تكسب محبته لك. فهيا بنا لنتعرف علي تلك اللغات الخمس.

اللغه الأولي: "كلمات التشجيع" : هناك عين تسمي العين الناقده، وهناك أيضًا لسان ناقد لا يسلم أحد منه، تجده غير مدقق أو فاحص لكلامه قبل أن ينطق به، هذه النوعيه تحتاج إلي حب وإتضاع أكثر. من السهل أن تكتسب محبة الطرف الآخر إذا قمت بتشجيعه بإخلاص، فهناك أشخاص لا يشعر أحد بتعبها ولا تحصل على التقدير الكافي من الاخرين، لأننا أصبحنا مصابين بجفاف فى المشاعر. إسعى أن تكون اللسان المشجع والمقدر لقيمة مجهود وتعب الأخرين، وتذكر دائمًا ان رابح النفوس حكيم.

اللغه الثانيه: "لغة الهديه" : بالبحث فى معنى الهديه فى القاموس الجامع وجدت بإنه شيء يقدمه شخص لآخر إكرامًا له وحبًا فيه. هناك أشخاص لا تهتم بلغة الهديه وتكتفي فقط بكلمات التشجيع متوقعه نجاحها السحرى. عليك أن تتذكر إن لكل منا لغه خاصه وقد تكون تلك اللغه هى الخاصه بحبيبك، ولكي تكتسب محبته يجب أن تفهم لغته الخاصه وتتعامل معه بها.

اللغه الثالثه: "تكريس وقت" : أحيانًا قد نتحدث مع شخص ما ونجده يفكر فى أكثر من أمر فى آن واحد فتجده مشتت الفكر هنا وهناك، يقول لك أكمل حديثك وعقله غير منتبه لكلامك على الإطلاق، هناك أشخاص تستطيع أن تميز هذا فإصغ منتبهًا وإمنح لشريكك وقتًا خاصا له هو فقط حتى لا تفقد حبه لك مستقبلًا.

اللغه الرابعه: "أعمال الخدمه" : هناك الكثير ممن يجدون راحتهم وسعادتهم فى خدمة الأخرين فى الخفاء، وهناك آخرون يشعرون بالبهجه عند القيام بخدمه ثم كتابه بوست على الفيس بوك ليفتخروا فيه بأعمالهم العظيمه، غير مدركين إنهم بذلك قد يصيبوا الآخرين بشيء يسمي "الأذى النفسي" فلا تقع فخ وفريسه للأنا والتظاهر، فعندما تقرر أن تقدم خدمه لشخص ما فلتقدمها بمحبه لتحظى بثمرها الصالح فى حياتك، ولتكن خدمتك بلا رياء وتفاخر حتى لا تفقد معناها، وتذكر إن أعمال خدمه لشخص ما قد تكون هي لغته الخاصه فى الحب.

اللغه الخامسه: " التلامس الجسدي" : أو بلغتها الدارجه (الطبطبه) وهذه اللغه إستعمالها فى حياتنا ضعيف بعض الشيء بالرغم من تأثير عملها القوى. أحيانًا قد لا يحتاج الآخر الا إلي تلك اللغه فقط، فالتلامس الجسدي يرسل ذبذبات كهرومغناطيسيه للطرف الآخر تشعره بالموده والراحه.

عليك بإكتشاف لغة من تحب لكي تعيش معه سعيدًا، فمخزون الحب بداخلنا كخزان الوقود المتواجد بالسياره يجب أن يكون ممتلئا بإستمرار لكي تتحرك السياره إلي الأمام، فلا تفترض إنك ستملأ خزان الحب لشخص ما مره واحده فقط متوقعا بذلك إنه سيظل ممتلئا للأبد، فماذا سيحدث حينها؟! ستتوقف السياره إلي أن تتعلم الدرس.