الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

التقارب المصري السعودي ونار الحاقدين


أثارت الزيارة الناجحة للأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، إلى مصر الأسبوع الماضي غيرة وحقد الدول المتآمرة على الوطن العربي والتي لا تريد للعرب أية نهضة، إذ لا يروق لهم التقارب المصري السعودي لما تشكله الدولتان الكبيرتان من ثقل سياسي واقتصادي في العالم بأسره وليس في الشرق الأوسط فحسب، لذا حاول هؤلاء الحاقدون البحث عن محاولة لتعكير صفو هذه الزيارة لكنهم فشلوا.

ولا يخفى على أحد ما سعى إليه المتربصون الساعون إلى تمزيق وحدة العرب بمحاولة الترويج لوجود خلافات بين القاهرة والرياض، إلا أن الاتصالات المستمرة والتنسيق الدائم بشأن القضايا العربية المصيرية بين الرئيس عبد الفتاح السيسي وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز تدحض هذه المزاعم وتجهضها مبكرا.

وبدون شك أن زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى مصر لمدة ثلاثة أيام حققت عددا كبيرا من الإيجابيات في جميع المجالات، فعلى الجانب السياسي بعثت برسائل قوية لكل من يفكر المساس بأمن واستقرار العرب بأنه سينال جزاءً رادعا، وحذرت دولا مثل إيران وقطر بخطورة اللعب بالنار، خصوصا بعد ضلوعهما في دعم وتمويل الإرهاب.

كما أكدت تطابق الرؤى بين البلدين الشقيقين في عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، لاسيما ما يتعلق برفض قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل عاصمة بلاده في إسرائيل إلى القدس، كما شددت المباحثات المصرية السعودية على ضرورة التوصل إلى حلول عاجلة لوقف التدهور في الأوضاع في سوريا وليبيا وغيرها من الموضوعات السياسية الراهنة المشتعلة.

وحفلت الزيارة بالعديد من الدلالات والإشارات المهمة للعالم، كان من أبرزها أن السعودية حريصة على إظهار الوجه الحقيقي لسماحة الإسلام وهو ما أكدته زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية ولقاء قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، كما أن زيارة ولي العهد إلى الأزهر ولقاء فضيلة الأمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب تؤكد أن السعودية تساند دور الأزهر في رسالته التنويرية كمنبر للوسطية في الإسلام والبعد عن التشدد والتعصب.

وفي الشأن الاقتصادي، حققت زيارة الأمير محمد بن سلمان نتائج مثمرة لدفع مسيرة التنمية في مصر والسعودية، كان من أبرزها إنشاء صندوق للاستثمار بإجمالي 16 مليار دولار، إضافة إلى الاتفاق على ملامح مشروع "نيوم" العملاق الذي يعد طفرة هائلة لتنشيط السياحة في مصر والسعودية والأردن.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط