الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حسن الدالى يكتب : هل يمكن لجنوب سيناء أن تكون سنغافورة الشرق الأوسط ؟

صدى البلد

للإجابة عن هذا السؤال إجابة دقيقة يجب إجراء مقارنة لإمكانيات و مواصفات كل منهما ، فالاقتصاد و تنمية المجتمع ينبيان على المعلومات و الحقائق ، وخصوصا بقرب ذكرى العيد القومي لمحافظة جنوب سيناء في 19 مارس من كل عام ، بمناسبة ذكرى رفع العلم المصري على طابا عام 1989 .

الطور قد تكون سنغافورة !

جنوب سيناء تبلغ مساحتها الكلية 31272 كم2 ، تعادل نحو3.1% من مساحة الجمهورية ، كثافة السكان 7000- كم2 ، يقدر عدد السكان بنحو (169822) نسمة ، منهم (11839) من الذكور بنسبة 65.3% من الذكور ، و عدد (58983) من الإناث بنسبة حوالي 34.7% (يناير 2016).

موزعين على 9 مدن كل مدينة تعتبر مركزا اقتصاديا بحد ذاته ، وعاصمتها الطور ( طور سيناء ) المدينة الساحلية لوقوعها بين خليجي العقبة و السويس ، و يرجع تاريخها إلى أقدم العصور و شهدت العديد من أشكال التطور مدى العصور المختلفة و يدل ذلك الآثار الموجودة في قرية الوادي و التي يرجح أنها ترجع إلى العصر الفرعوني .

بينما دولة سنغافورة بمساحة 719.9 كم2 بعدد سكان 5.4 مليون نسمة بكثافة سكانية 315 كم2، وعاصمتها مدينة سنغافورة هي إحدى المدن السنغافورية وتعتبر عاصمتها الإداريّة، وتقع جغرافيًّا في الجهة الجنوبيّة من جمهوريّة سنغافورة، وتحديدًا على الساحل الجنوبيّ منها، وتبلغ مساحة أراضيها 518 كم2،

تأسست سنغافورة عام 1819 و لم تتوقف عجلات التطور و التنمية البشرية ليصبح معدل البطالة في “سنغافورة” من أشد معدلات البطالة انخفاضا ويبلغ 2% فقط , فالجميع يعمل في “سنغافورة”

سنغافورة مدينة عالمية تلعب دورات مهما في الاقتصاد العالمي و رابع أهم مركز مائي في العالم ، و من أهم المواني التجارية في جنوب شرق أسيا لوقوعها على خطوط الملاحة بين حوض البحر المتوسط و غرب أوروبا من جهة و بين الشرق الأقصى من جهة أخرى، طول سواحلها 180 كم2 .

تعتمد سنغافورة في اقتصاديا على الصناعات التحويلية و التجارية و معدات حفر أبار النفط و تصنيع المواد الغذائية و المشروبات و أصلاح السفن .

وفي عام 2013 بلغ الناتج القومي لسنغافورة 300 مليار دولار لدولة تبلغ عدد سكانها 5.4 مليون نسمة

تعتبر سنغافورة بلدا فقيرا جدًا من حيث الموارد الطبيعية حتى إنها تستورد الرمال لتبني بها منازله ، ولكنها اعتمدت على الاستثمار في مجال التنمية البشرية من خلال البعثات العلمية لتطوير المستوى الإنساني و الصناعي و نستطيع الاستفادة من هذا الجانب عن طريق تبادل المعرفة مع الجانب السنغافوري حيث يمتلك الخبرات المسبقة في العديد من المجالات المعرفية ، و ذلك بمساعدة الخبرات المصرية - التي تستطيع معرفة خصائص الموقع الجغرافي المصري و خاصة جنوب سيناء- لتكييف خبرات الدولة الأخرى للاستفادة القصوى من اختلاف الموقع لتحقيق التنافسية المشروعة بهدف التطوير و ليس فقط التقليد.

وقد تفضل السيد طارق قابيل وزير التجارة و الصناعة عقب زيارته لسنغافورة بالتنويه بأن مصر تستهدف الاستفادة من التجربة السنغافورية في مجال إنشاء المناطق الصناعية المتكامل، و ذلك عقب لقاؤه و جلاس فو رئيس إتحاد الصناعات السنغافوري .

المعلوماتية (عن جنوب سيناء) :

وهي تعني توفير المعلومات بسهولة و يسر عن جنوب سيناء من إمكانيات سياحية و صناعية و تجارية و تصديرية و ثقافية و جغرافية ، فالمعلومات الدقيق تعتبر من المقومات للتسويق، و أن أبرزنا إمكانياتها بصورة و واضحة و سهلة نرى أننا نمتلك إمكانيات جبارة ، لا تتوفر لغيرنا و لو 25% منها .

بالإضافة إلى معلومات عن حركة التطور و المشروعات المنتهية أو الجاري تنفيذها ، في كل القطاعات و أهمها التعليم و التنمية البشرية.

مشروعات التنمية الثقافية والتعليمية: حيث يبلغ إجمالي عدد المدارس بالمحافظة 267 مدرسة،و مشروع جامعة العريش / جامعة الملك سلمان وتضم محافظة جنوب سيناء ثماني بيوت وقصور للثقافة، و(12) مكتبة عامة، كما تضم خمسة دور عرض للأفلام السينمائية ، ودارين للعرض المسرحي، بالإضافة إلى متحفين للآثار، هما متحف طابا ومتحف شرم الشيخ.

وقطاع الشباب والرياضة:تضم محافظة جنوب سيناء (24) مركزًا للشباب ، وتسعة نوادي رياضية، بالإضافة إلى إستاد الطور الرياضي و في مجال النهوض بالمرأة : منذ عام 1986 تَبَنَّى جهاز تعمير سيناء تنمية الوعي المجتمعي في سيناء، ووضع المرأة على خريطة التنمية جهاز تعمير

النشاط الزراعي و الثروة السمكية :

كانت المساحة المزروع فقط 14 فدانا رغم و فره المياه الجوفية و الأراضي سهلة الاستصلاح لأنواع مختلفة من المحاصيل تصلح لأجواء هذه المنطقة و ذات عائد مرتفع مثل الأعشاب الطبية.

ولكن في إطار التعاون بين وزارة البحث العلمي و محافظة جنوب سيناء ، تم تخصيص 100 فدان في مدينة الطور بمحافظة جنوب سيناء ، لإقامة أول مزرعة نموذجية تعتمد على تحليه مياه الآبار ، لتحقيق الاكتفاء الذاتي للمحافظة من الإنتاج الزراعي و تصدير الفائض ، وذلك بتمويل من وزارة البحث العلمي قدره 10 ملايين جنيه .

كما يساعد استصلاح الأراضي بزيادة الثروة السمكية ، حيث تستخدم مياه تربية الأسماك في تخصيب الأراضي الزراعية بالإضافة للثروة السمكية الطبيعية الناتجة عن التواجد بين خليجين بطول سواحلها خليج العقبة و خليج السويس.

بالإضافة إلي تأسيس كلية متخصصة للاستزراع البحري :

من المقرر أن يتم تحويل مسمى كلية الثروة السمكية إلى" كلية الاستزراع البحري والمصايد السمكية"، حيث تم الانتهاء من وضع لائحتها لخدمة بحيرة البرد ويل والمصايد والمزارع السمكية البحرية في إنتاج وتصنيع الأسماك وتصديرها عن طريق ميناء العريش البحري، وهى كلية فريدة من نوعها وتعتبر الأولى في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا .

النشاط الصناعي :- تنتج المحافظة 30% من إنتاج مصر من البترول بالإضافة إلى توافر خامات مثل المنجنيز و رمل الزجاج و الجبس و الصخور و الجرانيت .

و تعتبر مدينة ابوزنيمة من أهم القلاع الصناعية في جنوب سيناء حيث تعتبر مجمعا صناعيا بالإمكان تطويره و مصانع الفيرو منجنيز و مصانع الجبس و أستخرج الفيروز و تصنيعه .

دعنا نتصور فقط مركز ضخم لتجارة الفيروز و الأحجار الكريمة – أو اكبر مصنع سليكون في الشرق مستفيدا بالوفرة الفريدة من خامات هذه الصناعة و التي لا تتوافر إلا في مصر .

في مجال مشروعات الطرق قام الجهاز بإنشاء حوالي 3200 كيلو متر طرق رئيسية لربط المدن والقرى الرئيسية، بالنسبة لقطاع مياه الشرب والصرف الصحي، فقد تم إنشاء محطات تنمية مياه النيل وضخها لسيناء بخطوط ناقلة بطاقة 300 ألف متر مكعب/يوم، وإنشاء محطات تحليه مياه البحر بطاقة حوالي 40 ألف متر مكعب/ يوم، وإنشاء وحدات تحليه مياه الآبار بطاقة 30 ألف متر مكعب/يوم.

وفى مجال الصرف الصحي ، تم تغطية 80٪ من المدن والقرى الرئيسية بمشروعات الصرف الصحي الكامل الحديث تتضمن خطوط انحدار وروافع ومحطات معالجة وغابات شجرية.و في مجال الإسكان: تم إنشاء 7250 وحدة سكنية وبيتًا بدويًا و630 مبنى خدميًا.و في مجال الكهرباء : تم تنفيذ مشروعات شبكات جهد متوسط ومنخفض فى جميع ربوع سيناء ، مشروع بحيرات مائية في وداي الزلجة بنويبع بتكلفة 8 ملايين جنيه، و 5 قنوات صناعية و معابر بتكلفة 50 مليون جنيه.

وأعمال تدعيم وتوصيل التيار الكهربائي لمدن وقرى ومراكز وطرق محافظة جنوب سيناء بتكلفة 22 مليون

ولا ننسى مشروعات الإسكان حيث تأتي مشروعات الإسكان على رأس الأولويات فى عمل جهاز تعمير سيناء، تخدم مختلف الاحتياجات من إسكان اجتماعي أو ريفي أو بدوى .

و مشروعات البنية الأساسية في إطار النهوض بمستوى الرعاية الصحية فى محافظة جنوب سيناء، تم رفع كفاءة 3 مستشفيات وتطويرها، ومنها مستشفي طابا الذي تكلف نحو 50 مليون جنيه ، وجاري إنشاء 2 مستشفى فى المناطق النائية.

المعالم الأثرية و السياحية


جنوب سيناء من أهم المناطق السياحية في مصر و التي تتركز حاليا في المثلث الذهبي ( شرم – نويبع – ذهب ) و التي بمجهود بسيط يمكن أن يتم تحويل المدن الأخرى في جنوب سيناء إلى مناطق سياحية بأغراض مختلفة مثل السياحة دينية، ثقافية ، ترفيهية ، رياضية ، علاجية ، بيئية ، سياحة المؤتمرات و المهرجانات، سياحة السفاري .

وهى تضم دير سانت كاترين الذى يحتوى على ( المكتبة - الكنيسة الكبرى - مكتبة الأيقونات - شجرة العائلة المقدسة - كنيسة الموتى - مسجد الحاكم بأمرالله ،وأبنية الدير الأخرى)، كذلك جبل طور سيناء، وجبل سربال والذى له خمس قمم وفى وسطه دير قديم وكنيسة ومغارات للنساك، وجبال الفيروز الشهيرة ، وحمام فرعون، وحمام موسى، ووادى المغارة، ومعبد سرابيت الخادم، وخليج نعمة، وجزيرة فرعون، وجزيرة تيران، وخليج القرش، ودير السبع بنات.

و العديد من المحميات الطبيعية: محمية رأس محمد - محمية سانت كاترين - محمية نبق - محمية أبو جالوم - محمية طابا

تعد محافظة جنوب سيناء من أجمل المناطق السياحية وأروعها في مصر ، فقد وهبها الله الطبيعة الساحرة ما بين الجبال والسهول والوديان والشواطئ الجميلة، بالإضافة إلى مياه البحر حيث الشعاب المرجانية والأسماك النادرة والطبيعة الخلابة , وعاصمتها الطور مدينة التاريخ .

و مع توفر كل مقومات التنمية التطوير من المواد الخام و الموقع الجغرافي المميز بين خليجين والمعالم الأثرية والسياحية و المشروعات التنموية و الصناعية و الزراعية ... الخ ، بالإضافة إلي الموارد البشرية التي تعتبر من أهم العوامل في طريق التطوير.

هل نسير بخطى سنغافورة عاصمة سنغافورة والتي يبلغ عدد سكانها 5.4 مليون نسمة بمعدل بطالة 2% فقط , فالجميع يعمل في “سنغافورة”

هل يعمل الجميع هنا ،هل تصبح الطور عاصمة جنوب سيناء سنغافورة الشرق، نعم ! نستطيع باستغلال أهم مقومات التطور وهي الاستثمار على الجانب الإنساني و الاستفادة من التجربة السنغافورية .

إذا توافرت الموارد البشرية المدربة نستطيع استغلال باقي المقومات لنسير على خطى التطور .