EN 
المزاج العام هو الحالة الشعورية
السائدة لدى مجتمع بعينه، في مرحلة زمنية محددة إزاء قضية مشتركة، حيث يجري
التعبير عن هذا المزاج من خلال الأقوال والأفعال والأحكام الشفاهية المتواترة على
ألسنة العامة.
وعليه فإن المتابع للأوضاع السياسية في مصر منذ أحداث ٢٥ يناير حتى الآن سيلاحظ بوضوح أن مصر مرت بعده مراحل انتقالية أثرت على المزاج العام
للمصريين.
وقبل الحديث عن الحالة المزاجية التي انتابت الشعب خلال تلك
المراحل دعونا أولا نعدد تلك المراحل.
الأولى: مرحلة الجماهير في الميدان والأقسام والمؤسسات الامنية تهاجم وتدمر والجميع مترقب لرد فعل مبارك وانتهت تلك المرحلة بتنحي حسني مبارك.
الثانية: بدأت بتسلم المجلس العسكري زمام الحكم وايضا المظاهرات
مستمره وجرت انتخابات البرلمان واكتسحه التيار الديني، ثم الانتخابات الرئاسيه
والتي انتهت بفوز مري وبفوزه بدات مرحله جديده.
الثالثة: الاخوان ممسكين بزمام السلطة في ظل ازمات سياسيه
داخليه مع مؤسسات الدوله، وسوء اداء مرسي وعجز واضح عن حل الازمات بل تفنن في
صناعتها مع المؤسسات والتيارات، وانتهت تلك المرحله بخروج الشعب وانحياز الجيش
لمطالبه.
الرابعة: والتي أبرز معالمها اعتصام رابعة وطلب التفويض الشعبي لمواجهة الإرهاب وإعداد الدستور والاستفتاء عليه، وتوجت هذه المرحلة بفوز الرئيس
عبد الفتاح السيسي بمنصب الرئيس وسط ترحيب وحفاوة شعبية.
الخامسة: فترة حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي والتي شهدت الاوضاع
الداخليه خلالها تحسنا علي مستوي الامن والاستقرار والتنمية.
عودً علي بدء إن المراحل الاربع الأولي هي مراحل حراك تميز
بالعنف والتغييرات بل التقلبات الشديده والتي انعكست بالسلب علي المزاج العام
والذي انتابه التوتر الشديد والعصبيه والقلق علي مستقبل الوطن، وقدم المتأمرون
روشتات عبر منابرهم تدور كلها انه لا علاج للمشكلات -التي هم صانعوها- سوي ان
يتصدروا هم المشهد بل المشاهد كلها في اقصاء عنيف لكل القوي والمؤسسات التي تحوز
ثقه الامة فتم صك شعارات يسقط حكم العسكر، والداخليه بلطجية.
ولقد كان كل ما أخشاه ان تتعامل الدولة مع هؤلاء باللين والسياسة،
ولكن أثلج صدري حزم الدولة وحسمها لهذا الأمر المعطل لمسيرة التقدم التي نصبوا
إليه.
والآن يحاول المتأمرون إعاده ادخال الامه في ذات النفق المظلم
واعاده المشاعر السلبيه التي انتابت وجدان الشعب في المراحل الاربع الاولي وتعكير
المزاج العام بتصرفات شيطانية يدبرها أهل الشر تهدف الي اعاده الظهور في المشهد -
ليس للانخراط في منافسه شريفة محددة القواعد والوسائل - بل تكير المزاج العام
تناسوا ان المناخ تغير وان الشعب لم يعد لهم ظهيرا وان حزمه من القوانين شرعت
للتصدي لمن يعكر السلم ويعكر مزاج مصر والمصريين.
وبالمصريين ورئيسهم.. أبدا مصر لن تعود الي الوراء لعصر فوضي
طارت فيه خفافيش الظلام في رابعه النهار مخدوعه ومغروره بقوه زائفه لتحجب ضوء
الشمس ودفئها لكن هيهات لقد الهبت الشمس ظهورها فنكصت عائده اللي اوكار ظلامها
تتحين الفرص
حفظ الله مصر.
