الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رحلتي في بلاط صاحبة الجلالة "3-10"


"يا عم ده كلام جرايد" .. هذه العبارة تعبر عن حال الصحافة فى الوقت الحالى وخلال نصف قرن مضى , حيث إن المواطن المتلقى أصبح لا يثق فى الصحف بالشكل المطلوب , وإنما يتعامل مع الصحف والخبر الصحفى من باب التسلية , وأحيانا من باب التعرف على فكر وآراء المعارضين والمتفقين وما يريدون أن يبثوه فى عقول العامة، ولا أحد ينكر أن هناك تحولا ملحوظا فى عالم الصحافة يجعلها تتراجع أحيانا وتنهار أحيانا ويظهر مكانها ما يعبر عن الواقع الأليم الذى نعيشه, لدرجة أن عرش الصحافة ينهار ولا يجد من يرممه.

وما يظهر من مواقع إلكترونية إخبارية على شبكة المعلومات الدولية لا يعوض بأي حال من الأحوال تراجع الإنتاج الورقى للصحف وخاصة أن معظم الذين يتخذون من الصحف بابا لدخول عالم الثقافة لا يستطيعون التعامل مع الألواح الإلكترونية وبالتالى فإن المستوى الثقافى يتراجع بشكل عام بعدما أصبحت المعلومة لا تتعدى كونها " تيك أواى " مشبعة ولكن ليس لها أى فائدة.

وإذا عرضنا الواقع الذى تعيشه كثير من الصحف فى العالم العربى بشكل عام وفى مصر بشكل خاص سنجد أن كثيرا من الصحف القومية لا تؤدى الدور المرسوم والحقيقى لها , وستجد الصحف الحزبية فى حرب دائمة بينها وبين الحكومة تارة , وتارة أخرى مع الأحزاب الباقية , فاتخذت كثير من الصحف الحزبية طريق المعارضة الدائم والذى تسير فيه من أجل المعارضة فقط وليس من أجل الدفاع عن قضية ولا حل مشكلة قائمة , ولا الوقوف مع الدولة ومؤسساتها , وإذا تعمقنا أكثر فى عالم الصحف سنشعر بالألم حينما نصل للصحف المستقلة التى تؤسس على مبدأ الدفاع عن بعض رجال الأعمال الذين يتخذون من الصحيفة بوقا للدفاع عن مصالحهم المشروعة أو غير المشروعة , ومن هنا نخرج بمبدأ المصلحة الغالبة على المصالحة المجتمعية، فمصلحة الأفراد والحكومات والمؤسسات الخاصة غُلبت على المصالحة مع الشعب وكيفية الارتقاء بفكره من خلال توصيل معلومات ومعطيات صحيحة تؤهله للتفكير الصحيح أو على الأقل امتلاك المعلومة الصحيحة .

وإذا تتبعنا النتائج السلبية سنجد ان الإعلام بشكل عام والصحافة بشكل خاص تحاول اختيار الموضوعات المثيرة ليتعمد الإعلام خلخلة المجتمع وإثارة الجدل والمشكلات بعكس ما هو منشود منه من تكوين رأى عام ووعى لدى العامة , لأن التفكير الذى يطرح على العامة فى بعض الصحف هو تفكير سطحى ويناشد الغرائز, كما أن كثيرا من الصحف تتجه حاليا من مبدأ الكتابة الجادة إلى الكتابة السطحية التى لا تسمن ولا تغنى من جوع فكرى وعقائدى.

كما أن كثيرا من الصحفيين فى مصر يرون أن أحجامهم أكبر بكثير من التعلم والتلقى والتدريب المستمر.. بمعنى أن الصحافة تحتاج الصحفى الذى يسعى لتطوير ذاته بشكل مستمر من الناحية الشخصية أو من خلال معلوماته وتلقيه للثقافة العامة , فأحيانا يظن الصحفى أنه عندما يصل الى درجة الشهرة لا يحتاج من التدريب والتطوير ولا يحتاج الى تلقي معلومات أساسية جديدة يعتمد عليها فى حياته المهنية وسرعان ما يقع فى الخطأ الذى يضره ويضر المجتمع وتكون أبرز ملامح الخطأ عنده بسبب عدم التدريب والتطوير المستمر هى العبارات المهنية والمبالغة فى النشر وتشويه الأفراد الأبرياء، ونشر صور الأشخاص والتشهير بهم.

كما أن الأخطاء اللغوية لها نصيب كبير عند معظم الصحفيين لدرجة أن هناك قسما كاملا للتصحيح فى كل الصحف , هذا القسم يواجه كوارث فيما هو مكتوب داخل الخبر الصحفى , ولا يجب أن ننكر أن الأخطاء الشائعة للصحفى المترتبة على عدم التدريب أحيانا تصل بالصحفى والصحيفة والمجتمع كله لقيم سلبية نحاربها فى الواقع ونقع فيها دون قصد بسبب عدم الخبرة الكافية, هذه القيم السلبية التى تبث بسبب الأخطاء المهنية مثل الكراهية والطائفية وتكدير الأمن العام , تأتى نتيجة للأخبار المفبركة والتسريبات والشائعات وعدم الدقة والمبالغة ونقل الأخبار والتصريحات بتصرف والقفز على الحقائق والتعميم.

يا سادة .. يجب على زملائى التدقيق في انتقاء المصادر الموثوق منها والابتعاد عن أسلوب الإسقاط والتشويه، ولا يجب قبول الصحفيين بما يملى عليهم من شخصيات أو أحزاب على حساب الرسالة الصحفية , وعدم البحث عن الفضائح لعمل موضوعات من شأنها تكدير السلم العام والاجتماعى.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط