يلّا نهرب

"في علاقتي مع الآخرين جزء طفيف مني يتوسل المواصلة ، جزء هائل مني يرغب في الهروب. "

لقد اعتدنا الهروب من الواقع المؤلم، فلكل منا أسلوبه الخاص في التعامل مع حياته الشخصية؛ ولكل منا أساليب هروبه الخاصة :

1-السفر ..أو الهجرة من مدينة إلى أخرى ، أو من دولة إلى أخرى ، وده بيكون هروب من الواقع والوضع اللي عايش فيه ، وحياتك بكل اللي انت شايفه وحش فيها ، أو هروب من تصرفات وأفعال حصلت ، وقد تترك كل شيء خلفك ، حتى لا تتذكر ماضيك ، وقد لا تعود إلى بلدك أو دولتك ، تسافر لتنسى واقعك ، وما حصل منه وعليه .

2- الخمر والمخدرات: من أهم الأسباب التي تؤدي إلى تعاطي الخمر والمخدرات هو الهروب من الواقع، فيظن من يريد أن يهرب من واقعه أنه سوف ينسيه ما هو فيه، وتحل مشكلاته حتى لو كام ساعة هو عايز وعارف إنها حل مؤقت .. بس المشكلة انها حتخلق مشكلة التعود ثم الإدمان.

3- النوم أرخص وأسهل وأسرع طريقة لتحقيق الأحلام ، يلجأ إليها كل منا هربًا من حالته التي تسيطر عليه، أو من حالة خوف أصابته، أو من حالة مرضية، سواء نفسية أو عضوية ، وقد يكون النوم في هذه الحالة ليس في الوقت الطبيعي له ، بل في وقت غير ذلك ، ويكون في أي مكان وعلى أي حال.

الأساليب كتير وممكن اكتب كتاب عنها لوحدها .. عشان الطرق مبتخلصش ومش حتخلص .. كثير منا عند ذكر لفظ "الهروب" أول حاجة بتيجي في دماغه : الجبن والخوف.

جربت تشوف الهروب بمعني غير الجبن والخوف ؟
الهروب بمنظور الرغبة فى الوصول إلى عالم اكثر طمأنينة من عالمنا ذاك أو الواقع في العموم …

دي مش دعوة للهروب ولا لتحليل أسبابه و لكن بعرض فكرة ممكن تكون اتعودت تشوفها بشكل معين وهي ليها "خرم " تاني ممكن تشوف منه حاجة جديدة ..

يمكن أنا عرضت فوق أساليب هروب كلها سلبية أو بتأذي صاحبها على المدى البعيد..بس اللي هعرضه دلوقتي عليكم هي اساليب حتخليك تقول معايا "يلا نهرب "..أو حتوريك أن مهما حاولت تهرب من الواقع هروبك مؤقت.
في ناس كتير واقعهم بـينقصه سعادة فبيهربوا لعالم كله حاجات تفرح .. من أول اكلة حلوة ..قعدة حلوة ..شخص بيقول كلام حلو ..

آخرون ينقصهم الأمان والاطمئنان فيهربون إلى عالم كله أمن وسلام وطمأنينة..بيحاولوا يطمنوا كل اللي حواليهم حتي لو جواهم خوف مسيطر علي أفكارهم .. لأنهم مقتنعين إن نقص الأمان ده حيخليهم مش خايفين من الخوف.. فبيخلقوا كل الطرق بتعزز و بتنشر فكرة الأمان حتي يصبح واقع ملموس ..

آخرون بـينقصهم الحنان فيهربون إلى عالم يغمره الحنان والعطف.. فيجدوا أنفسهم عايشين بمبدأ "فاقد الشيء أكتر واحد بيعطيه" لأنه ببساطة داق الحرمان منه .. و دول حتلاقي علاقتهم مع أي حد كلها حنية و بيدوها بلا حدود.. هربا من واقع يفتقد الحنية الذين يفتقدونها ..

آخرون ينقصهم الامل والتفاؤل وكأن واقعهم يخيم عليه نوعا من التشاؤم فلا يجدون سوى الهروب إلى عالم ينبع منه الاول ليجعل المستحيل ممكنا.

آخرون واقعهم مليء بالمشاكل والمسئوليات فيهربون إلى عالم خالي من كافة المشاكل والمسئوليات ...حتلاقيهم دايما بيعملوا حاجة بيحبوها بيغنوا بيمثلوا بيرسموا بيلعبوا PlayStation و بيحبوا الخروج وده بيكرس تفكيره في الحاجات دي علي قد ما يقدر.

لو خدت بالك حتلاقي أن الهروب هنا يعنى رفض للواقع نظرا لنقصه والعيش فى عالم خيالى نظرا لكماله.

ومن هنا يبدأ الهروب من الواقع..

السؤال بقي .. لما بنختار نهرب بالسفر, الخمرة , المخدرات , النوم , الارتباط العاطفي , الانتحار , ممارسة الجنس, الخروج , الضحك والهزار ,اللعب , الاستغراق في العمل, الرياضة وأي وسيلة تانية.. الهروب ده بيدوم ؟ بيحل ؟ بيغير ظروف ؟ ولا كله غلوشه علي المفقود ؟
الإجابة عندك أنت بس .