الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جول السيسي


تظل سيناء هي الارض التي باركها الله سبحانه وتعالى وذكرها في كتبه السماويه .. فهي الارض التي مر بها ولجأ اليها انبياء الله، فهنا مر إبراهيم وإسماعيل ويعقوب ويوسف وهنا كلم الله موسي... وهنا هربت مريم العذراء من الهلاك .. وهنا ارتوت الارض بالدماء .. وتبقي هذه الأرض مسرحا لجميع الحضارات وملتقي لكل الشعوب حتي وان كان الثمن باهظا أحيانًا ... فهنا صنعت المعجزات ولا تزال والرواية لم تنته بعد.

ويبدو أن الرواية ستطول وأن التاريخ سيعيد نفسه وسيصنع الرئيس السيسي معجزة جديدة، حتي يجيء ذلك اليوم الذي تحدث عنه الرئيس السادات في خطابه التاريخي في أكتوبر ١٩٧٣ قائلا "سوف يجيء يوم نجلس فيه لنقص ونروي،ماذا فعل كل منا في موقعه، وكيف حمل كل منا أمانته وأدى دوره، كيف خرج الأبطال من هذا الشعب وهذه الأمة في فترة حالكة ساد فيها الظلام، ليحملوا مشاعل النور، وليضيئوا الطريق، حتى تستطيع أمتهم أن تعبر الجسر ما بين اليأس والرجاء ..

إن ما يحدث في سيناء الان معجزة بكل المقاييس ففي زخم الحرب علي الإرهاب الأسود يعاد بناء سيناء بمشروعات غير مسبوقة.

فها قد أدركنا ما قاله جمال حمدان في كتابه مختارات من شخصية مصر أن الفراغ العمرانى هو وحده الذي يشجع الجشع ويدعو الأطماع الحاقدة إلى ملء الفراغ .

ونجد تأكيد حمدان يصل لحد الإجماع التام على ضرورة نقل الكثافة السكانية المكتظة فى الوادى إلى أطراف الدولة وحدودها، بما فيها وعلى رأسها سيناء. ويعود ليؤكد أن التعمير هو التمصير.

والمتأمل فيما يحدث والمتسائل لما يحدث يجدان ضالتهما فيما يفعله الرئيس السيسي الان وما عبر عنه بكلمة لم يفهمها الكثيرون او تغافلوا عن فهمها، فحين قال الرئيس السيسي "احنا جبنا جول كبير أوي يا مصريين" ظن البعض أنه يبالغ ولكن الواقع أنه لم يكن يبالغ البتة، فالمباراة غاية في التعقيد وانابيب الغاز في طريقها للتسييل لتجعل مصير إسرائيل في أيدينا، وإن كانت كامب ديفيد قيد، ما قصد منه الا أن تظل ارض الفيروز هكذا مصرية غير معمورة، إلا أن فرصة كهذه لم تكن لتمر دون أن يقتنصها الرجل ليسجل هدفا استراتيجيا فالقوات التي دخلت سيناء لن تخرج والعدو لن يستطيع أن يطلب ذلك ببساطة لأن الرجل وضعهم بين المر والأمر، فإما السماح لهم بتسييل الغاز وإعادة تصديره خاصة بعد توتر علاقاتهم مع حليفهم الخليفه الواهم، والذي صب في مصلحة مصر بل وجعلها المهيمن علي تصدير الطاقة بالمنطقة، وإما فليتبخر غاز إسرائيل في الهواء.

وبلا شك إختارت اسرائيل البديل الأول لتربح مصر من كونها مركزًا إقليميًا للطاقة بالمنطقة ببنية أساسية لا يملكها غيرنا، بل وتسجل هدفًا استرتيجيًا في شباك الخليفه الواهم وحلفائه المارقين أشباه الدول التي تحارب مصر بحظر مرور ناقلات الغاز في قناة السويس وتختار الطريق الأطول والأكثر تكلفة لا لشيء الا لمجرد التضييق علي مصر.

ولكن هيهات .. وقد يظن البعض أن هذا هو "الجول" الذي قصده الرئيس السيسي فقط، ولعلهم يدركون أن "الجول" كان أكبر بكثير حين يعلمون أن حجم الإستثمارات المقدر لها أن تضخ بسيناء حتي ٢٠٢٢ تقدر بمئتي وخمسة وسبعين مليار جنيه تم البدء فيما قدره مائة وخمسة وسبعون مليار بالفعل فالرجل يحارب الإرهاب بالإعمار.

ولعل هذا ما يقودنا لأن نعبر عن الموقف الجيوستراتيجي كله بإيجاز وتركيز فى سلسلة من المعادلات الاستراتيجية المحددة التي ذكرها جمال حمدان على النحو الآتى :
- من يسيطر على فلسطين يهدد خط دفاع سيناء الأول.
- من يسيطر على خط دفاع سيناء الأوسط يتحكم فى سيناء.
- من يسيطر على سيناء يتحكم فى خط دفاع مصر الأخير.
- من يسيطر على خط دفاع مصر الأخير يهدد الوادى.

ولعلنا بعد هذا السرد نكون قد أدركنا كلمة السيسي الأخيرة في سيناء أن الأمر برمته أمن قومي ... والسؤال هو ألا يستحق رئيسك التشجيع والإصطفاف خلفه؟

لا تردد كلمات تكون خنجرا في ظهر وطنك وتنساق حول من يريد المقاطعة فهم لا يريدون إلا زعزعة ثقة العالم في النظام المنتخب.

انزل وشارك ووجه رسالتك للعالم أجمع أنك تقف خلف مصر فوقوفنا وإصطفافنا جميعًا خلف هذا الرجل وقوف خلف مصر فنحن ندعم الرئيس السيسي لدعم مصر.. تحيا مصر.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط