الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

زين ربيع شحاتة يكتب : السلطة لا تُبلى مشاعر الإبداع بسوء الظن

صدى البلد

منذ إعلان المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام عن تشكيل لجنة درامية تتولى هيكلة ومراقبة المحتوى الدرامى، وتعددت التفسيرات وردود فعل الوسط الفنى وذهب البعض إلى أن هذه اللجنة سلطة رقابية تستهدف اغتيال الإبداع فى مهـده، وقد غذى هذا الاتجاه بعض التصريحات التى تؤكد أن الهدف من اللجنة مواجهة إنحراف بعض الأعمال الدرامية عن الأهداف الوطنية والاجتماعية، ولكن إذا ما نظرنا إلى هذه اللجنة على أنها سلطة تستشعر الخطر فى زمن حروب متعددة الأوجه والأهداف لذلك تسعى إلى استعادة قوتها الناعمة، لا سلطة تُبلى مشاعر الإبداع الوطنى بسوء الظن. 

فحجم الأموال التى تضخ سنويًا فى إنتاج الأعمال الدرامية تفرض على الدولة ضرورة توجيهها والاستفادة منها فى إغاثة ثقافية وفكرية للشعب المصرى العاشق للفن، فمشاهد البلطجة والانحراف الأخلاقى التى يجسدها بعض النجوم على الشاشة الدرامية يجب أن تتوارى خلف وطنية وتضحيات شهداء الوطن، فنحن فى حاجة إلى المشاهد التى ترفع من مستوى الوعى القومى وتمنح المشاهد الحد الأدنى من الثقافة السياسية التى تساعده على مواجهة رعاه الفكر المتطرف وغيرها من الحروب الأجيال، ولنا أن تذكر القوى الناعمة وأثرها ومثال ذلك الدراما التركية التى غزت الأسواق الخليجية والعربية والتى كانت سبب فى ارتفاع معدلات السياحة العربية لتركيا، بالإضافة إلى العديد من المكاسب السياسية والاقتصادية داخل دول الخليج قبل أن يظهر الوجه الآخر والنوايا الخبيثة. 

وبالنظر إلى الأسباب التى استدعت تواجد مثل هذه اللجان سنجد فى مقدمتها ضعف الإعلام الرسمى الذى يمتلك بنية أساسية ضخمة من منشآت وقنوات ولكنها من الداخل خاوية الوفاض الفكرى فلا يوجد بها محتوى يتناسب وطبيعة المرحلة الراهنة، فكما هو معروف أن الفكر النمطى المتكرر لا يضمن البقاء ولا يؤهل للصعود إلى المستويات الأعلى، هذا بالإضافة إلى إختفاء القطاع العام من المشهد الإنتاجى، وفى الوقت الذى تحاول هذه اللجنة بعث الروح لقوة مصر الناعمة المفقودة لعقود، نجد أن هناك مؤسسات رسمية تلمست طريقها وانطلقت بالفعل حتى قبل ترسم فيه اللجنة ملامحها نجد على مسرح البالون الفنان محمد عبد الحافظ بأدائه الراقى وملامحه المصرية المصبوغة بتاريخه الدرامى الحافل يجسد شخصية عالم أزهرى هارب من مطاردة الاحتلال فى مشهد أقل ما يقال عنه ان جمع بين الخبرة والتميز والتألق. 

ليذكر الجمهور المتابع بقوة مصر الناعمة ليس بقوة الحكاية ومشاهد الوحدة الوطنية والانتماء للوطن والنيل فحسب بل لقوة الفنان المصرى الذى استطاع أن يروى بذور حب الوطن فى الجمهور ويرويها بدموع استحضرها فى عيونهم بعد أن اندمجوا معه على خشبة المسرح ليتناسي الجمهور أنه أمام مشاهد تمثيلي نسجه خيال مؤلف محترف وجسده فنان بارع بل جذب عبد الحافظ الجمهور إلى جواره فى حب الوطن، وعلى بعد كيلو مترات نجد الفنان ناصر سيف ونخبة من النجوم على المسرح القومى للأطفال ومسرحية "عبور وانتصار" تروى حكاية حرب أكتوبر والتلاحم بين الشعب وجيشه فى ملحمة فنية من حقها أن تدخل كل بيت فى مصر لاستعادة الروح القتالية لشعب يواجه جيشه حرب بقاء للحفاظ على الوطن ومقدراته، وخلاصة القول إن اللجنة الدرامية يجب أن تكون واضحة الأهداف والملامح وأن تعمل على عودة الروح لقوة مصر الناعمة.