الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جيش مصر.. رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه والشعب


جاءت العملية العسكرية الشاملة "سيناء 2018" ، لتطهير مصر من الإرهاب ، لتلهب مشاعر الالتفاف حول جيش مصر الباسل الحصن المنيع والدرع الواقي للوطن والمواطنين .. ولتبرهن للعالم أجمع أن أرض الكنانة عصية على أي مؤامرات أو فتن أو دسائس للوقيعة بين أبناء الوطن الواحد.

ومن بين أروع المشاهد التي تستوجب الانحناء أمامها إجلالًا، هؤلاء الجنود الأبطال الذين انتهت مدة خدمتهم في القوات المسلحة إلا أنهم رفضوا مغادرة أماكنهم أو مفارقة أقرانهم إلا بعد الثأر لأرواح الشهداء والعودة بالنصر.. وكان ذلك وعدًا حقًا من الله جل وعلا.

ولعله لم يكن من قبيل المصادفة العابرة أن يحتل الجيش المصري المركز الأول عربيًا والعاشر عالميًا ، وذلك وفق تصنيف موقع "Global Fire Power" حسب تقييم القوة العسكرية لدول العالم ، بل جاء نتاجًا للجهود الخارقة في تحديث الترسانة العسكرية المصرية بأحدث الأسلحة والمعدات لتكون درع حماية الوطن العربي إلى جانب رفع الكفاءة القتالية للجيش المصري على أحدث ما يكون من حيث الجاهزية والسيطرة .. وهو ما يفسر حالة التلاحم التي تغلف العلاقة بين الشعب والجيش لتسطر ملحمة أروع ما تكون من حيث الدعم والالتفاف والثقة .

"خير أجناد الأرض" .. تلك هي الصورة الذهنية المحفورة في عقل وقلب كل مصري وعربي يدرك قدر جيش مصر الباسل الذي يجسد روعة وعظمة الشعب المصري حين يتحمل مسئولية الدفاع عن الأرض والعرض ، ليس فداءً لبلده مصر فحسب ، وإنما يقدم روحه ودماءه دعمًا ومؤازرة لجميع الدول العربية قاطبة .

فمنذ نشأة الدولة المصرية الحديثة وتأسيس قواتها المسلحة الباسلة .. حمل جنودنا الأبرار على عاتقهم أمانة أن مصر هي الشقيقة الكبرى للعرب .. ولإيماننا العميق بأن الشقيقة الكبرى لا تتوانى أبدًا أو تتردد في حماية ودعم أشقائها بل وجيرانها .. خاض الجيش المصري عدة حروب دفاعًا عن حقوق الشعب الفلسطيني في أراضيه وواجه ببسالة عدوان وتآمر الاحتلال الصهيوني والدول الداعمة له سواء في أوروبا أو أمريكا كما هو الحال في حروب 1948 و1956 و1967 إضافة إلى حرب الاستنزاف الفدائية التي نجحت خلاله قواتنا المسلحة في تكبيد العدو الإسرائيلي خسائر فادحة .

حتى جاء النصر المبين في حرب العاشر من رمضان / 6 أكتوبر 1973 والذي رفع رأس العرب عاليًا أمام جيش الاحتلال الإسرائيلي وإسقاط أسطورة "الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر" .. فمنذ ذلك الحين بدأ عهد جديد قوامه التعامل بندية وتحد بعيدًا عن الإذلال والانكسار.

ولم تتوقف أدوار بطولة الجيش المصري عند حدود الأشقاء في فلسطين .. بل خاض الجيش المصري معركة بطولية حاسمة لتحرير الأراضي الكويتية من الاجتياح العراقي الذي جاء في أوائل التسعينيات من القرن الماضي.. ففي أعقاب القمة العربية الطارئة التي عقدت في القاهرة وأسفرت عن صدور قرار ضد العراق وتشكيل تحالف دولي من 34 دولة لتحرير الكويت وكانت في عداده القوات المصرية التي أرسلت 35 ألف مقاتل لم يعودوا إلى وطنهم إلا بعد تحرير آخر شبر في الأراضي الكويتية.

وإذا كان هذا حال رجال القوات المسلحة الذين لم يتوانوا في يوم من الأيام عن تقديم جميع أشكال الدعم والمساندة والمؤازرة للدول العربية .. فما بالنا بدورهم البطولي لأبناء وطنهم المفدى .. فتكتشف علاقة انخراط وتلاحم فريدة.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط

-