الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الحدود


من الصعب أن تحافظ على الحدود في التعامل بينك وبين الآخرين في كثير من الأحيان، إذا تعاملت باحتواء وتعاطف مع البعض تترجم تلك المشاعر إلى رغبات، وتفتح عليك أبواب الشيطان فتظل متحيرًا هل تتعامل بنفس الاحتواء أم تتراجع إلى الخلف حتى لا تفتح عليك أبواب الجحيم.

أحيانًا يتناسى البعض الزمان والمكان والفروق المختلفة من سنوات وظروف وتتحول المشاعر من إعجاب إلي تعود ثم امتلاك ويظن البعض أنك أصبحت ملكًا له دون الآخرين فتتحول تلك العلاقات إلي علاقات مشبوهة يجب الابتعاد عنها وتقنينها، حتى لا تتحول إلى مأساة ومعاناة.

الفتيات كذلك في مرحلة عمرية محددة تزداد العلاقات بينهن وتتحول إلي رغبة في الامتلاك، تبدأ بالصداقة والارتياح وسرعان ما تجدها علاقات عجيبة تمنع بعضهن من التمتع بقدر من الحرية في التعامل مع الآخرين من فتيات وفتيان.

اعتقد أن الكثير من الفتيات قد عانت في مرحلة عمرية محددة من هذه الأوضاع، علاقات تعيق كل من الطرفين من التعامل بطريقة سوية مع الآخرين، تغار الفتاة علي صديقتها بشكل هستيري ترفض معه أن تتعامل تلك الصديقة مع غيرها فتاة كانت أم فتي، وتصبح الحياة خالية من التجارب الأخرى لفترات طويلة حتى تمر تلك المرحلة العمرية وتستطيع بعدها إدراك أن الحياة لا تقف علي فرد إنما هي مزيج من العلاقات الإنسانية المتراكمة مع العديد من البشر.

وأحيانًا أخري يحدث نفس الشيء بين الفتيان بعضهم ببعض تتحول كل مشاعر المراهقة وتترجم بين فردين دون الآخرين يرفض كل منهما أن يكون له شريك آخر وتتحول تلك العلاقة إلى رغبة في الامتلاك لمرحلة محددة وأحيانًا أخرى تستمر لسنوات طويلة يعاني فيها كل منهما حتي يستطيع التخلص من تلك المعاناة و التفاعل بشكل سليم مع المجتمع.

نموذج آخر من العلاقات بين الرجل والمرأة، أحيانًا يتعامل بعض الأصدقاء بشكل تلقائي وبدون وضع حدود واضحة فتتحول العلاقة إلي رغبة وتتدمر مع الوقت وتفتح أبوابًا متعددة لمشكلات لا حصر لها من كل الجوانب المحيطة بهما، فالرغبة تدمر كل العلاقات مع الوقت ، وتتحول إلي هاجس مُلِح يطارد صاحبها ولا يستطيع بسهولة العدول عن رغبته إلا بعد الحصول عليها وإرضاء النفس والرغبة في السيطرة ، تتحول تلك العلاقات إلي كابوس لكلا الطرفين، طرف يحاول منعها والحد منها والآخر يحاول إثبات ذاته والحصول علي مبتغاه، وأمثال تلك العلاقات تقضي مع الوقت إذا استمرت علي كلا الطرفين بشكل كامل وتهدد حياتهما وحرصهما علي التمسك بالدِّين والعقائد.

المبالغة في كل شيء يؤدي إلي فقدانه لذلك يجب على كل إنسان توخي الحذر في كل المعاملات حتي لا تتحول إلى أداة لتدمير الذات، فالبعض لا يستطيع التمييز بين الرحمة والمعاملة الحسنة وبين الرغبة التي يستخدمها الشيطان للقضاء على الإنسان وجذبه إلى الخطيئة المهلكة.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط