الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إثيوبيا.. قراءة من الداخل


"اعتقد أن تقديم استقالتى كان ضروريا للوصول إلى إصلاحات تؤدى إلى الديمقراطية وتحقيق السلام" هكذا قال هايلى ماريام ديسالين رئيس الوزراء الإثيوبى فى تصريحات مباشرة عن سير الأحداث في إثيوبيا، وعلى الرغم من شعبيته الجارفة التى ورثها من ميلس زيناوى رئيس الوزراء الإثيوبى الذى رحل عن عالمنا تاركا أفكاره التى كانت نفس أفكار ديسالين، وخاصة السياسات التى تدعم التوجهات الغربية للنظام وكذلك العلاقات فى المحيط الإقليمى والدولى وخصوصا فى موضوع سد النهضة فى ظل رؤية ترى أن سد النهضة هو سبيل الوصول إلى التنمية والرفاهية للشعب الإثيوبي.

وجاءت المظاهرات الأخيرة فى إثيوبيا لتعكس حالة من عدم اﻻستقرار ونحن هنا نتحدث بشكل وصفى للأحداث دونما التدخل فى الشأن الإثيوبى الذى سيؤدى بنا لمحاولة التحليل السياسى لمعرفة طبيعة ما يحدث فى ظل ترابط المصالح المشتركة بين مصر وإثيوبيا وخاصة فى البعد المائى الذى كان ومازال يحمل أهمية مصيرية لنا ....

ومعظم ماتم تناوله وما وصل إلينا من وسائل الإعلام يعكس حالة من عدم الرضا عن النظام الإثيوبى فى ظل حكم جبهة تحرير تيجراى التى تعتبر أقلية إذا ما قورنت بباقى اﻻثنيات التى تمثل وتعكس حالة التنوع اﻻثنى فى إثيوبيا شأن معظم دول القارة ويعتمد النظام على الشكل الفيدرالى في الحكم حيث يوجد لدى إثيوبيا 9 أقاليم لكل إقليم برلمانه وتعتبر الجماعة الغالبة هناك هى الأورومو وتمثل أكثر من 50% من مجموع السكان وعلى الرغم من ذلك فإن من يحكم هم الإقلية وأقصد هنا جماعة اﻻمهرا.

وتحمل المظاهرات ضد السلطة الحاكمة فى أديس أبابا مطالب من بينها التوزيع العادل للسلطة والثروة واﻻعتراض على سياسات التهميش ورفض العنف والقتل وسياسات النظام التى أدت إلى المزيد من عدم اﻻستقرار خاصة فى ظل موارد محدودة وانتشار الفقر على نطاق واسع واﻻنكشاف والتبعية للخارج وعدم القدرة على تحقيق التنمية حتى مع مشروع سد النهضة الذى أدى إلى ازدياد عدد النازحين نتيجة عمليات البناء وعدم الحصول على تعويضات مناسبة.

نحن هنا أمام حالة داخلية خالصة ليس كالماضى الذى خاضت فيه إثيوبيا حروبا مع دول الجوار أساسها صراع على الموارد أهمها مع الصومال فى تسعينيات القرن الماضى لذلك فإن مايحدث له تداعيات قد تتغير معها العديد من التوجهات وخاصة أن إثيوبيا تمثل رمانة الميزان للقوى الدولية فى القرن الإفريقى ....

أما عن الموقف المصرى فقد تم الإعلان عنه فى أكثر من مناسبة أﻻ وهو التأكيد على حق إثيوبيا فى التنمية وتأييد كل الجهود التى تدعم ذلك والتأكيد على أن ما يحدث فى إثيوبيا أمر داخلى مع تقديم كل السياسات التى تدعم تحقيق المصالح المشتركة واحترام اﻻتفاقات السابقة..

أما عن السيناريوهات المستقبلية فإنها تسير نحو التغيير لتصبح الديمقراطية هى سبيل الحكم وهذا يعنى التمثيل العادل لكل الشعوب الإثيوبية فى الحكم وبالتالى فإن الجماعات التى لها ثقل عددى ستحكم وأقصد هنا اﻻورومو ..وقد يعود ديسالين بحزمة من الإصلاحات تضمن بقاءه فى السلطة حتى إشعار آخر وخاصة فى مجال توزيع الأدوار وصوﻻ إلى السلام والتنمية معا.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط