الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

شاهد .. مسجد القاضي يحيى .. من التاريخ والحضارة إلى الاندثار وسط الباعة

صدى البلد

في زحام شارع الأزهر، وبين الباعة الجائلين والمارة ترتفع مئذنة مسجد القاضي يحيى في السماء، حيث يمر الكثير أمامه ويضع الباعة بضائعهم على أسواره، غير مبالين بقيمته التاريخية والأثرية.

وقد شيده الأمير زين الدين يحيى، وعرف فيما بعد باسم مسجد القاضي يحيى، حيث يقع المسجد بين تلاقي شارع بورسعيد حاليا "بين النهدين سابقا" في شارع الأزهر أنشأه الأمير زين الدين يحيى عام 1444 م، وكان من كبار موظفي دولة المماليك الشراكسة ، ثم قام السلطان قايتباي بمصادره أملاكه وحبسه إلى أن توفى سنة 1469م، و يوجد للأمير زين الدين يحيى عمائر كثيرة منها مسجدان الأول يوجد في منطقة الحبانية، والآخر يوجد في بولاق وكل منهما موجود حتى الآن.

ويقال إن سبب تسمية المسجد بالقاضي يحيي، رغم أنه لم يكن قاضيا أن المسجد في إحدي المراحل التاريخية كان يوجد به قاض شرعي يحكم بين الناس فمزج الناس الاسمين، كما عرف أيضا المسجد بين العامة باسم مسجد الشيخ فرج نسبة إلي أحد أولياء الله والمدفون في المسجد وهو الشيخ فرج السطوحي.

وعلى الرغم من التصميم الأصيل للمسجد إلا أنه يعاني الإهمال وكاد يندثر بين بضائع التجار الذين حولوا بوابته و أسواره إلى مكان لعرض منتجاتهم، فضلا عن الاهمال الذي ضرب ساحة المسجد.

وعلى الرغم من المساحة الواسعة للمسجد، إلا أنه خصصت مساحة لا تتعدى ثلاثين مترا لمصلى السيدات ، تحجبه ستائر بالية، و سجاد في حالة يرثى لها، تنفر منها النساء ومنهم من يقضي صلاته بالمسجد على مضدد.

ويطل مدخل المسجد على شارع بورسعيد، ويؤدى إلى دركاة صغيرة سقفها منقوش بدقة برسومات مذهبة تؤدي إلى طرقة توصل إلى صحن ، تعتبر النقوش الموجودة في سقف الصحن أو أسقف الإيوانات بهذا المسجد من أجمل النقوش التي نشاهدها في المساجد المملوكية ويجاور المحراب منبر من الخشب المجمع على هيئة أشكال هندسية.

وللمسجد وجهة شرقية تنتهي من الجهة البحرية بمدخل المسجد الذي تغطية طاقية مقرنصة، ويحلى صدره بتلابيس رخامية وكتب على جانبية آية قرآنية تنتهى بتاريخ الإنشاء سنة 848هـ. وتقع المئذنة على يسار المدخل وتمتاز برشاقتها وتناسب أجزائها، وهي مكونة من ثلاث طبقات حليت الوسطى منها بتلابيس رخامية على شكل رءوس أسهم.