الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أفريقيا.. وحتمية التوافق.. وقبول اﻵخر


قد يكون من الضروري اﻵن تناول بعض المظاهر الشائعة في الثقافة والمدركات التى كانت سببا ومازالت تمثل عائقا للانطلاق نحو اﻻندماج الوطنى الذى غاب لسنوات طويلة على خلفية شيوع ثقافة احتكار الصواب وكذلك اﻻنتساب الى من يعرفون أنفسهم على انهم الأرقى والأحسن وكلها معايير من صنيعة اﻻنسان نفخ فيها حتى أصبحت مدركا ثابتا فى العقل يصعب علينا نسيانه او على اﻻقل قبول التنازل عن بعض من تلك المدركات لصالح مدركات اخرى ﻷن هذا اﻻمر يرتبط بالعقل واﻻعتقاد الفكرى والمرجعية.. وقد يكون ذلك سببا رئيسيا من أسباب عدم تحقيق اﻻستقرار واﻻمن والتنمية فى القارة اﻻفريقية..

وقد كانت القارة ومازالت تمثل انعكاسا لكافة صور اﻻختلاف والتنوع فى كل شيء ويمثل الثراء البشري للقارة احد أهم خصوصيتها التى تعكس ثقل اﻻختلاف وأقصد هنا اﻻثنيات التى تمثل وتعكس حالة التنوع فى كل ركن من أركان الدولة فى القارة ويشهد على هذا التنوع الثقافي واﻻثنى وطبيعة الصراعات السياسية حيث تمثل ساحة اقرب ما تكون للحرب على اساس قبلى اثنى يعطى للصراع حدة وامتدادا لأنه مبنى باﻻساس على افكار ومعتقدات القبيلة التى تكون ثابتة وعميقة حتى مع نشأة السلطة المركزية التى لم تحقق طموحات الشعوب اﻻفريقيه وخاصة اﻻستقرار والتنمية واﻻندماج الوطنى والعدالة في توزيع الثروة والسلطة.

وهناك العديد من اﻻمثلة توضح ذلك احدثها ما يحدث فى اثيوبيا والصراع بين جبهة تحرير تيجراى من جانب واﻻثنيات اﻻخرى من جانب اخر وخاصة اﻻرومو والصوماليين واﻻمهرا مع وجود تفاوت فى التعامل مع تلك اﻻثنيات واﻻرومو فى قلب المواجهه وهناك ما يشبه الحرب بينها وبين النظام اﻻثيوبى ...وبعيدا عن اثيوبيا فى الغرب نيجيريا وفى الشرق كينيا ...والعالم كله شهد على صراع الهوتو والتوتسى في رواندا التى من بعده اصبحت رواندا نموذجا أراه يستحق الدراسه ﻻن الصراع اصبح تحت اﻻرض اى خامدا وﻻ يعرقل التنمية نسبيا مع وجود توافق ودون الدخول في تفاصيل أراها تحتاج تأصيلا فإن الوقت لم يعد يسمح باﻻختلاف فما بالنا بالصراع اﻻثنى الذى أقعد الدولة اﻻفريقية لعقود طويلة..

ولأسباب عديدة تهدف إلى خلق تلك الحالة من الصراع منها تعمد اﻻستعمار التقليدى رسم حدود نتج عنها انقسام فى اﻻثنيات بحيث اصبحت القبائل متداخلة فى اكثر من دولة.. اضافة الى تعمده دمج القبائل وشيوخها وأقصد هنا كبارها ضمن السياسات الاقتصادية التى يقرها اﻻستعمار وتكون دائما لصالح فئة عن اخرى لضمان الوﻻء اضافة الى سياسات تعليمية عمقت الخلافات وتبنى قيم غربيه على حساب القيم اﻻفريقية....اضافة الى استمرار تلك الحالة حتى بعد رحيل اﻻستعمار من خلال النخب السياسية التى حافظت على الوﻻء للأصل اﻻستعمارى الذى كان ومازال سببا لكل مظاهر اﻻنقسام فى القارة..

والحل تغليب واقع التعاون والوفاق وقبول اﻻخر.. وإعلاء الوﻻء المركزى على حساب أى وﻻءات اخرى...وتبنى سياسات من شأنها تعميق التوافق الوطني. .والعداله في توزيع الثروة والسلطه. ..حتى نضمن مستقبلا يحمل لنا الخير والتنميه واﻻندماج الوطنى وﻻ سبيل إلى ذلك سوى حتمية التوافق مع استدعاء مشاهد الدماء والصراع السابقه لضمان عدم العودة لمثل تلك الممارسات التي كانت سببا فى عدم الوصول الى تطلعات الشعوب اﻻفريقية.. فهل يمكن تحقيق ذلك ...؟!!
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط